الإرهاب يدمي اللاذقية بـ23 شهيداً.. والخارجية تطالب مجلس الأمن بإجراءات رادعة بحق داعميه
الوطن – وكالات :
أدمى الإرهابيون مدينة اللاذقية بأكثر من 23 شهيداً وعشرات الجرحى، تنفيذاً لفتوى أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة فرع تنظيم «القاعدة» الإرهابي في سورية، القاضية بـ«بقصف القرى في الساحل في كل يوم بمئات الصواريخ» عقب دخول الطائرات الروسية على خط محاربة التنظيمات الإرهابية في سورية.
جريمة الإرهابيين في مدينة اللاذقية، التي أخطرت دمشق بها الأمم المتحدة «بالطرق الدبلوماسية»، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق الدول الداعمة للإرهابيين، جاءت بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري في ريف اللاذقية الشمالي وسيطرته على قرية غمام المعروفة بـ«عاصمة الاستخبارات التركية».
وارتفعت حصيلة ضحايا القذيفتين الصاروخيتين اللتين أطلقتهما التنظيمات الإرهابية على أحياء سكنية بالمدينة إلى 23 شهيداً وخمسين جريحاً، حسبما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، التي أوضحت أن ارتفاع عدد شهداء الاعتداء الإرهابي من 16 إلى 23 عائد إلى استشهاد عدد من الجرحى متأثرين بجراحهم الخطرة. وأفاد التلفزيون العربي السوري بأن القذيفتين سقطتا على مشروع الأوقاف وموقف سبيرو، القريبين من جامعة تشرين الواقعة في شرق اللاذقية. ويتحصن إرهابيون تكفيريون ينتمي معظمهم إلى «النصرة»، وحركة «أحرار الشام الإسلامية» في ريف اللاذقية الشمالي، ويستهدفون الأهالي في البلدات والقرى والأحياء السكنية في مدينة اللاذقية بقذائف الهاون والصاروخية. وأخطرت وزارة الخارجية والمغتربين الأمم المتحدة باستهداف الإرهابيين لمدينة اللاذقية، وذلك في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي على ما ذكرت «سانا».
وقالت الوزارة في الرسالتين: إنه استمراراً للأعمال الإرهابية التي درجت التنظيمات الإرهابية المسلحة على ارتكابها بحق المدنيين الآمنين في مختلف المدن السورية تعرضت مدينة اللاذقية اليوم (أمس) الثلاثاء 10 تشرين الثاني 2015 لاعتداءين إرهابيين أسفرا عن استشهاد عدد كبير من المدنيين وجرح آخرين.
وأضافت «استهدفت عناصر إجرامية من تنظيمي «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» الإرهابيين بقذيفتي كاتيوشا الأحياء المدنية الآمنة في مدينة اللاذقية فسقط الصاروخ الأول في حي الأوقاف على حين سقط الصاروخ الثاني أمام جامعة تشرين أثناء ساعات الذروة ما تسبب في استشهاد أكثر من 23 مدنياً وإصابة أكثر من 40 آخرين بجروح مختلفة إضافة إلى إلحاق أضرار بالممتلكات العامة والخاصة. وأكدت الوزارة: أن هذه الجريمة الإرهابية تشكل حلقة جديدة من حلقات مسلسل الجرائم الإرهابية المشينة التي تستهدف المدن والقرى السورية والسكان المدنيين الآمنين منذ أكثر من أربع سنوات.
وقالت الخارجية: إن الحكومة السورية تذكر بأن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الدموية التي لا تفرق بين طفل أو امرأة أو رجل أو مسن أو مريض ما كانت لتتم لولا استمرار الدول الغربية في مجلس الأمن في إغماض أعينها عن جرائم الإرهابيين ولولا الدعم السخي بالمال والسلاح والذخائر الذي تقدمه دول مثل تركيا والسعودية وقطر للتنظيمات الإرهابية، لافتة إلى أن هذه الأطراف باتت معروفة للجميع بقيامها بتمويل وتدريب وتسليح الإرهابيين المنتمين إلى أكثر من مئة جنسية.
وأوضحت الرسالتان أن سورية تؤكد أنه لولا سكوت هذه الجهات بشكل خاص عن شبكات تجنيد الإرهابيين المنتشرة في هذه الدول ولولا قيام نظام أردوغان بتسهيل دخولهم غير الشرعي إلى الأراضي السورية بهدف إذكاء عمليات القتل والتدمير فانه ما كان لهذه التنظيمات الإرهابية أن ترتكب هذه الجرائم. وقالت الوزارة: إن الحكومة السورية إذ تعيد تأكيد استمرارها في مكافحة الإرهاب وتصميمها وعزمها على متابعة واجبها الدستوري بالدفاع عن شعبها وحمايته فانها تدعو مجدداً مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى إدانة هذا العمل الإرهابي وإلى تحمل مجلس الأمن لمسؤولياته في محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره وتجفيف منابعه ومصادر تمويله عبر تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ولاسيما القرارات رقم 2170 2014 ورقم 2178 2014 ورقم 2199 2015.
وختمت الخارجية رسالتيها بأن الحكومة السورية تؤكد ضرورة قيام الدول بواجباتها والتزاماتها الأخلاقية والقانونية لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه أينما كان وتشدد على ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن الإجراءات الرادعة والعاجلة بحق الدول الراعية والداعمة للإرهاب بهدف الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أوضح مدير صحة اللاذقية عمار غنام، أن عدد ضحايا الاعتداء الإرهابي وصل إلى 16 شهيداً و53 جريحاً، أصيبوا بجروح متفاوتة نتيجة الشظايا المتطايرة من شدة انفجار القذيفتين الصاروخيتين. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني سوري، قوله إن «القذيفتين سقطتا بالقرب من الجامعة حيث كان هناك الكثير من الطلاب».
وقالت عبير سلمان (24 عاماً)، وهي طالبة في كلية الآداب في جامعة تشرين لوكالة الأنباء الفرنيسة: «كنت أنتظر مع أصدقائي وصول الحافلة عندما حصل التفجير، كان المشهد مروعًا، بكيت حين شاهدت الأشلاء». وأضافت «فجأة وجدت الطلاب مرتمين على الأرض، الدماء في كل مكان، وكان هناك أكثر من عشر سيارات تحترق وأخرى متفحمة بشكل كامل».
وأوضحت سلمان أن المكان عادة ما يكون مكتظاً بالطلاب، وقالت: «ننتظر كل يوم في موقف الجامعة ويتجمع العشرات بانتظار الحافلات»، موضحة أن «مكان سقوط القذيفة عبارة عن موقف للسيارات».
ومنذ إطلاق عمليته العسكرية بالتعاون مع الطيران الروسي قبل نحو خمسين يوم، حقق الجيش العربي السوري تقدماً كبيراً في ريف اللاذقية الشمالي، حيث سيطر على قرية غمام وجب الأحمر وغيرها من المناطق.
وأواسط الشهر الماضي حث الجولاني المسلحين على تصعيد الهجمات على «معاقل النظام» ردا على ما وصفها «جرائم الغزاة» الروس.
ودعا زعيم «النصرة» في رسالة صوتية نشرت على موقع «يوتيوب»، نقلتها وكالة «رويترز» في حينه، جميع الفصائل لـ«جمع أكبر عدد ممكن من القذائف والصواريخ ورشق القرى (في الساحل) في كل يوم بمئات الصواريخ».