عربي ودولي

طهران وموسكو: لتعترف أميركا وحلفاؤها بالكوارث التي خلفوها … «دول الجوار الأفغاني» الثاني يؤكدون ضرورة تشكيل حكومة أفغانية شاملة

| وكالات

أظهر البيان الختامي لمؤتمر دول الجوار الأفغاني الثاني الذي استضافته طهران أمس الأربعاء، رغبة الدول المشاركة وهي روسيا والصين وإيران وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، في تشكيل حكومة أفغانية شاملة، داعياً حركة طالبان وباقي أطراف الصراع، إلى الحوار، وداعياً المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للشعب الأفغاني.
واستضافت العاصمة الإيرانية مؤتمر دول الجوار الأفغاني، من دون حضور وفدٍ من حركة طالبان، في محاولة من الدول السبع المشارِكة على مستوى وزراء الخارجية، لرفع صوت مشترك أمام العالم، يهدف للانتقال بأفغانستان إلى بر الأمان بعد ما خلفه الانسحاب الأميركي غير المدروس من حالة عدم استقرار في البلاد، وسط مساعي الحركة التي سيطرت على السلطة للحصول على قبول المجتمع الدولي.
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كلمته بمستهل المؤتمر، حسب وكالة «فارس» أن على أميركا الإقرار بصوت عال بمسؤوليتها عن الكوارث الناجمة وجودها على مدى العقدين الماضيين في أفغانستان.
وقال عبداللهيان: إن الاجتماع يأتي بهدف الاهتمام والتركيز على الوضع الجديد في الدولة الجارة أفغانستان، ونأمل أن نتمكن من توجيه رسالة مشتركة بصوت واحد للمجتمع العالمي ودول المنطقة والداخل الأفغاني أيضاً.
وأكد دعم إيران لتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، مضيفاً: إن مسؤولية أمن المواطنين الأفغان والحدود مع الجيران ملقاة بالدرجة الأولى على عاتق السلطة الحاكمة في كابول وعلى الجميع مساعدة أفغانستان للخروج من الأوضاع الراهنة.
وأضاف: إن الخروج من الأزمة الأخيرة في أفغانستان بحاجة إلى الانسجام الداخلي واستخدام جميع الطاقات واستثمار الطاقات العالية للدول الجارة لهذا البلد، متابعاً: إن الكثير من المشاكل الراهنة في أفغانستان لها جذور في التدخلات الأجنبية، وينبغي على أميركا الإقرار بصوت عال بمسؤوليتها تجاه الكوارث التي سببتها في أفغانستان خلال العقدين الماضيين، وأن تقوم بإجراءات جادة لخروج الشعب الأفغاني العظيم من التحديات والآلام التي يعانيها إلى جانب الجهود المبذولة من المجتمع العالمي وأن تتحمل مسؤوليتها بصراحة في هذا الصدد.
على خط مواز، حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال كلمته في الاجتماع ذاته عبر تقنية الفيديو، حلف الناتو المسؤولية عن الأزمة العميقة التي تمر بها أفغانستان حالياً، مرحباً بالأهداف المعلنة من الإدارة الجديدة في كابل.
وحسبما ذكر موقع «روسيا اليوم»، قال لافروف: «أصبحت أفغانستان اليوم بلداً يضطر بالفعل إلى البدء من نقطة الصفر وإعادة الإعمار انطلاقاً من الخراب حرفياً ومجازياً، ويمثل ذلك نتيجة منطقية مؤسفة لفرض الولايات المتحدة والناتو على مدى عقدين نموذجهما لبناء الدولة على أفغانستان».
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن إصرار الغرب على إعادة تكوين أفغانستان وفقاً لمعاييره أسفر عن نتائج مؤسفة، بما فيها «اندلاع صراعات داخلية وإراقة الدماء وتفاقم الاستقطاب داخل المجتمع والانهيار الاقتصادي والاجتماعي وكارثة إنسانية»، إضافة إلى زيادة وتيرة أنشطة الإرهاب الدولي وتفشي الفساد وإنتاج المخدرات على نطاق غير مسبوق في البلاد.
وشدد لافروف على أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لم يقلقوا أبداً إزاء هذه المسائل، قائلاً: «لم تكن أفغانستان الواقعة على بعد آلاف الكيلومترات بالنسبة لهم سوى أداة مريحة لتحقيق أهدافهم الجيوسياسية الأنانية الضيقة».
وتابع: «ندعو مرة أخرى الدول المجاورة لأفغانستان إلى منع وجود القوات التي ترغب الولايات المتحدة والناتو في نقلها إلى هناك بعد انسحابهما من الأراضي الأفغانية».
ولفت الوزير الروسي إلى أن الأهداف المعلنة من الإدارة الأفغانية الجديدة، منها استقرار الوضع السياسي والعسكري ودمج ممثلين عن مختلف الأقليات والقوى السياسية في الحكومة المؤقتة وإجراء انتخابات عامة في المستقبل، «تستدعي الاحترام»، مثمنا خاصة ما تبذله السلطات الأفغانية الجديدة من المساعي في سبيل استئناف عمل مؤسسات الدولة وإنشاء جيش نظامي وضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
وأكد لافروف أن إحدى أهم المسائل على الأجندة حالياً هي الحد من تدفق المهاجرين من أفغانستان والسيطرة عليه، محذراً من أن «عناصر إرهابية وإجرامية» قد بدأت محاولاتها التسلل إلى دول جوار أفغانستان تحت قناع لاجئين.
وأعرب عن استعداد روسيا للإسهام في الجهود المشتركة الرامية إلى تخفيف الأزمة في أفغانستان، مؤكداً أن موسكو في المستقبل القريب تعتزم إرسال شحنة من المساعدات الإنسانية إلى «الشركاء الأفغان».
واستضافت باكستان الاجتماع الأول لوزراء خارجية دول جوار أفغانستان في 8 أيلول الماضي، وشارك فيه وزراء خارجية إيران والصين وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن