عربي ودولي

روسيا تعلق عمل بعثتها لدى الناتو الشهر المقبل … موسكو: نبحث عن شركاء في أوروبا وما يهدد واشنطن انعدام ثقة الشعب بالنخبة السياسية

| وكالات

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الإثنين عن قرار موسكو تعليق عمل بعثتها لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» بدءاً من 1 تشرين الثاني المقبل، وقد أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن بلاده تبحث عن شركاء في الاتحاد الأوروبي ولا تشكل خطراً على أي دولة أخرى.
يأتي ذلك على حين أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس أن ما يهدد الولايات المتحدة هو انعدام ثقة الشعب الأميركي بالمؤسسات السياسية في بلاده.
وحسب ما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» خلال مؤتمر صحفي في موسكو أشار لافروف إلى أن قرار تعليق عمل البعثة الدائمة الروسية لدى الحلف تم اتخاذه رداً على طرد عدد من الدبلوماسيين الروس المعتمدين لدى الناتو، موضحاً أن الإجراء يشمل عمل كبير المسؤولين العسكريين الروس لديه.
وأضاف الوزير إن روسيا تنهي عمل بعثة الاتصال التابعة للناتو في موسكو، شأنها شأن عمل المكتب الإعلامي للحلف الذي تم تأسيسه سابقاً لدى سفارة مملكة بلجيكا في موسكو، مؤكداً أن الجانب الروسي أبلغ الحلف بالخطوات الجوابية التي اتخذتها روسيا رداً على إجراء الحلف بحق أعضاء بعثتها.
وأشار لافروف إلى أنه «إذا كانت لدى الناتو أمور طارئة ما، فيمكنهم أن يتوجهوا بخصوص هذه المسائل إلى سفيرنا في بلجيكا، وهو السفير الذي يضمن العلاقات الثنائية»، وذكر أن بلاده لم تحصل من الناتو حتى الآن على أي توضيح بشأن قرارها سحب اعتماد 8 دبلوماسيين روس كانوا يعملون في البعثة.
وأكد الناتو سابقاً أنه سحب اعتماد 8 دبلوماسيين روس وقلص عدد الاعتمادات إلى 10، وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرغ أن الناتو يبقى منفتحاً على «حوار جوهري» مع روسيا وسيواصل دعوتها إلى لقاء ضمن إطار مجلس روسيا – الناتو.
وعلى خط مواز، قال بيسكوف: إن «روسيا بلد قوي يبحث عن شركاء في الاتحاد الأوروبي ولا يشكل تهديداً لأحد».
ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا تريد أن تتفكك أوروبا نفى بيسكوف اهتمام بلاده بهذا الأمر، مشدداً على أن موسكو تهتم فقط بازدهار دول أوروبا، مشيراً إلى أن «هناك مساعي للبحث عن إنشاء دفاع أوروبي مستقل هم يحتاجون إلى جيشهم الخاص».
ونفى بيسكوف المزاعم الغربية عن حشود عسكرية لروسيا بالقرب من حدود أوكرانيا ناصحاً الأوروبيين بدراسة أفضل للمعلومات المتعلقة بالوضع، مذكراً بأن قوات الناتو أجرت مناورات ضخمة قبل أن تتحرك القوات الروسية في السابق ولكن الكثيرين تحدثوا فقط عن الجيش الروسي من دون الإشارة إلى حشد قوات الناتو.
ومن جانب آخر أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن ما يهدد الولايات المتحدة هو انعدام ثقة الشعب الأميركي بالمؤسسات السياسية في بلاده وليس روسيا.
ونقلت وكالة «تاس» عن زاخاروفا قولها: «إن الخطر الذي يتهدد «الديمقراطية» لا يأتي كما يقولون اليوم من «الأنظمة الاستبدادية» ولكن من انعدام الثقة لدى الشعب الأميركي فيما تقوله النخبة السياسية والمحتكرون الأميركيون في مؤسسات المعلومات العالمية».
وأوضحت أن استطلاعات الرأي التي نشرها «معهد بيرسون للدراسات وحل الصراعات العالمية» ومركز أبحاث الشؤون العامة التابع لوكالة «اسوشيتد برس» في الثامن من الشهر الجاري تثبت أن تزايد انتشار المعلومات المضللة لا تتحمل مسؤوليته «مصانع روسية» أو «جنود القرصنة الروس أو الصينيون» وإنما المسؤولون الأميركيون أنفسهم وشركات تكنولوجيا المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي».
وأضافت زاخاروفا: «إن نحو نصف المستطلعة آراؤهم أي أكثر من 48 بالمئة من الأميركيين واثقون بأن الحكومة الأميركية مسؤولة عن نشر المعلومات المضللة، وهو ما يدمر المفهوم الكامل الذي تقوم عليه الحملة الغربية للتخويف من روسيا»، مشيرة إلى أنه «قد يعتقد البعض أن هذه النتائج تعتمد على آراء أنصار الجمهوريين بشأن السياسة العامة للإدارة الأميركية الديمقراطية الحالية إلا أن الأمر ليس كذلك، حيث إن الاستطلاعات تشير إلى أن الثلث من الديمقراطيين يعتقدون أن واشنطن تكذب باسمهم».
وتطرقت زاخاروفا إلى أن انعدام الثقة لدى المواطنين الأميركيين يشكل جرس إنذار للسلطات الأميركية، فمن الخطر الاختباء وراء ذريعة «قرصنة الكرملين» نظراً لأن هذه المعايير الأخلاقية خاصة بالمؤسسة السياسية الأميركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن