عربي ودولي

لافروف: الوضع في أفغانستان ليس مستقراً لكن لا بديل لتوازن القوى الحالي قريباً … اجتماع موسكو يدعو الأمم المتحدة لتنظيم مؤتمر مانحين لمصلحة أفغانستان

| وكالات

بدأت في العاصمة الروسية موسكو أمس محادثات حول أفغانستان تعد أحد أهم اللقاءات الدولية التي تحضرها حركة طالبان منذ وصولها إلى السلطة في آب الفائت، مؤكدة أن أحد أهداف اللقاء الذي يستمر أربعة أيام هو تعزيز «جهود المجموعة الدولية لمنع أزمة إنسانية».

وأعلنت الخارجية الروسية أن المشاركين في المحادثات اتفقوا على دعوة الأمم المتحدة إلى تنظيم مؤتمر مانحين لمصلحة هذا البلد، على حين أقر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مستهل الجولة الجديدة من المحادثات بـ«صيغة موسكو» الخاصة بأفغانستان بأن عودة حركة طالبان إلى سدة الحكم في هذا البلد أمر واقع.

وحسب موقع «روسيا اليوم» صرح مبعوث الخارجية الروسية الخاص إلى أفغانستان ضمير كابولوف، للصحفيين أمس الأربعاء: «هناك رأي مشترك لدى جميع المشاركين بشأن ضرورة دعم الشعب الأفغاني وتفادي الأزمة التي تلف في الأفق ويصفها البعض بكارثة إنسانية، ولذلك ستتمثل إحدى أهم نتائج اجتماع اليوم في توجيه جميع الأطراف في «صيغة موسكو» دعوة إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر مانحين دولي خاص بتقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي لإعادة إعمار أفغانستان في مرحلة ما بعد النزاع»، مشدداً على أنه ليس هناك أي مهلة زمنية محددة لتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان.

وأشار المبعوث إلى أن المناقشات خلال اجتماع أمس تطرقت إلى مسألة الاعتراف الدولي بحركة طالبان كسلطة شرعية في أفغانستان، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن هذا سيحصل في لحظة ما مستقبلاً.

في الوقت نفسه، أشار كابولوف إلى أن الجانب الروسي أبلغ وفد الحكومة الأفغانية الجديدة التي شكلتها طالبان بأن هذه اللحظة لن تحل ما لم تبدأ الحركة بتطبيق معظم ما يتوقعه منها المجتمع الدولي، ولاسيما ما يخص حقوق الإنسان والشمولية.

من جانبه قال لافروف، أمام الوفود المشاركة في الاجتماع أمس: «الآن، بعد حدوث تغيرات جذرية في الوضع على الأرض، لا جدوى في البحث عن المسؤولين عن عدم إحراز أي تقدم ملموس في ملف المصالحة الوطنية، وبودي الإشارة فقط إلى أن الآمال المرتبطة بالمعسكر الجمهوري، أي الحكومة الأفغانية السابقة برئاسة الرئيس السابق أشرف غني، لم تتحقق، ووصلت إدارة جديدة إلى الحكم الآن، وهذا الأمر الواقع يُحمل مسؤولية كبيرة على عاتق حركة طالبان».

وحسب «روسيا اليوم» أشار الوزير الروسي إلى الجهود التي بذلتها طالبان في سبيل استقرار الأوضاع العسكرية والسياسية في البلاد وتنظيم عمل مؤسسات الدولة، مشدداً في الوقت نفسه على أن «مهمة إحلال سلام مستدام في أفغانستان لا تزال ملحة»، ومضيفاً إن موسكو ترى الشرط الأساسي لتحقيق هذا الهدف في تشكيل حكومة شاملة في الواقع ستعكس بالكامل مصالح جميع القوى العرقية والسياسية في البلاد.

ولفت لافروف إلى أن مستوى الدعم الاجتماعي الذي ستحظى بها طالبان مرتبط بشكل وثيق مع سياساتها الاجتماعية وبمدى احترامها للحقوق والحريات الأساسية، مؤكداً أن الجانب الروسي بحث هذه المسألة بالتفصيل مع وفد الحركة المشارك في محادثات (أمس) الأربعاء.

وقال: «توازن القوى الجديد الذي قام في أفغانستان منذ 15 آب لا بديل منه للمستقبل المنظور من جانب، ومن جانب آخر يؤكد عدم الاعتراف رسميا (بطالبان كسلطة شرعية) على الصعيد الدولي والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمالية والتحديات الجديدة التي تواجهها السلطات الجديدة في كابل، أن الوضع في البلاد لا يمكن وصفه مستقراً حتى الآن».

وحذر الوزير الروسي من أن العديد من التنظيمات الإرهابية، بالدرجة الأولى «داعش» و«القاعدة» تحاول الاستفادة من هشاشة الوضع وتشن هجمات دموية في مناطق متفرقة من أفغانستان، إضافة إلى استمرار الأنشطة المتعلقة بإنتاج المخدرات في البلاد.

وأشار لافروف إلى أن هناك خطر امتداد الأنشطة الإرهابية والمتعلقة بالمخدرات إلى دول مجاورة، ولاسيما تحت غطاء تدفق المهاجرين، مؤكدا أن روسيا ناقشت مع وفد طالبان ضرورة أن تلتزم الحركة على نحو صارم بالنهج الرامي إلى منع استغلال أي أطراف لأراضي أفغانستان ضد مصالح دول أخرى، معرباً عن ارتياح موسكو إزاء مستوى التعاون العملي الحالي مع السلطات الأفغانية الجديدة.

إلى ذلك أعرب لافروف عن أسف موسكو إزاء عدم مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات وغيابها للمرة الثانية على التوالي عن اجتماعات «الترويكا الموسعة» بخصوص أفغانستان، مبدياً أمله في أن هذا الأمر ليس مرتبطاً مبدئياً بأي مشاكل، وفي أن واشنطن لا تزال مستعدة لمواصلة العمل على الملف الأفغاني، مرجحاً أن أحد أسباب غياب واشنطن عن اجتماع موسكو يعود إلى تغيير المبعوث الأميركي الخاص بشأن أفغانستان خليل زلماي زاد مؤخراً.

وانطلقت موسكو، أمس جولة جديدة من المحادثات الأفغانية فيما يعرف بـ«بصيغة موسكو»، التي ستستمر 4 أيام، ووصل الوفد الممثل لحكومة طالبان أول من أمس إلى موسكو للمشاركة في المحادثات التي من المقرر أن يشارك فيها أيضاً ممثلون عن روسيا وإيران وباكستان والصين والهند.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن