سورية

عودة الخلافات بين «جنود الشام» وفرع «القاعدة» في سورية … «الشيشاني» يتهم «النصرة» بالكذب ويهددها بمواصلة القتال

| وكالات

عادت من جديد، الخلافات بين متزعم تنظيم «جنود الشام» الإرهابي في محافظة إدلب المدعو مسلم الشيشاني، وما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي غطاء له، وذلك على خلفية محاولة «النصرة» تفكيك «جنود الشام» بعد طلبها تسليم سلاحه ومغادرة إدلب في بداية تموز الماضي.
واتهم الشيشاني في تسجيل صوتي «النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، بالكذب والخداع، في محاولة منها لتفكيك «تنظيمه»، مشيراً إلى أنها تطالبه مراراً وتكراراً بمغادرة إدلب وتسليم سلاحه بعد توجيه تهم له باحتواء مسلحين من تنظيم داعش الإرهابي، وذلك حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
ونفى الشيشاني اتهامات «النصرة» ووصفها بأنها «باطلة»، ودعا مسلحيها إلى عدم تصديق متزعميهم بخصوص تلك الاتهامات الموجهة إليه، وألا يقبلوا القتال ضد تنظيمه في حال طلب منهم ذلك.
وأكد أنه لن يذعن لمطالب «النصرة» وفي حال تعرضت مقاره لهجوم على جبهات جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، سيدافع عن نفسه ويموت بعزة على أن يموت ذليلاً في سجون «النصرة» حسب قوله، مبيناً أن «النصرة» تسعى للسيطرة على إدلب بشكل كامل، وأنها تقوم بتوجيه تهم باطلة لكل من لا يذعن لها.
وطالبت «النصرة» في تموز الماضي الشيشاني بضرورة مغادرة مناطق شمال غرب سورية، أو الانضمام إلى صفوفها، واتهمته بتشكيل «خلايا أمنية»، وضلوع تنظيمه في سرقات عديدة في المنطقة، الأمر الذي نفاه الأخير.
كما نفى الشيشاني تجهيزه لمجموعات مسلّحة، لشن هجمات على متزعمي ومقار «النصرة»، مطالباً الأخيرة بـ«التحقق قبل توجيه الاتهامات، ومنع التصريحات والادعاءات غير المسؤولة».
وأوضح الشيشاني، أن تنظيمه «جنود الشام» مستهدف بشكل متعمد على الرغم من وجود الكثير من التنظيمات والميليشيات التي تعتبر مناهضة لـ«النصرة»، مثل «حركة أحرار الشام الإسلامية، وفيلق الشام، وأنصار التوحيد، والحزب التركستاني» وغيرهم الكثير.
وأكدت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات الممولة من النظام التركي لـ«الوطن» في تموز الماضي، أن سياسة رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، تتعمد بشكل ممنهج مواصلة تبييض صفحة «النصرة»، والإيحاء بأنها تحل التنظيمات الإرهابية في منطقة «خفض التصعيد» التي تشمل أجزاء واسعة من محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية المحيطة بها، وذلك لتوجيه رسائل «طمأنة» إلى واشنطن، بهدف إزالة «النصرة» من قائمة الإرهاب الدولية، لكنها في المقابل تقوي من نفوذها وتغضب موسكو من خلال الإخلال بالتزاماتها إزاءها.
وبخصوص ذلك أوضحت المصادر، أن «النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام»، تمكّنت في بداية تموز من تفكيك «جنود الشام»، التي تتخذ قيادته من جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي مقراً لها، بعد مفاوضات بين الطرفين قادها الإرهابي أبو ماريا القحطاني من الأولى والإرهابي مسلم الشيشاني من الثانية، واستمرت أكثر من 10 أيام في مقر الجماعة بمدينة جسر الشغور بريف إدلب.
ويعود تشكيل «جنود الشام» إلى عام 2013، وتنحدر أصول أغلبية مسلحيه وقادته من الشيشان.
و«الشيشاني» هو القيادي «مراد مارغوشفيلي» الملقب بـ«مسلم أبو وليد شياشي» وينحدر من القبائل الشيشانية التي تعيش في جورجيا.
وهو مصنف لدى وزارة الخارجية الأميركية على أنه «قائد جماعة إرهابية مسلحة» في سورية منذ أيلول 2014، إذ اتهمته ببناء قاعدة للمسلحين الأجانب في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن