سورية

مجلس الوزراء: لن يزيد السوريين إلا تصميماً على دحر الإرهاب … 14 شهيداً يروون بدمائهم تراب دمشق بعد تفجير إرهابي

| الوطن – وكالات

مع هزيمة المخطط التآمري، واندحار الإرهاب في سورية على يد الجيش العربي السوري وتوجهها إلى إعادة الإعمار، وتوجه العديد من الدول إلى انتهاج مقاربة أخرى حيال ما حصل فيها والعودة لترميم العلاقات معها بعد إدراك تلك الدول أن ما خطط لسورية فشل، عبر البعض من أعداء سورية عن إصراره على «ركوب رأسه» حال العدو الصهيوني وأدواته، وذلك من خلال محاولة العودة بالوضع في سورية إلى مربع التفجيرات الإرهابية بعد عجزهم عن هزيمتها بالإرهاب الميداني والسياسي والاقتصادي، فارتكبوا عبر عملائهم صباح أمس جريمة إرهابية بشعة دنيئة بتفجير عبوتين ناسفتين بحافلة مبيت عسكري في منطقة جسر الرئيس بدمشق، ما أدى إلى ارتقاء 14 شهيداً ووقوع عدد من الجرحى.

وذكر مصدر عسكري في تصريح نقلته وكالة «سانا»، أنه نحو الساعة السادسة و45 دقيقة من صباح أمس وأثناء مرور حافلة مبيت عسكري في مدينة دمشق بالقرب من جسر الرئيس تعرضت الحافلة لاستهداف إرهابي بعبوتين ناسفتين تم لصقهما مسبقاً بالحافلة، ما أدى إلى ارتقاء أربعة عشر شهيداً وسقوط عدد من الجرحى».

وأضاف المصدر: إن عناصر الهندسة قاموا بتفكيك عبوة ثالثة سقطت من الحافلة المذكورة بعد الانفجار.

وبينما تصاعد عمود من الدخان من مكان التفجير، بدت الحافلة التي تم استهدفها متفحمة من شدته، في حين تجمع حولها طواقم وسيارات الإسعاف لنقل الشهداء وإسعاف المصابين.

ولاقى التفجير الإرهابي، إدانة واستنكاراً شديدين في أحياء وشوارع دمشق، إذ أصبحت إدانته واستنكاره حديث العامة في التجمعات أمام الأفران ومواقف الباصات وأماكن العمل، وقد عادت الحياة إلى طبيعتها إلى المناطق القريبة منه بعد ساعات قليلة من وقوعه.

ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أسماء الشهداء الذين ارتقوا بالتفجير الإرهابي وذكرت أنهم من العاملين في مؤسسة الإسكان العسكرية وهم: الشهيدة تغريد يونس محمود، الشهيدة هدى عيسى جديد، الشهيد إبراهيم علي محمد، الشهيد يوسف غيث كوسا، الشهيد حيدر رامز عسيكريه، الشهيد موسى عبد الغني حسون، الشهيد حسن عبد الغني حسون (تواجد مع شقيقه بالحافلة)، الشهيد سليمان محمد الوعري، الشهيد طاهر محمد ونوس، الشهيد حسن معلا وسوف، الشهيد عبد الله محمد، الشهيد سلمان جودت إسماعيل، الشهيد توفيق أحمد يوسف، الشهيد عيسى محمود إبراهيم.

كما نشرت الصفحات أسماء الجرحى وهم: السائق علي هيثم يوسف، محمد سيف الدين ممدوح المرجان (تواجد بمكان التفجير)، وأشارت إلى أن جثامين الشهداء موجودة في مشفى تشرين العسكري.

رسمياً، أدان مجلس الوزراء التفجير الإرهابي، وأكد في جلسته الأسبوعية، أن هذه الجرائم لن تزيد الشعب السوري إلا إصراراً وتصميماً على دحر الإرهاب، متوجهاً بالرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى، حسبما ذكرت وكالة «سانا».

•الخارجية: لن يثنينا عن العمل لإعادة الأمن والاستقرار

في الأثناء صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين، أن التفجير الإرهابي يأتي في إطار استمرار محاولات التنظيمات الإرهابية ورعاتها من أجل رفع معنوياتها وخاصة في إدلب.

وقال المصدر وفق ما أوردت الوزارة في قناتها على «التلغرام»: الحكومة السورية تؤكد أن مثل هذه الأعمال الإرهابية لن تثنيها عن الاستمرار في القيام بواجبها بمحاربة الإرهاب والعمل لإعادة الأمن والاستقرار لسورية وشعبها. وأوضحت الخارجية أن توقيت تنفيذ هذا العمل الإرهابي يوضح مجدداً أجندة رعاته السياسية التي وضعت نصب أعينها استهداف سورية والشعب والمقدرات.

وأضاف: لا يمكن تجاهل تزامن هذا العمل الآثم مع أعمال إرهابية تسعى للعبث باستقرار شعوب ودول المنطقة خدمة للكيان الإسرائيلي ولمخططات رعاة الإرهاب الرامية لاستخدامه سلاحاً سياسياً إجرامياً لتحقيق غايات تدخلية دنيئة في الشؤون الداخلية لسورية ودول المنطقة.

•الداخلية: ملاحقة الأيادي الآثمة وبترها

بدوره، أكد وزير الداخلية، اللواء محمد الرحمون، في تصريحات نشرها الإعلام الرسمي، أن العمل الإرهابي جرى بعد دحر الإرهاب من أغلبية الأراضي السورية وأن من لجأ وخطط لهذا الأسلوب الجبان كان يرغب أن يؤذي أكبر عدد ممكن من المواطنين.

وشدد اللواء الرحمون على أنه «ستتم ملاحقة الأيادي الآثمة وسيتم بترها أينما كانت»، مؤكداً أنه «لن يتم التخلي عن ملاحقة الإرهاب.. وسنلاحق الإرهابيين الذين أقدموا على هذه الجريمة النكراء أينما كانوا».

التفجير الإرهابي تزامن مع الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة المصغرة في جنيف، والحديث عن إحراز تقدم في عملها، وتأكيد الحكومة السورية ضرورة حل الأزمة في سورية من خلال الحوار، وإعلان المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، الاتفاق خلال اجتماع بين الأطراف السورية، على البدء بعملية صياغة مسودة الإصلاح الدستوري في سورية.

كما تزامن مع دحر الجيش العربي السوري للإرهاب من أغلب المناطق التي كان ينتشر فيها، والاقتراب من طي ملف درعا، بانضمام أغلب المناطق التي كان ينتشر فيها مسلحون إلى التسوية التي طرحتها الدولة في إطار حرصها على الحل السلمي وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل أرجاء المحافظة وفرض كامل سيادتها عليها.

أيضاً التفجير الإرهابي تزامن مع الانفتاح الدولي السياسي والاقتصادي على سورية، الأمر الذي أكده وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، في لقائه مع «الوطن» مؤخراً، بأن التغير بالنسبة للعلاقة بين سورية ومحيطها العربي بدأ منذ زمن، وهذه التغيرات مرتبطة بالتطورات الدولية، التي أقنعت المزيد من الأشقاء العرب بأن التضامن العربي والوقوف إلى جانب بعضها بعضاً، قد يساعدان بعض هذه الدول على تجاوز الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها، وأنه لا يمكن لهذه الدول أن تضمن مستقبلها بالاعتماد على الدول الغربية وضماناتها، مشدداً على أن الحوار العربي– العربي لم ينقطع، ومعبراً من خلال اللقاءات الأخيرة الكثيرة التي جرت من قبل وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة عن تفاؤله بأن تبدأ حوارات أكثر عمقاً وأكثر فائدة وأن تجري لقاءات سورية عربية خلال الفترة القادمة، ولاسيما أن هناك إدراكاً أكثر من جميع الأطراف بأن الأوضاع الحالية لا تفيد أحداً، وبأن المخططات الغربية تهددنا جميعاً، ولا تريد الخير لنا، وهي تريد التغيير بما يسمح بالهيمنة والسيطرة للدول الغربية والولايات المتحدة على مقدراتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن