ثقافة وفن

الملتقيات الأدبية

| منال محمد يوسف

تكثرُ في هذه الآونة الملتقيات الأدبية ويسطع نورها على شبكات التواصل الاجتماعي، ويأتي بعضها ويكون محتواه فاعلاً ومنفعلاً في الحركة الثّقافيّة حيث يُضيف إليها ويُضيءُ بعض المسارات التابعة لها، وبالتالي يحمل رسالات مهمة يمكن لها أن تُضيف «نقطة نور» وتتركها تشعُّ في عوالم الأدب، وتُبرز لنا الجانب الإيجابي الذي ينشأ من هذه الملتقيات المهمة، إذ وقع اسمها على نور المُسمّى الفكريّ والثقافيّ التي تتبع له.
و في الجانب الآخر نرى بعض «الملتقيات الأدبيّة» التي لا تحمل الفحوى والجوهر الأدبيّ المرجوين في حقيقة الأمر..
ويُخشى أن يأتي بعضها ويظهر وكأنّه تلك «الساحة التي لا تعرف ما حقيقة البيداء والقلم وما حقيقة الأدب الحقيقي»، وإنما تتسع لترجمة مقولة خلط «الحابل بالنابل» وهذا يجعل المشكلة تظهر وتطفو على السطح، إذ لم تأتِ تلك «الملتقيات» وتُشكّل «نافذة مهمة» قد تُرى فعلاً، إذ تم التأسيس لها بالشكل الصحيح، وبالتالي إذ سادت بها «روح الانتقائية الفُضلى» التي يجب أن تُعتمد دائماً وأبداً.
ومن الجدير ذكره أن مثل هذه الملتقيات كانت موجودة في العديد من الفترات ولو جاءت بأشكالٍ مختلفة، وأخذت تسميّات مختلفة بالحقيقي بين ما يسمّى الملتقيات الأدبية وبين ما كان يُسمّى الصالونات الأدبية» التي لا نزال نقرأ عنها، ولا تزال ومضات مضيئة مُضافة للبعد الثقافيّ، ومضات تُحدّثنا عن زمن الصالونات الأدبية وعن كبار الأدباء ورواد تلك الملتقيات أو الصالونات، وما نتج عن مثل هذه اللقاءات من تمازج فكريّ ثقافي قد ترك شيئاً من نقاط مُضاءة على النهج الأدبيّ والثقافيّ، وهذه النقاط لا بدَّ من ضرورة الإتيان على ذكرها عاجلاً أم آجلاً.
وقد باتَ من المؤكد بأن هذه الملتقيات تُمثل سيفاً ذا حدّين، فلا أحد يستطيع أن ينكر دورها المهم إذ شُبهت مثلاً بأحجار الشطرنج وتم وضع كلّ حجرٍ في مكانه الصحيح، أو تم الاستفادة من بحرها ومن المحار الموجودة في العمق وهنا تكمن القضية وجوهرها الأعمق إذا جاز التعبير..
فمن المعروف أن أي شيء يُحدّد جوهره العمق الجمالي الوارد إليه، وهذا العمق الجوهريّ نقرأ ترجمانه الحقيقيّ من خلال ما تمَ إنجازه من هذا الملتقى الأدبي أو ذاك، وهنا لا بدَّ أن نرصد حركة هذه الملتقيات وجميع النشاطات التي تتفرغ منها وبالتالي ما أنجز من إبداعات لا تطفو على السطح، وإنما تبقى حقيقة ثابتة تتحد مع الجوهر، وتُشكّل «جوهر الأدب بمقوماته الفعلية « وهذا ما يجب أن يُبتغى من الملتقيات التي تنتشر في هذه الآونة.
وهنا لا بدَّ أن يُقال: إن كلّ ما يبتغى ويُرتجى من هذا المدَّ وجزره هو «موضوع الزبد وجماله الأبهى « فلا نستطيع، أن ننكر أن لبعض الملتقيات «زبداً رابياً كما يُقال « ومنفعةً عظيمة ترتجى
إذ ما كان هذا الملتقى يُنشد الأدب على حقيقته العظمى، وبالتالي يستطيع أن يُميز بين الأدب الحقيقي وبين ما يُكتب بشكل عشوائي، وما يُنشر بشكلٍ غير مدروسٍ بشكلٍ لم تلمحه «عين الانتقائية الصائبة» وهذا يقودنا بطبيعة الحال إلى موضوع آخر وهو موضوع «التكريمات الأدبية» التي توزع بشكلٍ، نأمل ألا يكون جزافاً.
ونأمل أن تكون «شهادات الإبداع لمن أبدع.. ولمن يستحقها بالفعل» وإذا كان حديثنا عن الملتقيات الأدبية فلا بد أن نُعرّج قليلاً على وجوب التقيد بوجود «قوانين النشر الناظمة» التي تحدد سياسة النشر، وإلى موضوع «التراخيص التي تُمنح لهذا الملتقى أو ذاك»
وإذا كان الأمر ذا منهجية صحيحة فلا بد أن تأتي الفائدة المرجوة من هذا الملتقى وذاك
ولا بدّ أن تترك «ومضات مُضيئة « تُحادث المفهوم الأدبي بعصرنة الالتقاء الأدبي الجاد والمميز الذي نأمله جميعاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن