الأولى

رحمون: سنلاحق الإرهابيين.. وسوسان لـ«الوطن»: لا يريدون الاعتراف بالهزيمة ويسعون لإعاقة توطيد الأمن والاستقرار … الإرهاب يضرب في دمشق والحصيلة أربعة عشر شهيداً .. إدانات عربية ودولية واسعة.. وطهران: أعمال جبانة ومحكوم عليها بالفشل

| الوطن

استيقظت دمشق صباح أمس على دوي تفجير إرهابي دموي، استهدف بعبوتين ناسفتين حافلة مبيت لمؤسسة الإسكان العسكرية عند جسر الرئيس، وتسبب بارتقاء أربعة عشر موظفاً شهيداً.
العدوان الإرهابي الذي ضرب قلب العاصمة جاء بعد سنوات من عودة الهدوء إليها، إثر دحر الإرهابيين من محيطها واستعادة الحياة الطبيعية من جديد، وتزامن مع مؤشرات إقليمية ودولية متتابعة تشي بانفتاح دولي وعربي على دمشق، إثر استكمالها طي صفحة الإرهاب في الجنوب واستعدادها لإنجاز مماثل في الشمال.
مصدر عسكري كشف في بيان له نشرته «سانا» بعضاً من تفاصيل الحادث الإرهابي وقال: إنه ونحو الساعة السادسة و45 دقيقة من صباح الأربعاء، وأثناء مرور حافلة مبيت في مدينة دمشق بالقرب من جسر الرئيس، تعرضت الحافلة لاستهداف إرهابي بعبوتين ناسفتين تم لصقهما مسبقاً بالحافلة ما أدى إلى ارتقاء أربعة عشر شهيداً وسقوط عدد من الجرحى.
وأضاف المصدر: إن عناصر الهندسة قاموا بتفكيك عبوة ثالثة سقطت من الحافلة المذكورة بعد الانفجار.
مجلس الوزراء أدان التفجير الإرهابي، وأكد في جلسته الأسبوعية أن هذه الجرائم لن تزيد الشعب السوري إلا إصراراً وتصميماً على دحر الإرهاب، متوجهاً بالرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.
بدوره، أكد وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون، في تصريحات نشرها الإعلام الرسمي، أنه «ستتم ملاحقة الأيادي الآثمة وسيتم بترها أينما كانت»، مؤكداً أنه «لن يتم التخلي عن ملاحقة الإرهاب، وسنلاحق الإرهابيين الذين أقدموا على هذه الجريمة النكراء أينما كانوا».
من جهته اعتبر معاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، أن التفجير الإرهابي هو تعبير من الطرف الآخر بعدم الاعتراف بالهزيمة، وقال في تصريحات لـ«الوطن»: إن أصحاب المشروع التآمري وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني هم من يقفون وراء هذا التفجير الإرهابي، لأن المشروع التآمري وجد بالأساس لخدمة هذا الكيان، وهؤلاء هم المتهمون الأساسيون بالتفجير لأنهم لا يريدون الاعتراف بالهزيمة ويريدون إعاقة عملية إعادة توطيد الأمن والاستقرار في سورية، مشدداً على أن سورية تجاوزت السنوات العجاف، وهي تحضّر الآن لمرحلة إعادة الإعمار وترميم العلاقات السورية مع مختلف الدول، وهذه الانفراجات والانفتاح على سورية يسيء كثيراً على ما يبدو للمتآمرين عليها.
كما اعتبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين، أن التفجير الإرهابي يأتي في إطار استمرار محاولات التنظيمات الإرهابية ورعاتها من أجل رفع معنوياتها وخاصة في إدلب، وأن توقيت تنفيذ هذا العمل الإرهابي يوضح مجدداً أجندة رعاته السياسية التي وضعت نصب أعينها استهداف سورية والشعب والمقدرات.
وأضاف المصدر: «تؤكد الحكومة السورية أن هذه الأعمال الإرهابية لن تثنيها عن الاستمرار في القيام بواجبها بمحاربة الإرهاب والعمل لإعادة الأمن والاستقرار لسورية وشعبها».
التفجير الإرهابي لاقى إدانة عربية ودولية واسعة، وأعربت الأمم المتحدة عن «قلقها من الهجوم الذي استهدف مجموعة عسكريين سوريين» في دمشق، مؤكدة إدانتها لعملية العنف هذه.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق: «نتابع بقلق التقارير حول هجوم على حافلة كانت تقل عسكريين، ما أسفر عن مقتل كثير من الناس».
بدورها أدانت إيران التفجير الإرهابي، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زاده في تصريح له، أن الأعمال الإرهابية الجبانة محكوم عليها بالفشل ولا يمكنها أن تقوض عزم سورية في محاربة الإرهاب وتحرير أراضيها وإرساء الاستقرار.
وأعرب خطيب زاده عن تضامن إيران مع الحكومة والشعب وأسر الضحايا في سورية.
وفي لبنان، أدان حزب اللـه في بيان التفجير الإرهابي الغادر، وقال وفق موقع «قناة «المنار»: «إن حزب اللـه إذ يدين هذا التفجير الآثم الذي تقف وراءه الجماعات الإرهابية ومشغلوها الدوليون والإقليميون، يؤكد أن كل المحاولات الإرهابية لن تنجح في زعزعة الاستقرار والأمن السوري، وإنما ستزيد من تصميم وعزيمة الجيش والشعب العربي السوري على استكمال عملية التحرير وملاحقة الإرهابيين وتطهير البلاد منهم».
ومساء أمس أعلن فصيل يطلق على نفسه اسم «سرايا قاسيون» الذي لم يعرف أي تفاصيل عنه حتى ساعة إعداد هذا التقرير، تبنيه للتفجير الإرهابي، وربط بين هذا العمل الإرهابي وما يجري في الشمال، في بيان نشره على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي وتداولته وكالات الأنباء على نحو واسع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن