ثقافة وفن

أركز في أغنياتي على الابتعاد عن الكلام المبتذل … خلدون دياب لـ«الوطن»: الجمهور مازال يتذكرني وأغنياتي مازالت راسخة وحية في مسامعه

| وائل العدس

لم يكن دخوله للفن مصادفة وإنما كان ثمرة موهبة برزت منذ الطفولة سعى لصقلها لتنمو وتتطور بإطارها الصحيح، إنه المطرب والملحن والكاتب خلدون دياب.

انطلق محاولاً شق طريقه من خلال الموسيقا والغناء وتأليف الشعر الغنائي، إلا أن بدايته الغنائية انطلقت عام 2004 حين قدم أغنية «وحدة بوحدة ومنك أتعلم» وحققت نجاحاً لدى الجمهور وفازت بالمرتبة الأولى ببورصة الأغاني السورية، ومن ثم قامت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بتصويرها بطريقة الفيديو كليب، وقدم أغنيته الثانية «الدلعونا السورية» التي تتغزل بصبايا سورية ابتداء ببنت الشام وانتهاء ببنت الجولان، أما الأغنية الثالثة فكانت «شوق وغرام» وشكّلت بدايته نحو الشهرة على مستوى العالم العربي بعد تصويرها فيديو كليب وعرضها على مختلف المحطات الغنائية العربية.

ومن أغانيه، أغنية وطنية مهداة للسيد الرئيس بشار الأسد بعنوان «شمسك غير شموس الكل» كلمات نضال قبلان وألحان سعدو الديب.

ومن أغانيه الوطنية أيضاً «الله يحمي هالبلد» التي أحبها الناس واحتلت المراتب الأولى عبر الإذاعات والشاشات، ومازالت حتى الآن ساكنة في وجدان الناس منذ عرضها الأول عام 2006 وحتى الآن، خاصة أنها مازالت تعرض وتبث عند كل مناسبة وطنية.

وأيضاً أوبريت «عشتِ سورية» مع الفنانة ميريام عطا اللـه من كلماته وألحانه، وقد لاقت رواجاً كبيراً لدى الجمهور وكان مقرراً أن تصور على طريقة الفيديو كليب لكن الظروف لم تكن مواتية عام 2011.

«الوطن» التقت الفنان خلدون دياب عبر لقاء هذه تفاصيله:

• بعد العديد من النجاحات، نراك غائباً عن الأضواء منذ سنوات عدة، فما السبب؟

الفنان يسعى كي يحافظ على تواصله الدائم مع جمهوره لتحقيق المزيد من النجاحات، وبالفعل هنالك الكثير من التساؤلات والمطالبات بعودتي بعد غياب.

باختصار، غبت لظروف خاصة أجبرتني على السفر وأبعدتني عن الأجواء الفنية وبعدها لم أعد أمتلك الطاقة الفنية والنفسية للاستمرار، كما أن الحرب على سورية أثرت في الإنتاجات الفنية.

• ذاكرة الجمهور قصيرة، فهل ما زلت تراهن على العودة من حيث بدأت؟

أجزم بأن الجمهور مازال يتذكرني وبأن أغنياتي مازالت راسخة في وحية وفي مسامعه، تلك الأغنيات التي قدمتها واحتلت المراتب الأولى.

سأعود بشكل وأسلوب جديدين، وفي جعبتي الكثير من الأفكار كمطرب وكشاعر غنائي، خاصة أنني خلال توقفي فكرت ملياً بما هو أنسب لتقديمه في الوقت الحالي.

• وهل ستكون سورية بوابة العودة؟

عدت لدمشق بعد وفاة والدي رحمه الله، وبالفعل اشتقت لبلدي بكل ما فيها، فزيارتي كانت قصيرة وأنا مدّدتها، وسأسافر وأعود إليها لأنني لا أستطيع الغياب عنها أكثر، كما أنني أفكر جدياً بالعودة إلى الساحة الفنية في سورية مجدداً.

الخطة وضعت ويبقى أن تدخل حيز التنفيذ، وهناك عملان، الأول مهدى إلى سورية والثاني للإمارات التي عشت فيها وقضيت فيها أياماً جميلة.

وأيضاً لديّ أغنيات أجهزها مع صديقي الموزع الموسيقي جوزيف مصلح، منها الجبلي والشعبي والعاطفي، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور.

كما سأتعاون مع عدد من الفنانين السوريين كملحن، وقريباً سوف أعلن التفاصيل كافة.

• بعد فترة الغياب، هل تشعر أن الذائقة الموسيقية لدى الجمهور قد تغيرت واتجهت نحو الأغنيات السريعة؟

على الفنان مواكبة العصر إن كان بالغناء أو بالملبس أو أي شيء آخر، لكن هذا لا يعني أن أنقاد وراء الموجة الصاخبة مثلاً، بل عليّ أن أواكب الأغنية الراقية التي يتقبلها جميع شرائح المجتمع بمختلف أعمارهم لأنها تتناسب معهم ومع ذوائقهم الفنية.

• برأيك ما مقومات الأغنية الناجحة؟

الأهم أن تلامس الأغنية مشاعر الجمهور من الكلمة للحن للأداء للتوزيع، وأنا كفنان أبذل ما بوسعي لأقدم ما يروق للناس وأترك مسألة التوفيق لرب العالمين.

أركز في أغنياتي على الابتعاد عن الكلام المبتذل والاقتراب من الكلام الذي يدغدغ مشاعر الناس، إلى جانب اللحن الذي يستسيغه الناس ويكون ملائماً للكلام، ويبقى التنفيذ الذي لا أنفذه بنفسي بل أتركه لطاقم فني أعتمد عليه وأتأكد من أنه يقدم عملاً راقياً رغم العبء المادي الكبير والوقت والجهد، ولا أفضل تنفيذ أعمالي بنفسي وذلك ليس تكبراً ولا غروراً.

• ما سر تراجع الأغنية السورية أمام الدراما السورية مثلاً، خاصة على صعيد الانتشار؟

«خليها بالقلب تجرح»، ما كنت أتحدث عنه قبل عشرة أعوام مازال قائماً إلى يومنا هذا.

الدراما السورية تصدرت الشاشات العربية بوجود منتجين حقيقيين دعموها ووقفوا وراءها حتى حققوا الكثير من النجاحات، في حين تغيب هذه الإنتاجات عن الأغنية، ولو أتيحت الطاقات الإنتاجية نفسها لوصلت الأغنية السورية إلى أصقاع الأرض، لأن سورية غنية بالخامات والأصوات المتميزة التي لا ينقصها سوى الرعاية والدعم.

في بداياتي كانت عندي الرؤى لتنفيذ برنامج للمواهب قبل إطلاق برنامج «سوبر ستار»، ولو سنحت لي الظروف والإمكانيات لقدمت برنامج أهم وأقوى.

• وهل ببالك طرح فكرة جديدة؟

نعم، لدي الكثير من الأفكار المتميزة لبرامج راقية، ومتأكد من نجاحها في حال لاقت الدعم.

• لو عدت للوراء، هل كنت ستشارك في برامج الهواة مثل «سوبر ستار» و«ستار أكاديمي»؟.

لم ولن أفكر بالمشاركة، فلديّ طاقة إبداعية بشهادة كبار الملحنين في سورية والوطن العربي، كما أنني عازف وشاعر غنائي، ولذلك لن أضع نفسي في موقف حرج، وكنت أطمح لإنجاز مثل هذه البرامج إعداداً وتقديماً فقط.

• برأيك هل تمكنت هذه البرامج من صناعة نجوم حقيقيين؟

نعم، ولكنّ النجوم فيها قليلون جداً، لأنهم يركزون على الفنان ويقدمونه بطريقة لامعة قبل أن يطفئوا الأضواء عليه بعد انتهاء اللعبة.

فكرتي كانت تتمثل بمركز لصناعة النجوم يرعى الفنان من الألف إلى الياء من خلال رعايته وتدريبه وتجهيزه حتى يصبح نجماً، وأتمنى أن أحقق حلمي يوماً ما.

بالنهاية لكل مجتهد نصيب، وأيضاً لا ننكر مسألة الحظ، لأن كثيرين امتلكوا الصوت والحضور لكن الحظ لم يحالفهم.

• ما رأيك بنجومية ناصيف زيتون؟

شاب مجتهد وصل للنجومية بجهوده الشخصية ونجح بمواكبة العصر وحقق شهرة واسعة، وباعتقادي أن ناصيف باستطاعته تقديم الأفضل لما يمتلكه من طاقات كبيرة ولكن بألوان مختلفة عن التي يقدمها الآن.

• هل فكرت بالتعاون مع أحد الفنانين الكبار كملحن وكاتب مثل جورج وسوف وكاظم الساهر؟.

أتمنى التعامل مع هذين النجمين، ولكني أنتظر الفرصة المواتية التي تقدمني كما يجب، وهو شرف كبير لي.

في الماضي، كنت أتواصل مع بعض الفنانين الشباب، لكنني لم أتواصل مع الفنانين الكبار لأنني لمن أكن أمتلك الأعمال الجاهزة والمناسبة، لكنني حالياً قادر على ذلك وبجعبتي مخزون كبير ومدروس، وأطمح في البداية إلى التواصل مع الفنانين حسين الجسمي وعبد اللـه رويشد وراشد الماجد، لأني تواق للمدرسة الرومانسية التي تعتمد على الإحساس.

• بالعودة إلى الأغنية السورية، كيف تقيّم الأغنية الشعبية؟

أعتقد أنها ليست بخير، بل تعاني من هبوط وتدنٍ وتراجع في المستوى، ويعود ذلك لأسباب عدة، منها تقصير الفنان نفسه، وعليه أن يجتهد ويسعى ويتعب للوصول إلى النجاح بعيداً عن الفن التجاري.

يوجد الكثير من الإمكانيات الصوتية، لكنها تحتاج إلى التنظيم والدعم أكثر، فمعظم الفنانين غير قادرين على الإنتاج، ونقابة الفنانين لا تعطي الفنان حقوقه، والتلفزيون ربما يرفض عرض عمله، فمن أين يعيش الفنان وقتها؟، عندها يضطر الفنان للغناء في أماكن لا تناسبه.

شخصياً رفضت الغناء في دبي بأرقى الأماكن في وقت كنت بحاجة لعمل، لأن المكان لم يناسبني وقتها.

وأحاول أن أشق طريقي في مجالات أخرى قادرة على منحي حياة كريمة في حال لم تتوافر الظروف في الفن.

• هل تفكر بإحياء حفلات في سورية؟

أتمنى ذلك، سابقاً لم أكن قادراً على ذلك بسبب الظروف، لكنني سأسعى حالياً لإحياء عدة حفلات بعد أن أقدّم جديدي الذي أعود من خلاله، ولا أريد أكثر من أن أعود لأغني في بلدي الغالي مع فرقتي الخاصة.

• أخيراً ماذا تقول؟

أتمنى الخير لبلدي، وأن تلتئم جميع الجروح فيها، وأنا متأكد أن الأيام القادمة ستكون أجمل وأفضل، فسورية هي كل شيء بالنسبة لنا ومنبع فخرنا وعزنا أمام كل دول العالم.

الأهم أن تعود المحبة بين كل أطياف المجتمع السوري بعدما غابت طويلاً، فالمحبة تحل كل المشاكل وتساعدنا في تجاوز كل الأزمات، وعلينا أن نتكاتف جميعاً لإعمار سورية وإعادة الأيام الحلوة إليها.

وعندي رسالة محبة باسمي أنا كفنان سوري وباسم الشعب السوري الغالي إلى الإمارات الشقيقة عبر أغنية «نوارة شمك إمارات»، علماً أنني قدمت سابقاً أغنية بصدد إعادة تسجيلها بالإيقاع الخليجي بعنوان «غنوا معنا الإمارات» كرسالة محبة من سورية العروبة المعطاءة إلى شقيقتها الإمارات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن