الخبر الرئيسي

الفريج يتفقد وحدات الجيش في ريفي حماة واللاذقية.. وتقدم نحو مرج السلطان وكفرنبودة … الرئيس الأسد لأبطال كويرس بعد كسر الحصار: استبسالكم صورة مشرقة في تاريخ الجيش

حقق الجيش العربي السوري إنجازاً عسكرياً أسطورياً مساء أمس بفك حصار استمر لأكثر من سنتين عن مطار كويرس العسكري وسجل طوال تلك الفترة أبطاله ملاحم أسطورية من الصمود أمام ضربات تنظيم داعش الإرهابي الذي خسر بذلك معركة أهم قاعدة عسكرية تضم الكلية الجوية الوحيدة من نوعها في سورية.
وبعد فكّ الحصار اتصل الرئيس بشار ‏الأسد هاتفياً بقائد المطار اللواء منذر زمام، وبقائد القوة العسكرية التي فكّت الحصار عن المطار العقيد سهيل الحسن، وقال الرئيس الأسد لقائد المطار: «قاتلتم وثبتم وكنتم خير مثال للصمود والبطولة والاستبسال وصورة مشرقة في تاريخ بطولات الجيش العربي السوري»، وأضاف: «صمودكم لسنوات لهو خير دليل على ثقتكم بالجيش العربي السوري وبجنوده الأبطال رفاقكم، فكنتم على يقين بالنصر وعلى ثقة بأن الحصار سيزول عنكم عاجلاً أو آجلاً».
وبحسب صفحة الرئاسة الرسمية على «فيسبوك» التي نقلت الخبر، قال الرئيس الأسد للعقيد الحسن: «قوتكم وشجاعتكم وتضحيات الأبطال الذين كانوا معكم كانت خير دليل على عقيدة الجيش العربي السوري بالدفاع عن كامل تراب الوطن ومثالاً في التضحية والفداء».
وقال الرئيس الأسد: «تحية للأبطال الذين صمدوا لسنوات، وتحية للأبطال الذي ساهموا بفكّ الحصار، وتحية لكلّ جندي في الجيش العربي السوري، فهو أخ أو ابن لنا وحياتهم وسلامتهم هي دائماً أولى الأولويات».
وتابع: «الرحمة لكلّ الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم من أجل إنقاذ رفاقهم وأهلهم وبلادهم على كامل تراب الوطن.. للأبطال الذين صمدوا، وللذين ضحوا بحياتهم فداء لرفاقهم وأهلهم».
وتمكنت «الوطن» من التواصل مع أحد قيادات الجيش الذي أوضح أن الجيش استطاع كسر الحصار وتجاوز سور مطار كويرس الغربي قادماً من قرية كويرس الشرقية، والتي بسط الجيش سيطرته عليها قبل أن يلتقي مع حامية المطار بعملية مزدوجة من جهته الغربية.
وعمت الفرحة بين مئات الضباط والجنود المحاصرين من حامية المطار وأطلقت الأعيرة النارية ابتهاجاً بالفتح الكبير الذي من شأنه أن يعيد انضمام الضباط الطيارين المحاصرين وضباط الفنية والملاحة الجوية إلى كوادر الجيش العاملة على مساحة البلاد.
ولفت المصدر إلى أن الجيش يواجه اشتباكات ضارية مع داعش في الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية من المطار والتي زج التنظيم كل قوته فيهما لمنع طرد مقاتليه من كامل محيط المطار الذي غدا ملحمة أسطورية بكل مقاييس البطولة والصمود في وجه عشرات الهجمات والمفخخات التي لم تنل من عظمة حاميته والمحاصرين داخله، وسط إقرار تنسيقيات مقربة من داعش بحدوث حالات فرار جماعية لمسلحي داعش من الجهتين الشمالية والشمالية الشرقية حيث تدور الاشتباكات.
وفور وصول النبأ إلى حلب عمت الفرحة أبناء المدينة الذين خرجوا في مسيرات ليلية حيوا فيها الجيش العربي السوري ورحبوا بجنود وضباط المطار العائدين إلى حضن الوطن، وسط تصريحات متفائلة لقادة عسكريين بفك الحصار نهائياً ومن جميع الجهات عن المطار مع ساعات الصباح الأولى، وذلك بالترافق مع سيطرة الجيش على قرية رسم العبد جنوب شرق المطار.
وجاء انتصار كويرس مع إحراز وحدات الجيش في باقي معظم المناطق الساخنة تقدما في حربها ضد التنظيمات المسلحة وخصوصاً في غوطة دمشق وباتجاه قرية مرج السلطان.
وفي هذا الخصوص وبتكليف من الرئيس الأسد قام نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج أمس بجولة ميدانية تفقد خلالها وحدات الجيش العاملة في ريفي حماة واللاذقية، وأكد خلالها، بحسب وكالة «سانا»، أن صمود الجيش هو الضامن الأساس لتحقيق الانتصار.
واستعادت وحدات من الجيش أمس السيطرة على صوامع الحبوب شرق بلدة كفرنبودة بريف حماة، في وقت تمكنت وحدات أخرى والطيران الحربي السوري والروسي من القضاء على العشرات من ميليشيا «جيش الفتح»، الذي تقوده جبهة النصرة في ريفي حماة وإدلب، وبالأخص في مدينتي مورك وسراقب.
على خط مواز تقدمت قوات الجيش باتجاه مدينة تدمر بريف حمص الشرقي من محور البيارات الغربية وقتلت أعداداً من إرهابيي داعش، بحسب ما ذكر مصدر عسكري في حمص لـ«الوطن»، وذلك بالتزامن مع أنباء نقلها ناشطون على فيسبوك تحدثت عن اشتباكات بين النصرة وبعض الفصائل المسلحة في ‏الرستن التي باتت «ساقطة عسكرياً» بريف حمص الشمالي لأنهم يريدون الاستسلام.
وفي ريف العاصمة، كثف الجيش عملياته بغوطة دمشق الشرقية، وتقدم «على محور منطقة المرج محكماً سيطرته على منطقة المحالج والمدجنة وبات على أسوار مطار الحوامات الاحتياطي جنوب مرج السلطان، حسب ما نقلت مصادر ميدانية لـ«الوطن».
وفي جنوب البلاد أكد موقع «الحل السوري» المعارض عبر «فيسبوك» أن غرفة «الموك» التي يقودها ضباط استخبارات أميركيون وسعوديون وقطريون وأردنيون أمرت التنظيمات المسلحة المنضوية تحت ما يسمى «الجبهة الجنوبية» بعدم شنّ أي هجوم على الجيش، وسط معلومات عن بدء التحضير لمعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، تمتد من منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي إلى البادية السورية، الأمر الذي اعتبره مراقبون «تنسيقاً بين موسكو و«الحر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن