عربي ودولي

الراعي يدعو لدعم استقلالية القضاء ونبذ العنف … «حزب الله»: لن ننجر للحرب الأهلية ودم أهلنا ليس حبراً والغدر القواتي في الطيونة له حساب

| وكالات

يلف التوتر المشهد السياسي اللبناني عقب أحداث الطيونة التي راح ضحيتها سبعة شهداء، وعلى حين ندد حزب اللـه بالحادثة متوعداً بمحاسبة الجناة وملاحقتهم لحين إحقاق الحق والانتقام لدماء الشهداء، أسف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لما حدث داعياً لدعم استقلالية القضاء ونبذ العنف والتجييش الطائفي.
يأتي ذلك في حين، نظم مئات المواطنين اللبنانيين، أمس الأحد، مسيرة باتجاه وسط بيروت، في الذكرى السنوية الثانية لانطلاقة الاحتجاجات الشعبية في لبنان التي بدأت في 17 تشرين الثاني عام 2019.
وأكد رئيس الكتلة النيابية لـ«حزب الله» اللبناني، محمد رعد، تعليقاً على أحداث الطيونة، أن «الحزب لن يندفع إلى حرب أهلية ولن يهدد السلم الأهلي، لكنه لن يقبل بأن يذهب دم أهله هدراً».
وخلال لقاء سياسي أقامه «حزب الله» في بلدة الزرارية الجنوبية، قال محمد رعد: دم أهلنا ليس حبراً، فدم أهلنا يبقى دماً، ونحن نعرف قيمته، فلولاه لفقدت الكرامة، ولكانت جزمة الإسرائيلي تحكم هذا البلد»، مشدداً على أن «الغدر القواتي الذي ارتكب يوم الخميس الماضي هذه المجزرة، له حسابه، لكننا لن نندفع إلى حرب أهلية ولن نهدد السّلم الأهلي، ولن نقبل بأن يذهب هذا الدم هدراً، وعلى الدولة أن تجري التحقيقات، وأن تصل للجاني وتحاسبه وهذا هو عملها».
على خط مواز، رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، أن «ما اقترفه المجرمون مجزرة دموية سيكون لها تداعياتها الكبيرة على صعد مختلفة، ونحن لم نعتد أن نترك دمنا على الأرض، ونعرف كيف نحمله وندافع عنه، وكيف نحوّل مظلومية قضيتنا إلى قضية منتصرة، ومن موقع المظلوم المعتدى عليه سنواجه هذا العدوان الإجرامي بما لا يدع هؤلاء ينغشون كثيراً بعنترياتهم وبخطابهم الاستفزازي الذي نسمعه في هذه الأيام بأنهم تمكنوا من قتل مشاركين في تحرك سلمي».
وأوضح أن «كل هذه العنتريات، لأنهم يعلمون أن قرارنا عدم الانجرار وراءهم إلى حرب أهلية، يخططون لها منذ زمن، وقرارنا هذا من موقع القوي المقتدر، الذي يواجه أسياد هؤلاء، وقد هزم مشاريعهم، ولو كان لديهم قناعة أن يكون قرارنا التصدي لهم، لكانوا اختبؤوا ولما تجرؤوا أن يقوموا بهذا الفعل».
وأكد النائب فضل اللـه «أننا نظمنا تحركاً سليماً، واتخذنا كل الاحتياطات لمنع أي مشكلة، ولم نكن لنقوم بهذا التحرك لو لم نؤمّن له الإجراءات المطلوبة، وقد حصلنا على تعهدات موثقة من الجيش بأن تدابيره مُحكمة، وحتى عندما وردت معلومات أن هناك مجموعات تتحرك في بعض الشوارع والأحياء، تمت مراجعة مخابرات الجيش، وكان الجواب أن كل الأمور تحت السيطرة.
وشدد على «أننا وإخواننا في حركة أمل، عندما نريد أن نحمي تظاهرة أو تحركاً نعرف كيف نحميهما، وكنا ننظم مسيرات بعشرات الآلاف ونحميها، ولكن لأنها منطقة مختلطة، ونتيجة طبيعة المكان، تركنا كل الأمور في عهدة القوى الأمنية الرسمية، وليس فقط بكلام عام، وإنما بإجراءات محددة، في كل طريق ومكان يمكن أن يحصل فيه مشكلة، وحصلنا على التزامات من الأجهزة الأمنية التي أبلغتنا أن كل شيء على ما يرام».
ورأى النائب فضل الله، أن «عنوان معركتهم هو الحصول على الأكثرية النيابية، وحتى هذا النوع من الإجرام من الخطاب المذهبي والطائفي، الهدف منه الحصول على شعبية، ويعتبرون أنهم بهذه الطريقة يشدّون عصب الناس إلى جانب مشروعهم بالحرب الأهلية».
في السياق، قال البطريرك الماروني في لبنان، بشارة الراعي، أمس الأحد: «في القلب غصة لما جرى الخميس الماضي ونستنكر هذه الأحداث واستعمال الأسلحة بين إخوة الوطن الواحد ونتقدّم بالتعازي الحارة من عائلات الضحايا».
وأضاف الراعي: «نرفض العودة إلى التجييش الطائفي وتسويات الترضية واختلاق الملفات وأشخاص أكباش المحرقة وندعو للتلاقي لقطع دابر الفتنة»، لافتاً إلى أنه «لا يجوز لأي طرف أن يلجأ إلى التهديد والعنف».
وشدد الراعي على «دعم دور الجيش وقد نجح في حصر مواقع الاشتباك وأظهر أن المؤسسة الشرعية أقوى من أي قوة أخرى»، كما توجه إلى شباب لبنان بالقول: «عبروا عن إرادتكم في الانتخابات النيابية المقبلة»، مشيراً إلى أنه «على مجلس الوزراء أن يجتمع ويتّخذ القرارات اللازمة وعلى كل وزير احترام السلطة وممارسة سلطته باسم الشعب لا باسم النافذين».
وقال الراعي: «لنحرّر القضاء وندعم استقلاليته وفقاً لمبدأ فصل السلطات، فما من أحد أعلى من القانون والقضاء».
وأوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية أول من أمس 19 مسلحاً ممن ثبت تورطهم بالاعتداء المسلح على المحتجين في منطقة الطيونة ببيروت.
وشهدت منطقة الطيونة بالعاصمة اللبنانية بيروت، الخميس الماضي، اطلاق نار من قناصين على مسيرة احتجاجية سلمية لأنصار حزب اللـه وحركة أمل، للمطالبة بكف يد القاضي طارق بيطار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، راح ضحيتها سبعة شهداء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن