شؤون محلية

في ضوء التكاليف العالية لأجور النقل.. هل تكون السكك الحديدية الحل؟ … الفارس لــ«الوطن»: لدينا عقارات سنطرحها للاستثمار في حلب وحمص واللاذقية

| محمود الصالح

بين المدير العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية نجيب الفارس أن الأضرار التي تعرضت لها شبكة الخطوط الحديدية تجاوز 2.185 تريليون ليرة سورية، حيث إن منشآت وشبكات الخطوط الحديدية السورية ومحطاتها وقاطراتها وعربات نقل الركاب وشاحنات نقل البضائع ومراكز الصيانة والإصلاح ومنظومة الإشارات والاتصالات قد تعرضت إلى تخريب وتدمير ممنهج نتيجة الحرب العدوانية الظالمة على سورية منذ عام 2011 مما أدى إلى توقف حركة القطارات على أغلب محاور الشبكة.

ورأى فارس في حديث لــ«الوطن» أن دعم وتفعيل شبكة السكك الحديدية هو الحل الأمثل لحل مشكلة النقل وخاصة في جانب الشحن منه نظراً للتكاليف الكبيرة المترتبة على تكاليف النقل التقليدي قياساً إلى تكاليف الشحن السككي.

وقال: انطلاقا من هذه الحقيقة قامت وزارة النقل والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية التابعة لها بتحديد أولويات التوسع في مجال قطاع النقل السككي وسبل تطويره واستكمال عمليات تأهيل الخطوط والقاطرات والتجهيزات والعربات الخاصة بنقل الحبوب والمواد الأولية والمشتقات النفطية والفيول إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية وغيرها، وتأمين المتطلبات اللازمة لذلك، وإعطاء الأولوية أيضاً لإعادة تأهيل منظومة السكك الحديدية وتوسيعها وفقاً للأولويات والخطط المعتمدة بما يسهم في تخفيض تكاليف الإنتاج ونقل مستلزمات الإنتاج والمواد الأولية وتسويق المنتجات وتشجيع قطاع الأعمال لاستئناف نشاطه في مختلف المناطق والمحافظات.

وبين أن إيرادات المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية جرّاء نقل الركاب والبضائع منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر أيلول 3853 مليوناً بزيادة عن العام السابق بمقدار ثلاثة أضعاف تقريباً، وذلك بسبب إعادة إعمار محاور سككية جديدة وزيادة نقل كمية المواد المطلوبة إلى الفعاليات الإنتاجية المختلفة.

وأشار الفارس إلى إنجاز عدد من المشاريع التي وضعت في الاستثمار ومنها إعادة تأهيل وإعمار محور حلب – حماة – حمص – دمشق بطول 400 كم، حيث يرتبط بهذا المحور سكك حديدية تصل إلى فعاليات اقتصادية متنوعة ومهمة وحالياً وضعت بالاستثمار من أجل قطارات البضائع، وكذلك تنفيذ تفريعة سككية لنقل الحصويات ذات الجودة الفنية الممتازة من مقالع حسياء في حمص إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس وبانياس، وحالياً يتم النقل حسب الطلبات الواردة، وإعادة تأهيل وإعمار التفريعة السككية من محطة الضمير إلى محطة توليد الكهرباء في ريف دمشق ووضعت بالاستثمار.

وتم إعادة تأهيل وإعمار التفريعة السككية من محطة الضمير إلى المدينة الصناعية بعدرا (بطول 16كم) التي تعرضت سابقاً إلى عمليات التخريب والسرقة من العصابات الإرهابية لربط الفعاليات الإنتاجية للمدينة الصناعية بعدرا بالمرافئ السورية (وخاصة معمل الإسمنت وقد وضعت بالاستثمار.

ولفت إلى أنه تم تعمير22 صهريجاً سككياً لنقل الفوسفات والحصويات وضعت بالاستثمار وكانت متوقفة منذ 2011 حيث تجاوز عمرها الاستثماري /45/ عاماً، وذلك في مراكز الصيانة الإسعافية التابعة للمؤسسة في حلب – محطة جبرين، والعمل مستمر لتعمير باقي الصهاريج، وتضمنت الأعمال كذلك تأهيل وإجراء صيانات رئيسية لـ/4/ آليات سككية خاصة بأعمال إنشاء وصيانة الخط الحديدي للمحافظة على جاهزيته الفنية التي تعرضت للأضرار نتيجة الأعمال التخريبية للعصابات الإرهابية، إضافة لإصلاح لـ/5/ قاطرات فئة /2800/ حصان من أصل /11/ قاطرة تجاوز عمرها الاستثماري /35/ عاماً، وإجراء إصلاحات رئيسية للشاحنات السككية التي تضررت نتيجة الأعمال الإرهابية وتعرضها لقذائف متنوعة وهي /59/ صهريجاً لنقل الفيول و/30/ صهريجاً لنقل الحبوب و/35/ شاحنة مسطحة سداسية الأقطاب لنقل البضائع و/10/ شاحنات لفرش مادة.

كما تم إجراء صيانات كبيرة وشاملة لـ/7/ مجموعات قطار ترين سيت وذلك بعد توقفها منذ عام 2011 وتعرضها للقذائف أثناء وجود الإرهابيين في ريف حلب، إضافة إلى تعمير /8/ روافع أرضية استطاعة كل رافعة /30/ طناً في مراكز الصيانة الإسعافية بمحطة جبرين بحلب.

وتم تنفيذ مشروع تصنيع شاحنات سككية قلاب محلياً عدد /60/ لنقل الإحضارات الحصوية من خلال الاستفادة من الشاحنات السككية المتوافرة لدى المؤسسة لتأمين نقل الإحضارات الحصوية وذلك بعد أن تم إعداد دراسة تنفيذية لها بالتعاون مع الخبراء الفنيين من الجامعات السورية، وتعمير 15 قاطرة جر استطاعة /3200/ حصان محلياً، وتصنيع بعض مواد القسم العلوي (جبائر – مواد تثبيت -… إلخ) وبعض قطع الغيار محلياً من خلال إعادة تدوير المواد المستهلكة لدى المؤسسة، وإعادة تأهيل وإعمار التفريعات السككية بين محطات توليد الكهرباء في محردة والزارة بمحافظة حماة، وتفريعة صوامع كفربهم بحماة، وتفريعة ( صوامع الغزلانية – وصوامع ومطحنة تشرين بعدرا)، واستكمال تنفيذ مشاريع إعادة تأهيل الخطوط الرئيسية العاملة حالياً واستكمال تنفيذ العقود العائدة لها على محور (حلب – حماة – حمص – دمشق) ومحور(مناجم الفوسفات – حمص- طرطوس – اللاذقية).

وعن استثمارات المؤسسة أوضح المدير العام أن المؤسسة تمتلك عقارات كبيرة ومتعددة في كل من حلب – حماة-حمص-اللاذقية، وتعمل على تحديث الخريطة الاستثمارية لهذه العقارات من أجل طرحها للاستثمار، كما تعمل المؤسسة على نقل ملكية هذه العقارات إلى أملاك باسم المؤسسة وإعادة فرزها وتغيير الصفة التنظيمية والعمرانية لها لتصبح عقارات سياحية وتجارية لتتمكن المؤسسة من طرحها للاستثمار وفق برنامج محدد، وذلك للاستفادة من عائدات الاستثمار للإنفاق على مشاريع المؤسسة لتحقيق برامج وخطط المؤسسة في عملية النقل ورفد خزينة الدولة بموارد مالية إضافية وخلق فرص عمل جديدة.

وعن عملية الربط السككي مع دول الجوار أوضح الفارس أن المؤسسة تسعى من خلال وزارة النقل لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتطوير خط حديد مرفأ طرطوس-حمص-مناجم الفوسفات بطول /286/كم وإنشاء خط جديد مناجم الفوسفات – البوكمال – الحدود العراقية بطول /270/كم وفق المعايير الفنية والخدمية المعتمدة دولياً لاستكمال هذا المحور وتأمين الربط السككي مع العراق وتأمين مستلزمات استثماره (معدات وتجهيزات مراكز الصيانة والإصلاح والأدوات المحركة والمتحركة ونظام الإشارات والاتصالات) لما له أهمية كبيرة في النقل الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن