خبراء عسكريون لـ«الوطن»: رهان أردوغان على بايدن لتغيير «الستاتيكو» الميداني فاشل … الجيش يحشد شمال وغرب حلب لردع أي مغامرة للنظام التركي
| حلب - خالد زنكلو
واصل الجيش العربي السوري حشد قواته في ريف حلب الشمالي والغربي ورفع من جهوزيته، استعداداً لردع أي مغامرة قد يقدم عليها النظام التركي بمؤازرة الميليشيات التي يمولها في المنطقتين.
وأوضح مصدر ميداني في ريف حلب الشمالي لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري استقدم تعزيزات نوعية خلال اليومين الماضيين إلى شمال حلب، وبشكل خاص إلى بلدة تل رفعت التي تقع بالقرب من خطوط التماس مع ميليشيات ما يسمى «الجيش الوطني»، التي شكلها النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق حلب.
وبيّن المصدر أن تعزيزات عسكرية للجيش العربي السوري تمركزت في مطار منغ العسكري للانتشار في مناطق خطوط التماس المقابلة للمناطق التي يحتلها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في اعزاز وعفرين، تحسباً لشن أي عمل عسكري هدد به جيش الاحتلال التركي من خلال منشوراته التي ألقتها طائراته المسيرة في المناطق المأهولة بالمدنيين.
وأكد رفع وحدات الجيش العربي السوري جهوزيتها للتصدي لأي محاولة اعتداء على نقاط ارتكازها في ريف حلب الشمالي، في وقت طلب النظام التركي من ميليشياته الاستنفار على مدار الساعة لتنفيذ أمر عسكري غير محدد في المنطقة.
مراقبون للوضع في حلب وفي المناطق الداخلة ضمن منطقة «خفض التصعيد»، أكدوا لـ«الوطن»، أن زعيم أنقرة رجب طيب أردوغان يلعب في الوقت الضائع على المتناقضات الإقليمية والدولية الخاصة بالملف السوري لتأجيل تنفيذ الاستحقاقات التي فرضت عليه خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي الروسي في ٢٩ الشهر الماضي، والواردة في «اتفاق موسكو» الموقع بينهما في ٥ آذار ٢٠٢٠ والذي ينص على فتح طريق عام حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4»، وكذلك «اتفاق سوتشي» العائد لمنتصف عام ٢٠١٨، والخاص بفصل التنظيمات الإرهابية عن الميليشيات المدعومة من أنقرة في «خفض التصعيد».
ولفت المراقبون إلى أن أردوغان واهم في قدرته على كسب تعاطف الإدارة الأميركية، التي وجهت له الصفعات تلو الأخرى في الآونة الأخيرة، وأنه سيفشل في كسب تأييد الرئيس الأميركي له خلال اجتماعه المزمع عقده معه في روما نهاية الشهر الجاري على هامش قمة العشرين، لشن أي عمل عسكري متهور من شأنه تغيير «الستاتيكو» الميداني لخريطة السيطرة في مناطق شرق نهر الفرات.
وبينوا أن أي تغيير لخطوط التماس غرب نهر الفرات، كما في منبج وتلرفعت، يحتاج إلى ضوء أخضر من موسكو التي تحتفظ بوجود عسكري في الأخيرة وعلى تواصل ومشاورات دائمة مع قيادات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الكردية الانفصالية التي تسيطر على الأولى.