سورية

«النصرة» استكملت السيطرة على مقرات «جنود الشام» … تواصل معارك الإقصاء بين إرهابيي «خفض التصعيد»

| حلب - خالد زنكلو

تواصلت الاشتباكات العنيفة، أمس، بين تنظيمي «جبهة النصرة» و«جند الله» الإرهابيين، في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، في مسعى من الأول لطرد الثاني من المنطقة بعد إقصاء «النصرة» لتنظيم «جنود الشام» الإرهابي من هناك، وذلك في إطار مساعي «النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية لتوسيع رقعة نفوذه بأوامر من النظام التركي.

وتحدثت مصادر معارضة مقربة من التنظيمات والميليشيات الإرهابية الممولة من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان لـ«الوطن»، عن أنه تواصلت أمس الاشتباكات العنيفــة الدائرة منذ صباح الإثنين الماضي بين تنظيم «النصرة» بقيادة الإرهابي أبو محمد الجولاني وتنظيم «جند الله»، الذي يضم إرهابيين أتراكاً وأذريين ويتزعمه المدعو أبو فاطمة التركي، في جبل التركمان، في مسعى من الأول لطرد إرهابيي الثاني من جبل التركمان بعد إقصاء تنظيم «جنود الشام» بقيادة الإرهابي أبو مسلم الشيشاني.

وبينما ذكرت المصادر، أن هناك أنباء ترددت عن سيطرة الفرع السوري لـ«القاعدة» على تلال حاكمة في منطقة سيطرة «جند الله» التي يسعى «النصرة» لمد نفوذه إليها بدعم وتوجيه من الاستخبارات التركية، على أساس أن النظام التركي بذلك يفصل الإرهابيين عن مرتزقته، من وجهة نظره!، لفتت إلى أن «النصرة» استكملت السيطرة على مقرات تنظيم «جنود الشام» بالكامل في جبل التركمان، مع تواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محاور ضمن الجبل مع «جند الله».

وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات المستمرة منذ 72 ساعة خلفت أعداداً كبيرة من القتلى، حيث قتل 26 من التنظيمات الإرهابية المناوئة لـ«النصرة» جميعهم من جنسيات غير سورية وأغلبيتهم من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً ومن الشيشان وأذربيجان وتركيا، كما قتل 8 إرهابيين من «النصرة»، بالإضافة إلى عشرات المصابين من الطرفين ما يرشح ارتفاع حصيلة القتلى.

وأشارت إلى أن «النصرة» أسرت 12 «جهاديا» على الأقل بينهم 3 من الجنسية الشيشانية، رفضوا الخروج مع جماعة متزعم «جنود الشام» الشيشاني أول من أمس، بعد اتفاقه مع «النصرة» بوساطة من «الحزب الإسلامي التركستاني» الإرهابي، في حين تمكنت التنظيمات المناوئة لها من أسر أكثر من 20 إرهابياً من «النصرة».

وجددت المصادر المقربة من التنظيمات والميليشيات الإرهابية الممولة من نظام أردوغان، الحديث عن أن «النصرة» تهدف من وراء هذه العملية ضد «جنود الشام» و«جند الله» إلى تلميع صورتها أمام المجتمع الدولي، وتأتي بأوامر من مخابرات النظام التركي الذي يريد من وراء ذلك القول للجانب الروسي إنه ينفذ التفاهمات المبرمة معه بشأن منطقة «خفض التصعيد» في إدلب والتي تتضمن في بعض بنودها فصل التنظيمات الإرهابية عن ميليشيات أردوغان، علماً أن تنظيم «النصرة» مدرج على اللوائح الدولية كتنظيم إرهابي.

من جهتها نقلت قناة «الحرة» الأميركية عن خبراء بشؤون «المتشددين»، تأكيدهم على أن هذه المعارك تندرج ضمن خطوات الإقصاء المتواترة التي تقودها «النصرة» وضمن محاولات نزع صفة الإرهاب عنها، لضمان مستقبل ما في مرحلة لاحقة.

وبين الباحث في شؤون «الحركات الإسلامية»، محمد صفر، أن المجموعات المتشددة في إدلب أمام 3 سيناريوهات هي: «إما أن تذوب تماماً في المجموعات الموجودة من دون أي كيان مستقل، أو سيتم القضاء عليها بشكل تام، والسيناريو الثالث الخروج من المنطقة، وهذه السيناريوهات الثلاثة المتوقعة، وفي المقابل يصعب تصور أن تبقى متماسكة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن