رياضة

محمد صلاح يصبغ كلاسيكو إنكلترا بلونه .. يوم أسود في تاريخ اليونايتد والدون

| محمود قرقورا

جرت أمس الأول مباراة ليفربول واليونايتد في ختام المرحلة التاسعة من الدوري الإنكليزي الممتاز وهي جديرة بأن نفرد لها المادة التالية عطفاً على ما شهدته هذه المباراة من أحداث لم تكن متوقعة، إذ حدث ما يشبه الكارثة في ملعب الأحلام أولد ترافورد الذي تحول إلى كوابيس، حيث بدا فيه الفريق الأعظم في إنكلترا يائساً مستسلماً منهاراً عندما واجه غريمه التقليدي ليفربول في كلاسيكو إنكلترا الكبير الذي لم يكن كبيراً لأنه من طرف واحد.

الريدز صال وجال ولاعبه محمد صلاح واصل كتابة التاريخ متربعاً على عرش هدافي الدوري بعد تسع مراحل، واستحق المدرب الألماني يورغن كلوب كلمات المديح والإطراء في الوقت الذي عاش فيه المدرب النرويجي سولسكيار اليوم الأسوأ في مسيرته ولكن الغريب أن إدارة النادي لم تصدر أي بيان حول الاستغناء عن خدماته في الوقت الذي أعلن فيه المدرب أنه سيواصل رافضاً تقديم استقالته معتقداً أنه الرجل المناسب لقيادة الدفة الفنية في أولد ترافورد.

قبل بداية المباراة اختلفت نظرة النقاد للمباراة، فخبير التوقعات في هيئة الإذاعة البريطانية مارك لورنسون وهو واحد من مدافعي ليفربول زمن الفريق الجميل في النصف الأول من الثمانينيات توقعها 1/1 وجيمي كاراغر المحلل في القنوات الناقلة للدوري وهو واحد من مدافعي ليفربول العمالقة تاريخياً توقع أن يكون اليونايتد في الموعد، وغاري نيفيل أحد أساطير الدفاع في النادي المانشستراوي والركن الأساسي في تشكيلة السير فيرغسون زمن الهيمنة توقع مستوى جيداً لفريقه السابق في المباراة ملمحاً إلى إمكانية الفوز، ولكن كل هذه التوقعات كانت حبراً على ورق.

ليفربول فاز بخمسة أهداف دون مقابل وهي الخسارة الأثقل لليونايتد دون تسجيل في ملعبه، فسبق له الخسارة من قبل أمام السيتي وتوتنهام في أولد ترافورد بهدف لستة، واحدة تحت قيادة السير فيرغسون والثانية تحت قيادة المدرب الحالي سولسكيار.

وسبق لفيرغسون الخسارة صفر/5 أمام نيوكاسل وتشيلسي خارج أرضه ولكنه كان في كل مرة يحقق لقب الدوري.

وسبق لليونايتد أن خسر أمام ليفربول 1/4 في دوري 2008/2009 ولكن فيرغسون لملم الصفوف وتجاوز الخسارة ليحقق اللقب، ولكن هل فعلاً اليونايتد هذه المرة قادر على تصحيح المسار والفوز باللقب؟

الجواب عند الجميع لا.. فالنجوم موجودون ولا يقلون عن لاعبي السيتي وليفربول وتشيلسي ولكن المدرب أبداً لا يقارن بمدربي الأندية الثلاثة غوارديولا وكلوب وتوخيل وهذا ما أشار إليه نقاد الكرة في بلاد الضباب.

الإذلال

الصحف الإنكليزية الصادرة أمس اتفقت حول كلمة واحدة في عناوينها وهي الإذلال، وحقيقة الملعب كانت كذلك لدرجة أن لاعبي اليونايتد فقدوا توازنهم وتصرفاتهم، فكريستيانو نجا من بطاقة حمراء وبوغبا الذي دخل الشوط الثاني مهزوماً من جميع الجوانب تلقى الحمراء إثر اعتداء قاس بحق نابي كيتا الذي خرج مصاباً، والحقيقة الساطعة في مباراة الأحد أن ليفربول رأف بحال اليونايتد وجماهيره ولعب آخر 30 دقيقة دون الرغبة بإضافة المزيد في حال مشابهة لمباراة البرازيل وألمانيا في نصف نهائي مونديال 2014.

فرق شاسع

مدرب ليفربول وقع تحت ضغط الإصابات ووجد المخرج لإصابة الخبير ميلنر من خلال الزج بالبديل جوتا.

ثم وجد الطريق لتعويض كيتا دون أن يؤثر في تحكم لاعبيه بزمام المباراة، وهو الذي فاجأ المراقبين بركن ماني على مقاعد البدلاء وهو الذي لعب أساساً بغياب لاعبي الوسط المصابين فابينيو وألكانتارا، ولا نغفل أنه بدأ بالمدافع كوناتي على حساب ماتيب وكل ذلك مر دون أن نلحظ أي تأثر للفريق الزائر الذي بدا وكأنه يلعب في أنفيلد.

وعلى الضفة المقابلة ركن سولسكيار لاعب الوسط الفرنسي بوغبا على مقاعد البدلاء فدخل غير متزن نفسياً فكانت الحمراء بانتظاره.

ولم يكن مبرراً فتح الملعب أمام هجوم ليفربول الذي يبدو بأفضل حالاته وخصوصاً لاعبه محمد صلاح.

ولم يكن مفهوماً الزج بلاعبين لا يمتلكون القوة الدفاعية وبعضهم لا يتقن الواجبات الدفاعية وأولهم كريستيانو الذي تعرض لأسوأ خسارة له كلاعب والغريب أن الخسارتين كانتا في الكلاسيكو، أمام برشلونة في كامب نو موسم 2010/2011 وأمام ليفربول في كلاسيكو إنكلترا.

أرقام صلاح

المباراة صبغها محمد صلاح بلونه، فسجل للمباراة العاشرة على التوالي بمختلف المسابقات، وسجل بملعب أولد ترافورد في ثلاث زيارات متتالية وهذا لم يحققه غيره، وسجل الهاتريك بملعب اليونايتد في الدوري الممتاز كأول لاعب ينال هذا الشرف، وبات أول لاعب يسجل في خمس مباريات متتالية خارج الأرض، وبفضل الهاتريك رفع رصيده إلى 107 أهداف في الدوري الإنكليزي الممتاز كأكثر لاعب إفريقي متجاوزاً العاجي دروغبا الذي سجل 104 أهداف، وبصناعته الهدف الأول لكيتا يكون صلاح قد ساهم في 20 هدفاً هذا الموسم أكثر من أي لاعب في الدوريات الأوروبية الكبرى، وهذا الموسم رفع رصيده إلى 10 أهداف بأعلى قائمة الهدافين بفارق ثلاثة أهداف عن هداف ليستر جيمي فاردي ، وأرقام النجم المصري كانت مذهلة في هذه المباراة، فمرر أربع وأربعين تمريرة ناجحة من أصل سبع وأربعين وسدد سبع مرات على المرمى منها أربع داخل الأخشاب وسجل الهاتريك.

أرقام ليفربول

سجل ليفربول 33 هدفاً في آخر 8 مباريات خارج أرضه، وسجل هذا الموسم 27 هدفاً في تسع مباريات كأقوى هجوم، وما زال النادي الوحيد الذي لم يهزم في الدوري الإنكليزي هذا الموسم رغم أنه يحتل المركز الثاني خلف تشيلسي، ورفع رصيده إلى 23 مباراة متتالية دون خسارة بمختلف المسابقات ليكون على بعد مباراة واحدة من الرقم التاريخي المسجل مع المدرب دالغليش خلال 1989، وما دمنا نتحدث عن المدربين نذكر أن المدرب كلوب حقق الفوز رقم 200 مع ليفربول خلال 331 مباراة مقابل 333 مباراة مع دالغليش و350 مع بيزلي و382 مع شانكلي.

كأس الرابطة

تقام اليوم وغداً مباريات الدور الرابع من مسابقة كأس الرابطة الإنكليزية المحترفة فيلعب بداية من التاسعة وخمس وأربعين دقيقة تشيلسي مع ساوثمبتون وكان البلوز قد حقق الفوز 3/1 برسم المرحلة السابعة من الدوري، وآرسنال مع ليدز وكان المدفعجية قد فاز في الموسم الفائت 4/2 وتعادلا صفر/صفر في ذهاب وإياب الدوري، ويلعب أيضاً كوينز بارك رينجرز مع سندرلاند.

غداً يلعب في التوقيت ذاته ستوك مع بريند فورد وويستهام مع مان سيتي على خلفية عدم خسارة المدرب غوارديولا أمام ويستهام في 11 مباراة بمختلف المسابقات منذ قدومه إلى إنكلترا، ويلعب ليستر مع برايتون وبيرنلي مع توتنهام وبريستون نورث إيند أحد أندية الدرجة الأولى مع ليفربول وكانت المباراة الأخيرة بين الفريقين قد انتهت 2/صفر لمصلحة ليفربول برسم الدور الثالث لكأس إنكلترا عام 2009.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن