تواصل الاشتباكات بين «النصرة» وشقيقاتها في «القاعدة» بجبل التركمان … النظام التركي يوجه الأنظار من تل رفعت غرب الفرات إلى عين عيسى شرقه
| حلب - خالد زنكلو
في مقابل الهدوء الذي يسود جبهات تل رفعت شمال حلب، صعّد جيش الاحتلال التركي من استهدافه لتجمعات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية لواشنطن بريف مدينة تل تمر شمال غرب الحسكة، بالتوازي مع استقدام تعزيزات من الطرفين إلى المنطقة، ما يؤشر إلى إمكانية شن عمل عسكري تركي باتجاه تل تمر بعد تركيز الأنظار خلال الأسبوع المنصرم على تل رفعت.
وكشفت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات ما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يسميها «غصن الزيتون» بعفرين شمال حلب و«درع الفرات» بريف المحافظة الشمالي الشرقي و«نبع السلام» شرق نهر الفرات، لـ«الوطن» أن رتلاً من الميليشيات وبأوامر تركية من المفترض أن يتوجه اليوم الأربعاء من عفرين إلى مناطق شرق الفرات على أن تكون وجهته جبهات تل تمر بالحسكة.
وأوضحت المصادر أنه من المتوقع إرسال المزيد من إرهابيي «الجيش الوطني» في الأيام القادمة من «غصن الزيتون» و«درع الفرات» إلى «نبع السلام»، وخصوصاً إلى مدينة تل أبيض التي استولى جيش الاحتلال التركي عليها مع مدينة رأس العين وصولاً إلى الشريط الحدودي بينهما نهاية ٢٠١٩، وذلك بعد أن استقدم جيش الاحتلال التركي و«قسد» تعزيزات كبيرة إلى تل أبيض، مبينة أن المسؤولين الأتراك في الجيش والاستخبارات بحثوا في اجتماع «ترتيبات» العملية العسكرية التركية المزمعة مع متزعمي «الجيش الوطني» لدى استدعائهم إلى تركيا، ويقضي التكتيك العسكري أن يزج بـ٣٥ ألفاً من إرهابيي الميليشيات من الذين شاركوا في عمليات عسكرية سابقة في الخطوط الأمامية للجبهات المفترضة في تل تمر وتل رفعت ومنبج وعين عيسى، على أن تدعمهم وحدات تركية خاصة «كوماندوز» في «الأماكن الخطرة».
يأتي ذلك في وقت واصل فيه جيش الاحتلال التركي مع مرتزقته خلال اليومين الماضيين عملية القصف البري على مناطق «قسد» بريف تل تمر، ولم تهدأ المدفعية التركية في دك قرى الدردارة وتل جمعة وتل كيفجي وتل شنان بريف تل تمر، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن» في المنطقة التي يتوقع أن تدخل المسيّرات التركية على خط استهدافها.
وبالتوازي تابع إرهابيو «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة»، عملياتهم العسكرية أمس ضد تنظيم «جند اللـه» بزعامة المدعو أبو فاطمة التركي في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي بغية تصفيته وبأوامر من النظام التركي، على غرار تنظيم «جند الشام» بزعامة مسلم الشيشاني، والذي أعلن استسلامه أول من أمس.
ورجّحت المصادر استمرار المعارك في جبل التركمان حتى سيطرة «تحرير الشام» عليه وعلى مدينة جسر الشغور والريف الممتد بينهما، بهدف تثبيت أقدام الفرع السوري لتنظيم القاعدة على طول طريق عام حلب – اللاذقية في جزئها الممتد من بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي إلى حدود تل الحور بريف اللاذقية الشمالي، من أجل فرض واقع ميداني من أنقرة تواجه به موسكو العازمة على وضع الطريق في الخدمة وطرد الإرهابيين من منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وجوارها، بموجب الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.