رياضة

واقع الملاكمة السورية بين الموجب والسالب … شبيب: ألعاب القوة تحتاج الدعم لأنها منجم ذهب في حصاد الميداليات

| ناصر النجار

تعتبر رياضة الملاكمة من أعرق الرياضات في سورية ومن أقواها وأكثرها إنجازات، وتملك العديد من الأبطال والمواهب والخامات الواعدة، قواعدها كبيرة وانتشارها واسع، وينقصها الدعم المطلوب وصولاً إلى منصات التتويج العالمية، فصناعة البطل الدولي أو الأولمبي لا تأتي من فراغ بل تحتاج إلى تكامل عناصر عدة من التدريب الجيد والتغذية الصحية والدعم المالي، ولا يمكن لملاكمتنا أن تعود إليها إشراقتها إن لم تتوافر لها معسكرات التدريب المجدية والمشاركات الخارجية الفاعلة التي تسهم بصقل وتنمية المواهب وتطويرها.

ولأن الأنظار تتجه اليوم نحو ألعاب القوة والألعاب الفردية لأنها القادرة على صناعة مجد رياضي وطني، فإننا نستعرض واقع اللعبة وظروفها والمعوقات التي تعترض طريقها في الحوار مع خبير اللعبة الدولي محمد كامل شبيب رئيس اتحاد الملاكمة، وإلى التفاصيل.

واقع اللعبة

كيف تصف لنا واقع اللعبة في الوقت الحالي؟

•• لم تهتز رياضة الملاكمة في السنوات العجاف التي مرّت على بلدنا كغيرها من الألعاب كثيراً لأننا حاولنا الحفاظ على بناء اللعبة ونشاطاتها بالحد الأدنى، مع ذلك لا أخفي التأثر وخصوصاً بغياب المشاركات والمعسكرات الخارجية، وساهمت كورونا أيضاً بهذا الوضع، ودوماً تعطيل المشاركات الخارجية يضعف اللعبة خارجياً ويهبط من مستوى اللاعبين، وهذه أهم العثرات التي واجهتنا مثلما واجهت بقية الألعاب.

هل بنية اللعبة قوية أم إنها تأثرت بتوالي الأزمات؟

•• لعبة الملاكمة انتشارها واسع وقواعدها كبيرة وهي تنتشر في 12 محافظة وتمارسها خمس هيئات رياضية.

لدينا تسعون نادياً منتسباً لاتحاد اللعبة إضافة للعديد من البيوتات الرياضية المرخصة رسمياً، ولدينا أكثر من تسعين حكماً مصنفاً ومئة وعشرون مدرباً بمختلف الدرجات وهذا العدد تناقص عن السابق بسبب الهجرة المتزايدة للكوادر، كما عانينا من هجرة العديد من اللاعبين المميزين.

ما الإجراءات التي تتبعونها لمعالجة هذا النزيف بالكوادر؟

•• نركز في الفترة الحالية والقادمة على إقامة المزيد من الدورات التدريبية والتأهيلية للحكام والمدربين، فأقمنا دورة للمدربين في درعا ودورة لحكام حلب ودورة مدربين مركزية بدمشق شارك فيها مئة ومدربان، وسنقيم دورة مركزية للحكام والمدربين في اللاذقية سيشارك بها كل المحافظات ضمن الأصول المتبعة.

وماذا عن النشاطات المحلية؟

•• لدينا بطولات مركزية بكل الفئات ذكوراً وإناثاً، إضافة لكأس الجمهورية.

جميع البطولات المركزية تسبقها بطولات فرعية على مستوى المحافظات يشرف عليها عضو اتحاد لعبة الملاكمة إضافة للجنة الفنية في المحافظة، ويتم من خلال هذه البطولات الفرعية انتقاء منتخب المحافظة للمشاركة في البطولات المركزية. ومن خلال البطولات المركزية يتم انتقاء المنتخبات الوطنية.

معوقات اللعبة

ما أبرز المعوقات التي تعاني منها رياضة الملاكمة؟

•• أبرز المعوقات التي عانت وتعاني منها اللعبة حتى الآن هي:

أولاً: جائحة كورونا التي أوقفت النشاط الرياضي، وهذا أثر بشكل كبير ومباشر في اللعبة، وساهم بتراجع المستوى البدني والفني للاعبين الذين توقفوا عن التمرين لتوقف النشاط الرياضي بشكل كامل في الأندية والصالات والحلبات وبيوت الملاكمة.

ثانياً: عزوف أغلب الأندية عن ممارسة اللعبة وتبنيها وخصوصاً الأندية الكبيرة التي تملك المنشآت والاستثمارات والإمكانيات المالية، وأغلب هذه الأندية تمارس ألعاباً قليلة، وتركيزها الأكبر على لعبتي كرة القدم والسلة.

ثالثاً: عدم توازن التعويضات المالية للمدربين بالأندية مع الجهد المبذول ومع ظروف الحياة الصعبة وارتفاع الأسعار، هناك بعض المدربين هجروا اللعبة واتجهوا إلى العمل الخاص لمواكبة المعيشة والظروف المالية الصعبة، وهناك مدربون آخرون نقدم لهم كل الشكر والتقدير لصمودهم واستمرارهم في التدريب رغم هذه الظروف وكل الصعوبات.

رابعاً: عزوف العديد من المحافظات السورية عن استضافة أي بطولة لعدم توافر أماكن الإقامة.

خامساً: ضعف التعويضات المالية، ومنها إذن السفر، ما يجبر إدارتي المنتخبات والفرق للبحث عن أماكن إقامة غير لائقة لتخفيف النفقات الباهظة، وهذا ما يجعل الاتحادات الرياضية صيداً سهلاً لوسائل الإعلام التي تقوم بالنقد حول هذه المسائل.

تطور اللعبة

ما السبل الكفيلة بتطور اللعبة؟

•• استمرار البطولات النوعية والمركزية، وبطولات المراكز التدريبية والبيوتات الرياضية بكل الفئات ذكوراً وإناثاً، وبالمناسبة سيقام في العام القادم بطولة خاصة للمراكز التدريبية والبيوتات الرياضية الخاصة المرخصة، ونحن نعوّل على هذه البطولة بنقطتين، أولاهما: زيادة انتشار اللعبة وتوسيع رقعتها وزيادة قاعدتها، وثانيهما. اكتشاف المواهب والخامات الواعدة.

أيضاً زيادة عدد التجارب الرسمية للملاكمين بكل الفئات وتقييم أدائهم وأداء المدربين.

استمرار تحضير لاعبي المنتخب الوطني عبر معسكرات دائمة ليكونوا جاهزين للبطولات القادمة وأهمها بطولة العرب ببغداد والمتوسط بوهران.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإننا ننتظر الروزنامة الصادرة من الاتحادات (العربي- الآسيوي- الدولي) لنبني خطة عمل الموسم القادم وفقها، وليكون تحضيرنا واستعدادنا لهذه البطولات موازياً لحجم آمالنا بانتزاع الميداليات البراقة ورفع علم الوطن الغالي عالياً.

من الضروري أيضاً الاهتمام بالأندية الريفية لأنها تمتلك خامات كبيرة وواعدة، والاهتمام أيضاً بالإناث والقواعد عبر إقامة المزيد من البطولات ودعم مدربيهم.

أخيراً والكلام لرئيس اتحاد الملاكمة: الألعاب الفردية وألعاب القوة تحتاج إلى الدعم وشركات الرعاية لأنها منجم ذهب في حصاد الميداليات في البطولات الخارجية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن