الخبر الرئيسي

نظام أردوغان يواصل رفض تنفيذ تفاهمات «سوتشي» وبنود «الاتفاقيات الثنائية» … الجيش يرد على الخروقات والحربي الروسي يقلّص «مسافة الإنذار» لنقاط المراقبة التركية

| حلب - خالد زنكلو

جدد الطيران الحربي الروسي استهدافه لمحيط نقاط المراقبة العسكرية التركية غير الشرعية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وقلص «مسافة الإنذار» في ضربات يوم أمس لدى استهدافه نقطة «البارة»، ما طرح العديد من التساؤلات حول عزمه استهدافه نقاط المراقبة، لتوجيه رسائل نارية صارمة في ظل استمرار رفض نظام رجب طيب أردوغان تطبيق «تفاهمات» القمة الروسية التركية الأخيرة وبنود «الاتفاقيات الثنائية» بين البلدين حول منطقة «خفض التصعيد» بإدلب.
وبيّنت مصادر محلية في جبل الزاوية لـ«الوطن»، أن سلاح الجو الروسي شن ٤ غارات على الأقل أمس، استهدفت محيط نقطة مراقبة تركية قرب بلدة البارة، التي تضم نقطتي مراقبة، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان التي شوهدت من مسافة بعيدة دون التأكد من وقوع أضرار مادية أو بشرية في صفوف جنود وضباط النقطة، وسط تحليق الطائرات المسيرة الروسية وبكثافة فوق المنطقة.
ولفتت المصادر إلى أن المقاتلات الروسية وجّهت رسائل تحذيرية قوية عبر استهداف محيط نقطة «البارة» أمس، من خلال تقليص «مسافة الأمان» إلى نحو ١٠ أمتار فقط من سور النقطة بدل ٤٠ متراً كما في الاستهدافات السابقة للنقطة ذاتها أو لنقاط أخرى في جبل الزاوية، الأمر الذي خلق حالاً من الذعر في صفوف جيش الاحتلال التركي داخل نقطة المراقبة وفي بقية النقاط.
مراقبون للوضع في إدلب، أشاروا في تصريحات لـ«الوطن» أن تقريب مسافة القصف من سلاح الجو الروسي إلى بعد أمتار قليلة من نقاط المراقبة، يعد مؤشراً خطيراً حول نية استهداف النقاط ذاتها مستقبلاً، ما لم يرضخ زعيم أنقرة أردوغان لاستحقاقات «اتفاق موسكو» الموقع في ٥ آذار ٢٠٢٠ والخاص بفتح طريق عام حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق M4 أمام حركة المرور والترانزيت، و«اتفاق سوتشي» لمنتصف عام ٢٠١٨ والخاص بفصل التنظيمات الإرهابية عن الميليشيات التي يمولها النظام التركي، بالإضافة إلى تنفيذ «التفاهمات» التي يفترض أن تكون قمة سوتشي الأخيرة قد توصلت إليها.
وبين المراقبون أن معاودة القصف الروسي بعد قمة سوتشي لتطال مواقع ومعاقل متعددة لإرهابيي أنقرة ولإرهابيي «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة» الإرهابية والتي تقود ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» بإدلب، هي رسائل تذكير ربما تكون الأخيرة لنظام أردوغان بغية حضه على تسريع تنفيذ «التفاهمات» والاتفاقيات الثنائية قبل أن تقع الفأس الروسية فوق رأس نقاط المراقبة التركية العسكرية، التي وصل عددها في جبل الزاوية إلى ١٧ نقطة مقابل ٨١ نقطة في عموم «خفض التصعيد».
في الغضون، رد الجيش العربي السوري على خروقات وتعديات إرهابيي النظام التركي لاتفاق وقف إطلاق النار، ودمر معدات عسكرية وقتل وجرح العديد من الإرهابيين خلال إخراسه مصادر النيران في بلدتي قوقفين وسرجة بجبل الزاوية وفي محيط بلدة كفرتعال بريف حلب الغربي وفي سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن