عربي ودولي

رام اللـه طالبت بترجمة المواقف الدولية الرافضة للاستيطان إل أفعالاً تحمي حل الدولتين … معاناة الأسرى متواصلة والقواسمة يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة

| وكالات

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بترجمة الأقوال والمواقف الرافضة للاستيطان إلى أفعال تلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاستيطان بكل أشكاله فوراً، مؤكدة أن «المواقف الكلامية التي لا تقترن بالأفعال لا تصنع سلاماً ولا توفر الحماية لحل الدولتين».
يأتي ذلك في حين أكد المحامي جواد بولس أن الأسير مقداد القواسمة المضرب عن الطعام منذ 90 يوماً رفضاً لاعتقاله الإداريّ، يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة.
وحسب ما ذكرت وكالة «وفا» للأنباء، قالت الوزارة في بيان صادر عنها، أمس الثلاثاء: «إننا إذ نرحب بالمواقف الدولية والأميركية التي تدين وترفض الاستيطان ونتائجه الخطيرة على فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين، فإننا نؤكد أن تلك المواقف مجزوءة وغير كافية ولا تشكل أي ضغط يذكر على دولة الاحتلال لإجبارها على الاستماع لها واحترام مواقفها، بل جاء رد الحكومة الإسرائيلية على مواقف الدول خاصة الأميركية منها، بالإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة».
وأشارت الخارجية في هذا السياق إلى الاقتحام الاستفزازي الذي مارسته وزيرة الداخلية الإسرائيلية إيليت شاكيد، ووزير الاسكان والبناء للأرض الفلسطينية المحتلة زئيف إيلكن، ولقائهما مع المستوطنين في مستوطنة «نيفو حورون» جنوب غرب رام الله، والإعلان عن بناء 160 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة وتنظيم وترتيب 100 وحدة قائمة.
وأوضحت أن الإعلان عن هذه الوحدات الجديدة يأتي بعد أيام معدودة من الإعلان عن ثلاثة مخططات استيطانية ضخمة جارٍ العمل على تنفيذها حالياً لفصل القدس عن محيطها الفلسطيني بالكامل، ولتقطيع أوصال الضفة الغربية المحتلة وتحويلها إلى مجرد «بانتوستانات» تغرق في محيط استيطاني يرتبط بالعمق الإسرائيلي كشكل من أشكال ضم الضفة الغربية المحتلة لدولة الاحتلال، هذا إضافة للتصعيد الخطير وغير المسبوق باعتداءات وهجمات غلاة المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومركباتهم وأشجارهم وأغنامهم، كان آخرها إقدام عصابات المستوطنين الإرهابية على إضرام النار في أراضٍ زراعية في بلدة برقة شمال نابلس، والاعتداءات الوحشية على المواطنين المقدسيين في باب العمود، والتصعيد الحاصل في عمليات هدم المنازل بحجج استعمارية واهية، كما حدث مؤخراً في فرش الهوى بالخليل.
وأكدت الوزارة أن «دولة الاحتلال باتت تتعايش مع الإدانات الشكلية والرفض الخجول والاعتراضات الشكلية للاستيطان وتتخذها غطاء للتمادي في ضم الضفة الغربية وإغراقها بالاستيطان، ما يؤدي إلى تقويض تدريجي لفرصة الحل السياسي التفاوضي للصراع، وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
على خط مواز، أوضح المحامي جواد بولس أن الوضع الصحيّ للأسير القواسمة حرج للغاية، ووفقاً للأطباء في مستشفى «كابلان» الإسرائيلي، فإن الأعراض الظاهرة عليه تشير إلى حصول تراجع خطير في جهازه العصبيّ، ما قد تنجم عنه أضرار جسيمة تصيب الدماغ.
ولفت إلى أن الأسير مستمر في رفض إجراء الفحوص المخبرية أو أخذ المدعمات، فيما تواصل نيابة الاحتلال رفض الاستجابة لمطلبه المتمثل بحريته.
وجمدت المحكمة العليا للاحتلال، الاعتقال الإداريّ للأسير مقداد القواسمة، في السادس من تشرين الأول الجاري، في قرار لا يعني إلغاء الاعتقال، حيث سيبقى أسيراً ولا تتمكن عائلته من نقله إلى أي مكان.
وأوضح نادي الأسير أن قرار تجميد الاعتقال الإداري، يمثل فقط إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال و«الشاباك» عن مصير الأسير وحياته، وتحويله إلى «أسير» غير رسمي تحت حراسة «أمن» المستشفى بدلاً من حراسة السّجانين.
ويواصل 5 أسرى إلى جانب القواسمة في سجون الاحتلال الإضراب عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداريّ وهم: الأسير كايد الفسفوس، مضرب عن الطعام منذ 97 يوماً، وأصدرت محكمة الاحتلال قراراً بتجميد اعتقاله الإداريّ، ويقبع في مستشفى «برزلاي» الإسرائيلي، والأسير علاء الأعرج، مضرب عن الطعام منذ 73 يوماً، ويواجه وضعاً صحياً خطيراً، وصدر قرار عن محكمة الاحتلال العليا برفض تجميد اعتقاله الإداري أمس الثلاثاء، إضافة إلى الأسير هشام أبو هواش، مضرب عن الطعام منذ 64 يوماً، ويقبع في سجن «عيادة الرملة» في وضع صحي صعب، ومن المفترض أن ينتهي أمر اعتقاله الإداري الشهر الجاري، والأسير شادي أبو عكر، مضرب عن الطعام منذ 56 يوماً، ويقبع في سجن «عيادة الرملة»، وأصدرت سلطات الاحتلال مؤخراً بحقّه أمر اعتقال إداريّ جديداً لمدة 6 شهور، والأسير عياد الهريمي، مضرب عن الطعام منذ 27 يوماً، ويقبع في زنازين سجن «عوفر» ويواجه إجراءات تنكيلية يومية بحقّه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن