ما يجمعنا مع روسيا هدف مشترك ولا نتفق مع تركيا بشأن سياساتها تجاه سورية … سفير إيران في سورية لـ«الوطن»: لا يمكن لأحد أن يخلَّ بعلاقاتنا والمعركة لم تنتهِ
| سيلفا رزوق
أكد سفير إيران في سورية مهدي سبحاني أن لسورية مكانة متميزة جداً في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والبلدان يعرفان جيداً نيات بعضهما بعضاً، وهذه المعرفة مهمة جداً وهذه النيات الطيبة الموجودة لدى كل من البلدين تجاه البلد الآخر تشكل أساساً جيداً للانطلاق نحو مستقبل مشرق، ولا يمكن لأحد أن يخل بهذه العلاقات.
ولفت سبحاني في مقابلة خاصة مع «الوطن»، إلى أن بلاده لا تزال مستمرة في جهودها لتطوير التعاون الاقتصادي ومساعدة سورية على تقليص بعض المشاكل التي تعاني منها كالمشاكل المتعلقة بتوفير الكهرباء والمحروقات وكذلك تلبية حاجة سورية للسلع الأساسية ونحن مستمرون بجهودنا هذه، وهي مستمرة كذلك في مشاوراتها مع المسؤولين السوريين لإيجاد حلول للمشاكل الموجودة، بهدف تذليل قسم منها وتسريع وتيرة التجارة بين البلدين.
وبخصوص الانفتاح العربي الأخير تجاه سورية أكد سبحاني أن بلاده تنظر إلى ما يجري بشكل إيجابي، وهي ترحّب بأي انفتاح في علاقات سورية الخارجية يصب في صالح سورية حكومة وشعباً، وقال: «إنه لمدعاة سرور بالنسبة لنا أن تتجه سورية نحو علاقات تخفف من آلامها ومعاناتها وتمهد الأرضية للازدهار والنمو في هذا البلد».
سبحاني أكد أن ما يجمع بلاده مع روسيا هدف مشترك في سورية، وهذا الهدف هو إلحاق الهزيمة بالإرهاب والوقوف في وجه الإرهابيين ورعاتهم الدوليين، وأضاف: «كان الإرهابيون ورعاتهم الدوليون يخططون لإسقاط الحكومة في سورية وتقسيم البلاد، وعلى أساس هذه الأجندة المشتركة بيننا وبين روسيا ساعدنا سورية، وهذه الأجندة لا تزال قائمة، والمعركة لم تنتهِ بعد باعتقادي، وبشأن استمرار العمل على إنجاز هذه المهمة أعتقد أنه لا يوجد أي خلاف بيننا وبين روسيا.
سفير إيران في سورية بيّن أن بلاده لا تتفق مع تركيا بشأن سياساتها تجاه سورية، خاصة الوجود غير الشرعي في الأراضي السورية، مؤكداً موقف إيران بشأن ضرورة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، مشيراً إلى أنه يجب على الدول الخارجية ألا تسعى إلى تقرير مصير شعب سورية بذريعة دعم هذا الشعب، بل عليها أن تسمح للشعب السوري بأن يقرر مصيره بنفسه، وأضاف: «آمل جداً أن تلتزم تركيا بتعهداتها بشأن إدلب وطريق «إم 4»، وأن تسمح لسورية أن تعيش بسلام».
وبخصوص الحوار الإيراني السعودي عبر سبحاني عن تطلع بلاده إلى علاقات خالية من التوتر مع جيرانها ومع الدول في العالم الإسلامي، وقال: «لا أود التطرق إلى الأحداث الماضية بل ننظر إلى المستقبل ونتطلع إليه، ونعتقد بأن المستقبل مشرق، وأعتقد أن المسار الذي تسلكه السعودية لإعادة العلاقات الطبيعية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو مسار ستسلكه السعودية من أجل تطبيع العلاقات مع سورية مستقبلاً».