سورية

الخارجية الأميركية ترفض أن يكون اجتماع «فيينا 2» لتحديد الجماعات الإرهابية و«المعتدلة»..! وتؤكد أن كيري سوف يشارك … لافروف: إحراز تقدم قبل اللقاء المقبل يبدو صعباً

وكالات :

رفضت وزارة الخارجية الأميركية مطالبة روسيا وإيران المشاركين في اجتماع «فيينا 2» الموسع، الذي من المقرر أن يعقد السبت المقبل، تحديد المجموعات الإرهابية والمعارضة المعتدلة في سورية خلال الاجتماع، وذلك بعد أن أعلنت أن الوزير جون كيري سيتجه السبت إلى فيينا للمشاركة في الاجتماع. وصرح المتحدث باسم الخارجية جون كيربي حسب وكالة «ا ف ب» للأنباء، بأن كيري الذي يقوم بجولة من 13 إلى 17 تشرين الثاني في تونس والنمسا وأنطاليا (تركيا)، سيجري لقاءات «ثنائية ومتعددة الأطراف مع نظرائه الأجانب بخصوص الأزمة السورية» في فيينا، من دون تحديد الموعد المحدد لذلك، موضحاً بعد ذلك أن المشاورات الدولية ستجري السبت. ولم يفصح كيربي عن عدد الدول المشاركة مع أن 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران شاركت في الاجتماع الأول في 30 تشرين الأول الماضي في محاولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات ونصف السنة.
وأول أمس، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي في يريفان إلى عقد محادثات دولية «موسعة» بخصوص الأزمة السورية قريبا، متهماً بعض الدول بمحاولة التهرب من المفاوضات.
وصرح لافروف بأن لائحة المشاركين الساعين إلى اتفاق حول الأزمة في سورية تكبر منذ محادثات الشهر الفائت في فيينا. وقال: «سيحصل لقاء آخر في المستقبل الأقرب في صيغة موسعة… تشمل نحو عشرين بلداً ومنظمة». وستشارك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الحوار الذي يضم كذلك الولايات المتحدة وفرنسا وإيران، لمواصلة بحث خيارات الحل السياسي في سورية على ما ذكرت «أ ف ب».
وأضاف لافروف: إن إحراز تقدم قبل اللقاء المقبل حول سورية يبدو صعباً بسبب محاولات عدد من الدول «التهرب» من إنجاز العمل المطلوب.
وقال: إن «مجموعة كبيرة من شركائنا ما زالت تحاول التهرب من العمل الملموس، والمحادثات وتحصر القضية بنداءات مختصرة إلى ضرورة رحيل الرئيس (السوري بشار) الأسد»، معتبرا أن هذه المقاربة تؤدي إلى الانشغال عن العمل المجدي.
واعتبر لافروف، أن لقاءات فيينا «أصبحت آلية رئيسية للتسوية السورية، ولو لم تكن الوحيدة»، مؤكداً صعوبة التعويل على نتائج إيجابية ما لم يتوصل المشاركون يوم السبت القادم إلى توافق حول قوائم موحدة للتنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة السورية المعتدلة.
وأشار لافروف إلى أن بلاده سبق أن أطلعت شركاءها في الملف السوري على «لائحتنا للمنظمات الإرهابية» وتنتظر أن تؤول جولة محادثات جديدة إلى «لائحة موحدة لإزالة المشاكل بخصوص من يقصف من ومن يدعم من».
كما صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أول أمس في مؤتمر صحفي مع نظيره البلجيكي ديديه ريندرز الذي يزور طهران، بأن اجتماع فيينا المقبل حول سورية ينبغي أن يحدد قائمة المجموعات الإرهابية. وقال ظريف: «هناك نقطتان مهمتان على جدول الأعمال المقبل في فيينا، الأولى تحديد من المجموعات الإرهابية، وهو أمر واضح بالنسبة لنا. ثم الاتفاق على طريقة مواصلة العمل». ورد المتحدث باسم الخارجية الأميركية بالقول: إن «اجتماع فيينا لن يكون كي نقول من يكون على لائحة جيدة ومن يكون على لائحة سيئة». وأوضح أن «الأمر يتعلق بتحقيق تقدم منذ الجولة الأولى من محادثات فيينا والتقدم نحو مرحلة انتقالية سياسية».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي الإثنين الماضي عزم بلاده المشاركة في اجتماع فيينا الثاني السبت المقبل من أجل تيسير الحل السياسي في سورية، بعد أن كانت إيران أعلنت قبل أيام قليلة مشاركتها.
وكان الاجتماع الموسع الأول عقد في العاصمة النمساوية في 30 الشهر الماضي، وصدر عنه بيان ختامي تضمن أن الحل السياسي في سورية سيستند إلى بيان جنيف1 والقرار 2118، وتكليف المشاركين للأمم المتحدة تنفيذه عبر جمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة السورية في عملية سياسية تكون سورية وبقيادة سورية، وأن تفضي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي، يليه وضع دستور جديد وإجراء انتخابات يشارك فيها جميع السوريين، بما في ذلك من هم في الشتات، على أن تخضع لإشراف الأمم المتحدة وموافقة الحكم (الجديد) في سورية.
وخلال لقائه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في دمشق مؤخراً عبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم عن «أهمية العديد من النقاط الواردة في البيان، لكنه أبدى استغرابه من عدم تضمن البيان إلزام الدول المعروفة بدعمها للإرهاب بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب حتى تصبح جهود مكافحته فعالة ويصبح الحديث عن أي وقف لإطلاق النار مجدياً». وقبل فيينا، سيصل كيري إلى تونس للمشاركة في الدورة الثانية من «الحوار الإستراتيجي» بين البلدين. وبعد الاجتماع حول سورية سينضم كيري إلى الرئيس باراك أوباما لحضور قمة مجموعة العشرين في أنطاليا التركية يومي 15 و16 الشهر الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن