الأخبار البارزةشؤون محلية

افتتاح مركز الجيل القادم السوري الهندي للتميز في تقانة المعلومات … الخطيب: ستكون له تداعيات إيجابية على قطاع الاتصالات والبرمجة في سورية … سفير الهند: لديه من الإمكانات لتكون سورية بلداً رائداً في مجال المعلومات بالمنطقة

| سيلفا رزوق - تصوير طارق السعدوني

افتتح أمس في مقر الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة في مجمع الديماس التقاني مركز الجيل القادم السوري – الهندي للتميز في تقانة المعلومات بحضور وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب وسفير الهند في سورية ماهيندر سينغ كانيال.

وفي كلمة له خلال افتتاح المركز رحب وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب، بالحضور وبسفير دولة الهند في سورية التي عملت على مدار عامين لإعادة افتتاح هذا المركز، موجهاً الشكر لهيئة تخطيط الدولة ووزارة الخارجية والمغتربين ورئاسة مجلس الوزراء على الجهد المستمر الذي أنجز الوصول لافتتاح المركز بحلته الجديدة.

بدوره وفي كلمة له خلال افتتاح المركز أكد سفير الهند في سورية ماهيندر سينغ كانيال، أن افتتاح المركز هو فصل جديد من الصداقة القوية التي تجمع الهند وسورية، وهو مناسبة أيضاً لتكريم العالم السوري الشهير السيد سيفيروس سيبوخت الذي كان له دور أساسي ليس فقط في إدخال نظام الترقيم الهندي في سورية، بل كان أيضاً أدلى بملاحظاته التنبؤية في عام 662 بأن المهارات الحاسوبية للهنود ستفوق الوصف.

ولفت السفير كانيال إلى أن الهند هي دولة قوية وتحقق تقدماً كبيراً في مجال التكنولوجيا والاقتصاد، والنظام الرقمي تضاعف كثيراً في الهند وهو أسرع اقتصاد رقمي وأكبر قاعدة بيانات لأكثر من 1.2 مليار إنسان، مبيناً أن مركز التميز الذي تم إنجازه بموجب برنامج «آيتك» بمثابة شهادة ودليل على العلاقات القوية التي تم اختبارها عبر الزمن مع سورية وقال: «نحن فخورون بأن العديد من الطلاب السوريين يساهمون بالدراسات العالية بالهند، بموجب عدة برامج منح متنوعة، وبموجبها يسهمون بإعادة بناء جسر قوي ثقافي بين البلدين الصديقين».

بدوره معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان وفي كلمة له اعتبر أن إعادة تفعيل العمل بمركز التميز السوري الهندي لتقانة المعلومات، هو التعبير الأصدق عن علاقات الصداقة التاريخية المتجذرة بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية الهند، وهو أيضاً استمرار لمواقف الهند الداعمة لسورية إزاء العدوان الإرهابي الذي تعرضت له في السنوات العجاف التي مضت إلى غير رجعة.

وأكد سوسان أن سورية تربطها علاقات قوية مع الهند ومجالات التعاون واسعة بين البلدين، وخاصة في مجال التقانة وهو مجال العصر، وأضاف: «لذلك نحن ممتنون لأصدقائنا الهنود لهذه المساعدة التي يقدمونها وهم معروفون أنهم في مقدمة الدول المتطورة في هذا المجال والهند البلد رقم واحد بالعالم في مجال البرمجيات، وهذا المركز يكتسب أهمية كبيرة لسورية خاصة في هذه المرحلة مرحلة إعادة الإعمار، لذلك نتطلع دائماً للارتقاء بعلاقات الصداقة بين بلدينا لتشمل كل المجالات حتى تكون بمستوى العلاقات السياسية التاريخية القائمة بين البلدين.

مدير الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة أنس ذهبية، لفت في كلمته إلى أن تقانة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تشكل اليوم المكانة الأساسية بالدول الصناعية، وهي المحرك الأساسي لتنمية الاقتصاد فيها وغيرت العديد من المفاهيم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وباتت سلاحاً ومنصة قوية.

ووجه ذهبية الشكر للهند لمساعدة سورية لتقديمها لهذا السلاح وهو التكنولوجيا وتقانة المعلومات، وهي ستساعد السوريين في مجال تكنولوجيا المعلومات، مبيناً أن ما تسعى له سورية هو تنمية المهارات الرقمية ودعم جيل الشباب، وهناك اهتمام بالغ بهذا المركز.

الخطيب: رسالة نصر والعقوبات لن يكون لها أثر بوجه أصدقائنا

وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب ورداً على سؤال لـ«الوطن»، أكد أن العقوبات الجائرة المفروضة على سورية لن يكون لها أي أثر على الأرض طالما لدينا أصدقاء وأصدقاؤنا في الهند هم خير صديق، وهم أثبتوا هذا الأمر على أرض الواقع، مشيراً إلى أنه من خلال إعادة افتتاح مركز التميز السوري – الهندي للجيل الجديد، من خلال الاتفاقية التي تم العمل عليها من عام 2019 وصدرت الموافقة عليها عام 2020، حيث بدأنا بالعمل مع أصدقائنا في دولة الهند وهم خبراء في هذا المجال، وجرى توريد التجهيزات إلى سورية ليتدرب عليها الراغبن بالتعلم والتدرب على اللغات البرمجية.

واعتبر الخطيب أن افتتاح المركز رسالة بأننا نفتتح المركز بحلته وإدارته الجديدة وطاقمه الجديد وتجهيزاته المحدثة وهذه أكبر رسالة بأننا موجودون على الأرض ونحن أصحاب الأرض والنصر لنا، وعلى الرغم كل ما فعله الإرهابيون نحن موجودون والشعب السوري شعب حي وباقٍ وافتتاح المركز سيكون له تداعيات إيجابية على قطاع الاتصالات والبرمجة في سورية من خلال الدورات النوعية التي سيقوم بها المركز وبأسعار متهاودة جداً حيث تكون موجهة لجيل الشباب الراغب بتعلم لغات برمجية والأمن المعلوماتي والأمن السيبراني، لافتاً إلى أن المدربين والخبراء من الهند الذين حضروا إلى سورية سيكونون جاهزين لتقديم كل التعاون.

وبين الخطيب أن افتتاح المركز السوري – الهندي للتميز هو رسالة نصر من وزارة الاتصالات والتقانة على الرغم من الاعتداء الإجرامي الذي جرى (صباح أمس)، ورغم دماء الشهداء التي ستكون منارة للجميع.

سوسان: ندعم التعاون مع الهند وعلاقاتنا تاريخية

معاون وزير الخارجية والمغتربين اعتبر في تصريح لـ«الوطن»، أن سورية تدعم هذا التعاون مع دولة الهند الصديقة التي تربطنا بها علاقات تاريخية راسخة ومتجذرة، إضافة إلى أن الهند كان لها موقف متميز إزاء العدوان على سورية، ووزارة الخارجية تدعم كل الجهود التي تدعم وتعزز العلاقات مع الدول الصديقة في مختلف المجالات.

سفير الهند في سورية: المركز هو فصل جديد في تاريخ العلاقات بين البلدين

بدوره سفير الهند في سورية ماهيندر سينغ كانيال، وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، اعتبر أن تسليم مركز التميز الحديث من الجيل القادم هو فصل آخر في تاريخ العلاقات السورية – الهندية، وهذا المركز الذي تم افتتاحه سيكون ضمن عملية طويلة لتأسيس تقانة المعلومات في سورية.

واعتبر السفير ماكينال، أن هذا المركز لديه من الإمكانات التي تمكن سورية لتكون مركزاً للمعلومات ولكي تكون بلداً رائداً في هذا المجال في السنوات المقبلة في هذه المنطقة، لافتاً إلى أن المركز سيمنح فرصاً متعددة في مجال تقانة المعلومات وتقدم الدورات في هذا المجال وتنمية الاقتصاد في سورية.

وأشار السفير ماكينال إلى أن علاقات البلدين الثنائية مستمرة ومسؤولو البلدين على اتصال وتنسيق مستمر، وهناك تواصل مستمر مابين الجاليات التجارية بين البلدين، معبراً عن ثقته بأن ما يجري بخصوص نمو العلاقات الاقتصادية وتحسنها وتطورها نحو الأفضل، مؤكداً أنه سيكون هناك تبادل للعديد من الزيارات بين الطرفين وفي العديد من القطاعات بما فيها التجارة والثقافة.

وشدد سفير الهند في سورية على سعي بلاده للمضي في برنامج المنح الدراسية للطلبة السوريين، كاشفاً عن إمكانية زيادة عدد هذه المنح الدراسية التي تقدمها حكومة بلاده، علماً أنه يجري حالياً تقديم خمسين منحة دراسية من قبل المجلس الهندي للعلاقات الثقافية وسيكون هناك احتمالات لتقديم منح أخرى كذلك من خلال البرامج الأخرى. وهناك عمل قريب جداً على هذا الأمر.

درويش: يهدف لدعم فئة الشباب

مدير المركز إياد درويش، بدوره أكد في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن الهدف من المركز هو دعم فئة الشباب بعملية التأهيل والتدريب خاصة الشباب الذين لديهم الإمكانات والاهتمام الكافي في مجال التكنولوجيا والمعلومات، مبيناً أن الميزة المهمة للمركز للأشخاص الذين يمتلكون خلفية بتقنية المعلومات والقادرين على الاستمرار بدورات عالية المستوى وهذه الدورات ستكون قوية وتبدأ من المتوسط إلى عالي المستوى.

ولفت درويش إلى أنه سيتم إنجاز مشروع للدورة، وبعدها يتقدم المتدرب لشهادة ستؤهله للحصول على شهادة لمركز تطوير الحوسبة المتقدمة «سيداك» والتي ستقدم له شهادة معتمدة.

وشدد على أن ميزة هذا المركز بأنه تم اعتماد الدورات فيه، حيث تكون مناسبة مباشرة لسوق العمل والسوق المحلي أي حسب طلب السوق المحلي، لذلك المفروض من هذه الدورات تأهيل المتدرب للانخراط مباشرة بسوق العمل، لافتاً إلى أن رؤية وزارة الاتصالات بهذا الموضوع أن يجري تخفيضات بأسعار الدورات لفئة الشباب على وجه الخصوص بنسبة خمسين بالمئة.

حضر الافتتاح وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب، والأمين العام لمجلس الوزراء قيس خضر، وفادي الخليل رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي، ومعاونو وزير الاتصالات ومدير هيئة الاستشعار عن بعد عبد المجيد الكفري، ومدير الهيئة الوطنية لخدمات الشبكة.

ويأتي افتتاح المركز بعد توقفه عن العمل منذ نهاية عام 2011، بسبب الحرب على سورية، ويتيح المركز استفادة الجانب السوري من الدورات التدريبية التي ستقام به في مجالات متعددة في الأمن السيبراني وهندسة واختبار البرمجيات وأمن الشبكات، بهدف إنتاج رأس مال بشري ذو قيمة مضافة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن