بدء ترميم مدرسة بعد أن بدأ العام الدراسي.. و«التربية»: إن لم نقم بالترميم الآن نفقد 164 مليون ليرة

لم تنته مشكلة مدرسة فاطمة العلي في مدينة طرطوس التي مضى على توقيف التعليم فيها منذ سنتين ومن ثم البدء بترميمها وتأهيلها منذ سنة وما زالت حتى جاءت مدرسة الشهيد إياد عطية الكائنة في حي الحمرات ليتم توقيف التعليم فيها ونقل طلابها لمدرسة المتنبي من أجل المباشرة بترميمها وتأهيلها بدءاً من اليوم ولمدة لن تتجاوز السبعين يوماً كما تؤكد مديرية التربية.

أهالي تلاميذ المتنبي وطلاب إياد عطية اعترضوا منذ نحو الأسبوعين عبر عدة شكاوى قدموها للتربية و«الوطن» عندما سمعوا بنية التربية هذه، خاصة أن ذلك يحصل بعد شهر على بدء العام الدراسي واستقرار أوضاع أولادهم وترتيب أمورهم في العمل وغيره مع دوام أولادهم الصباحي في كلتا المدرستين لكن التربية ردت بأن لديها مبررات تتعلق بتأمين الاعتماد البالغ 164 مليون ليرة للتعاقد مع بدء العام الدراسي وأن هذا الاعتماد ستفقده إذا لم يصرف في تأهيل هذه المدرسة التي تعاني وضعاً فنياً سيئاً كما يقول المهندسون والواقع.

وطلب الأهالي بطرح المشكلة على مدير التربية واقتراح الحلول المناسبة معه إما بتأجيل أعمال الترميم حتى انتهاء العام الدراسي وإذا لم يكن بالإمكان تأجيل أعمال الصيانة إبقاء طلاب المرحلة الابتدائية في دوام صباحي بشكل دائم لأنهم أطفال، وطلاب المرحلة الإعدادية يداومون بعد الظهر لكونهم من فئة الشباب اليافع.

مع «التربية»

وضعنا هذه الشكوى وغيرها من الشكاوى المتعلقة بهذا الموضوع أمام مدير التربية علي شحود فأوضح أنه تم التعاقد على التنفيذ بعد شهر من تخصيص الاعتماد وأنه يتمنى أن يقتنع الأهالي بأن هذا الترميم الآن أفضل من بقاء المدرسة بواقعها الحالي، وبعد مناقشة كل التفاصيل معه تم الاتفاق على عقد لقاء مع الأهالي في المدرسة لعرض مبررات التربية ومناقشة الأمر معهم وصولاً إلى القرار المناسب. وفعلاً تم اللقاء يوم الإثنين الماضي 11 الجاري وخلاله تحدث مدير التربية عن سبب عدم ترميم المدرسة في الصيف الماضي، مشيراً إلى أن ذلك يعود للتمويل الذي وصل للتربية في الخامس من أيلول الماضي وإلى أن عدم صرفه على تأهيل المدرسة قبل نهاية العام الحالي لن تستفيد منه أي مدرسة أخرى مؤكداً أن مدة العقد حددت بسبعين يوماً فقط وأن الشركة سوف تنهي الأعمال قبل الفصل الدراسي الثاني حتماً.

واعترض كل من تحدث من الأهالي على البدء بالترميم في هذا الوقت بسبب الدوام النصفي الذي سيحصل في مدرسة المتنبي وعدم وجود كهرباء وبالتالي عدم إمكانية إعطاء الدروس بشكل جيد للطلاب خلال دوام بعد الظهر، هذا إضافة إلى التأثير السلبي على ترتيب الأسر لأوضاعها مع دوام أبنائها الصباحي الحالي وعلى وضع طلاب شهادة التعليم الأساسي وتمنوا أن يكون الترميم في الصيف القادم.

وفِي ختام اللقاء وعد مدير التربية الأهالي بدراسة الموضوع من جوانبه كافة واتخاذ القرار بعد عرضه على المحافظ ووزير التربية.

وأمس الإثنين أبلغنا مدير التربية أنه تقرر نقل طلاب إياد عطية إلى المتنبي بدءاً من اليوم الثلاثاء وبحيث يكون دوام تلاميذ المتنبي صباحاً وطلاب اياد عطية بعد الظهر والمباشرة بالترميم.

وأكد أن الأعمال سوف تنجز قبل الفصل الدراسي الثاني وفق ما أكدته الجهة المنفذة (فرع الإنشاءات العسكرية) واللجنة المشرفة من التربية والخدمات الفنية وتمنى أن يتفهم الأهالي هذا القرار الذي ستصب نتائجه في مصلحة المدرسة ومصلحة أبنائهم.

محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى أكد لـ«الوطن» أنه وجه بإنجاز ترميم المدرسة وتأهيلها قبل بداية الفصل الدراسي الثاني حتماً، وأنه سيتابع الأمر مع الجهتين المنفذة والمشرفة أولاً بأول لعدم السماح بحصول أي تأخير.