الصفحة الأخيرة

جورج قيصر… وداعاً

| الوطن

غيب الموت الزميل جورج قيصر الذي ساهم في تأسيس صحيفة «الوطن» عام ٢٠٠٦ وشغل منصب مدير تحريرها حتى عام ٢٠١٧ قبل أن يغادر سورية التي عشقها للم شمل العائلة ولقاء أبنائه وبناته في الولايات المتحدة الأميركية.
كثيرون الذين عرفوا الراحل جورج قيصر من أصدقاء وزملاء عمل وإعلاميون وكتاب.
«الوطن» اختارت نبذة من رثاء البعض ومما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت هذه الشهادات، علماً أن المساحة تعجز عن نشر كل ما قيل وكتب في الراحل.

كتب عن رحيله المؤثر ميشيل خياط – إعلامي وأديب:

قرأت صباح هذا اليوم على موقع السيدة لارا توما المشرفة الفنية على جريدة الوطن السورية أن الاستاذ جورج قيصر مدير تحرير جريدة الوطن للشؤون السياسية سابقا قد توفاه الله فجر هذا اليوم.
رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته
أكرمه الوطن وصان كبره في جريدة احتضنته في آخر أيام عطائه الإعلامي الثمين
ويشاء القدر أن يكون اسمها «الوطن» .
ساهم مع مؤسسها الأستاذ الكبير وضاح عبد ربه وكوكبة من العاملين فيها أن ،صاغ مأثرة صحفية بزت كبريات صحف الوطن العربي .
حدث ذلك في أحلك الظروف السورية واصعبها، إبان بدايات الحرب على سورية وخلال اقسى سنواتها الأولى.
كنت سعيدا أن يحتفى به أينما التقينا في مناسبات عامة.
عرفته في قبو مطابع دار البعث مواجه فندق أمية يدقق جريدة الشباب المسيرة في العام ١٩٧٥ ، اذ كانت جريدة المسيرة (٨صفحات) تطبع هناك ، وكان رئيس تحريرها ..
صنع من تلك الجريدة الأسبوعية وسيلة إعلامية لافتة وقوية الانتشار حتى غدت كيانا شبابيا بحد ذاتها وأسس مؤسسة الشبيبة للنشر والتوزيع فكانت من اقوى دور النشر العامة وأكثرها رواجا .
احتضن عشرات المواهب الشابة في الاعلام والأدب والشعر وفتح أمامها دروبا سالكة إلى المجد تميز كمدير بالبحث عن الكفاءات لا طردها والتخلص منها ، خوفا مبهما كالعادة.
دافع عن سورية بمئات المقالات، نشرت له في الصحف العربية .
انسحب بصمت ودون وداع احتفالي يليق بقامة وطنية كبيرة مثله، متقاعدا .
يوم كتبت عن استشهاد البطلة ثناء المحيدلي في زاويتي الأسبوعية كلمة النادي في صفحتي نادي المسيرة في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، قرأ المقالة أمام لفيف من الكتاب كانوا في مكتبه بصوت عال وبفخر واعتزاز.
وقال: باستشهادها ولدت الأمة من جديد.
وهذا ما حدث، إنها الأمة التي اشتد عودها وحررت الجزء الكبير المحتل من جنوب لبنان من رجس الصهاينة..
كان طيلة ثلاثة عقود العمود الفقري للعمل الشبيبي المثمر خيرا للوطن، وقائدا اعلاميا فذا طيلة حياته المهنية.
إنه قامة إعلامية وفكرية كبيرة جدا ولا تنسى أبدا وكنز لا مادي من كنوز سورية.
ومن حق الأجيال القادمة إن تعرف من هو وأن تقرأ تراثه الفكري فلقد كان أقرب إلى الفيلسوف منه إلى الكاتب السياسي.
رحمة الله عليه.. أمثاله يبقون في ذاكرة الوطن شعلة متوقدة تنير الدرب الصحيح إلى حياة سورية راقية حضارية متعافيةمن وساخات التعصب والتعسف والكراهية..
جورج قيصر امثولة اكبر من الموت .
نبراس ينير دروب النجاح الإعلامي.

و الكاتب حسن م.يوسف:

خبر صادم مفجع رحيل الاعلامي القدير والإنسان الفذ الدمث أستاذنا الكبير جورج قيصر.

يالها من خسارة كبرى.

السلام وعطر الياسمين لروحك الطاهرة وليكن ذكرك الطيب مؤيدا.

و كتب عامر الياس شهدا – خبير اقتصادي:

غير متوقع أبدا صعقني الخبر أسعفتني الدموع. الصديق الغالي صاحب الرؤية الثاقبه والهدوء والقلب الكبير.
الأستاذ جورج قيصر ينتقل الى السماء.. لا تزال مقولتك ماثلة في رأسي عندما قلت لك: أعداد الشهداء تتزايد كثيرا فقلت لي عندما تغادر روح الشهيد جسده تولد الامه من جديد .
كم كنت تقول «لي لا تتطرق بمقالاتك للسياسة. وأنت اختصاص اقتصاد .ولا أبخسك حقك أنت تكتب سياسة بشكل تحليلي جميل ولكن لا تدخل هذا المجال خليك اقتصاد فأنت من القلائل. (لاتستعجل على حالك ) كانت نصائح أب لابنه. وعدتني أن تعود لكن كان القدر أسرع وأقوى».
سلام لروحك الطيبة والألم يعتصر قلبي فلقد فقدت أباً و صديقاً صادقاً محباً.
أستاذنا الغالي جورج قيصر وداعا .. البقاء للأمة. ليكن ذكره مؤبدا

وكتب الباحث بالاقتصاد السياسي د. فيصل سعد: 

منذ تأسيس جريدة (الوطن) السورية بادر الأستاذ جورج قيصر (من موقعه كمدير تحرير الشؤون السياسية للجريدة) إلى الاتصال بنخبة من أصحاب الأقلام النقدية؛
وبينما كنت أنشط من حين إلى آخر في جريدة الثورة (صفحة قضايا فكرية) وكذلك جريدة (الوطن القطرية) يتصل بي الأستاذ جورج آملا» مني الانضمام إلى مجموعته المختارة؛
قلت له: أنا من أصحاب العقل النقدي (الماركسي الأصيل)، فهل تتسع جريدتكم الغراء لأمثال هؤلاء؟ رد علي الأستاذ جورج قائلا»: ولهذا السبب أنا سارعت إلى الاتصال بك، فالوطن يستدعي التشخيص الدائم للأمراض شرطا» للعلاج والبقاء على قيد الحياة؛
نعم، بقلم الأستاذ جورج وإدارته الفذة النادرة كان الإعلام ممثلا» بجريدة الوطن سلطة حقيقية بالفعل؛ وكان لي شرف العمل إلى جانبه سنوات عديدة؛
رحمك الله أستاذ جورج مثالا» نموذجيا» للعمل الأخلاقي والإعلام الوطني الملتزم بقضايا الوطن والإنسان أينما كان..

و الكاتب ومحلل سياسي فراس عزيز ديب:

جورج قيصر في ذمة الله..
اليوم تطوي الصحافة السورية إحدى أنصع صفحاتها..وتهرب الكلمات خجلة من سطور الوفاء لرجلٍ حمل لواء الكلمة . اليوم لاتفتقدك صحيفة الوطن فحسب بل يفتقدك كل من بصمتَ في حياتهم .
قبل عشر سنوات كان الاتصال الهاتفي الأول بيننا بعد عدة مقالات في الصحيفة..لازال الوصف الذي أطلقته علي عالق في ذهني ..أنت عندما تكتب تتحول إلى بلدوزر.
في أول مرة التقينا في مكتبك..تفاجأت بأنني بعمر أولادك ..يومها قلت لي ..(حتى لو كنت بعمر اولادي رح ضل ناديك استاذ).. ستبقى حياً في وجدان كل من عمل معك..مع كل فاصلة ونقطة..مع كل ملاحظة كنت توجهها لأنها بالنهاية كانت طريقاً للنجاح ..أنعيكَ اليوم وفي القلب حسرة وفي العقل صورة شخص أحب عمله فأحببناه..
لروحك الطاهرة السلام ..في جنات العليين بإذن الله والصبر والسلوان لعائلتك ومحبيك ..

و كتب حسن العلي – باحث في شؤون السياسة الدولية: 

رحلَ اليوم صديقنا العزيز الكاتب الصحفي جورج قيصر وهو في بلاد الاغتراب ، لروحهِ السلام .

في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات كُنّا نكتبُ معاً لدى قسم الدراسات في جريدة تشرين ، وكان لكلٍ مِنّا دراسة أسبوعياً على الأقل .

أذكر من الأصدقاء الذين كانوا يتناوبون على الكتابة في تلك الفترة إضافة إلى المرحوم جورج قيصر « كلاً من أسد عبيد، سمير الخطيب، تركي صقر ، أسامة دعبول ، والعبد الفقير، وفي المقدمة طبعاً المرحوم يوسف مقدسي، الذي كان يومها رئيساً لقسم الدراسات»، أمّا من كانوا من أهمّ أعلام الجريدة في ذلك الوقت فكان في مقدمتهم المرحوم جبران كوريِّة، وصديقنا الغالي مروان المهايني الذي لا زال مناضلاً في الساحة ، وصديقنا العزيز برهان سمعان .

من هؤلاء الأصدقاء من رحلَ …ومنهم من يواصل المسيرة ، وما بدَّلوا تبديلا .

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن