بين الدراما الاجتماعية والبيئة الشامية … أعمال سورية خلدها التاريخ في ذاكرة المشاهد

عندما تقوم الدراما بشكل عام بطرح أعمال اجتماعية يجب عليها أن تراعي بها نقطتين، وأولاهما هي أن تكون قصة هذا العمل مستوحاة من حياة الواقع لكي تستطيع أن تترك أثراً في عقل المشاهد، والنقطة الثانية تتمثل بالجانب الترفيهي الذي يبحث عنه كل من يشاهد التلفاز.

لكن عندما تجتمع هاتان النقطتان ضمن مسلسل اجتماعي يتحدث عن العائلة والحياة بشكلها الطبيعي من دون مبالغات هنا يكمن الإبداع الدرامي، لكون الدراما تستطيع من خلال هذا الإبداع أن تظهر حكايتها الجذابة بشكل ممتع ومسلٍّ وهادف، وفي الوقت ذاته سوف تجعل كل من يشاهدها يشعر بالحنين والدفء الذي يجمع العائلة في الحياة الواقعية.

وإذا أردنا الحديث عن الدراما السورية بشكل خاص، نرى بأنها قدمت أعمالاً درامية اجتماعية عائلية، كانت بمنزلة بصمة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الجمهور السوري حتى بعد عرضها بسنوات، لكون هذه الأعمال استطاعت أن تسحر متابعيها وتجعلهم يعيشون مع مضمون القصة المقدمة.

الفصول الأربعة

العمل من تأليف دلع الرحبي، وإخراج حاتم علي، وتمثيل كل من خالد تاجا ونبيلة النابلسي وسلمى المصري ومها المصري وليلى جبر، وعرض المسلسل في عام 1999، وحقق نجاحاً مبهراً، ثم عرض الجزء الثاني منه في 2002، ويتناول العمل الحياة اليومية لأسرة سورية، ويوضح طبيعة العلاقات التي تربط بينهم، المشاكل والمواقف التي يتعرضون لها، الأب كريم والأم نبيلة وخمس بنات هن فاتن وليلى وماجدة وشادية ونادية، لكل منهن عائلة وأطفال وحياة مختلفة، ليقدم العمل حالة درامية مختلفة وساحرة.

مذكرات عائلة

المسلسل يتناول في قصته عائلة من الطبقة السورية الكادحة متوسطة الدخل ويتناول قضايا يومية روتينية من الدراما الاجتماعية في تلك الحقبة من التسعينيات، أنتج هذا المسلسل عام ١٩٩٨، من تأليف ريم حنا وإخراج محمد فردوس أتاسي، وبطولة «سلوم حداد» و«سلمى المصري» و«كاريس بشار».

وقد طرح العمل قضايا مهمة وحساسة تواجه كل عائلة لديها أولاد في عمر المراهقة، كما طرح العمل الحلول التي يجب على الأهالي اتباعها مع أولادهم عندما يتعرضون للمشاكل.

أحلام كبيرة

العمل من إخراج حاتم علي، وبطولة كل من «بسام كوسا» و«سمر سامي» و«قصي خولي» و«باسل خياط»، يدور المسلسل حول قصة عائلة الحلبي السورية من أب وأم وأبنائهم الأربعة، حيث يتعرض الوالد لجلطة دماغية تتسبب في مكوثه في المنزل ما يخلق مشاكل كبيرة له خاصة مع أخيه، ليمر الزمن ويسير كل شاب من أولاده بالسير في طريق مختلف لتتعقد القصص وتتشابك، وبالرغم من عرض المسلسل للمشكلات الاجتماعية التي تواجه العائلة، لكنه سلط الضوء على حب الأم والأب وخوفهم على أولادهم وكيفية تعاملهم معهم عندما يتعرضون لأي حادثة.

أيام شامية

وإذا أردنا الحديث عن أعمال البيئة الشامية نرى بأنها أيضاً تركت أثراً لطيفاً في وجدان المشاهد، لكونها عملت على طرح قصص وحكايا تتحدث عن حياة السوريين القدماء الذين تحلوا بالشجاعة والشهامة والكرم، وحبهم وإخلاصهم لعائلاتهم وأهالي حاراتهم، وتجسد هذا الشيء من خلال مسلسل «أيام شامية» الذي يعد من أبرز مسلسلات الدراما السورية، وعرض في فترة التسعينيات، من تأليف أكرم شريم، وإخراج بسام الملا، وإنتاج التلفزيون السوري، يعد من أهم المسلسلات التي صورت الحياة العامة والعادات لأهل الشام خلال بدايات القرن العشرين، لعب بطولتها كل من «عباس النوري» و«خالد تاجا» و«رفيق السبيعي» و«سامية الجزائري» و«وفاء موصللي».