سورية

الاحتلال التركي واصل حشوده في «جبل الزاوية».. والمقاتلات الروسية دكت إرهابييه.. والتسويات مستمرة في درعا … الجيش يدمي «النصرة» شمال إدلب ويعزز جبهاته شمال حلب

| حلب - خالد زنكلو - حماة – محمد أحمد خبازي - دمشق – الوطن

تزاحمت المشاهد والمؤشرات الميدانية في أكثر من منطقة واتجاه، أمس، إذ عزز الجيش العربي السوري جبهاته بريف حلب الشمالي الشرقي واستهدف لأول مرة معقلاً لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في بلدة عند الحدود التركية شمال إدلب التي واصل فيها جيش الاحتلال التركي حشوده في ريفها الجنوبي، في وقت دك الطيران الحربي الروسي تجمعاً لتنظيماته وميليشياته الإرهابية في جبل الزاوية.

ففي ريف إدلب الشمالي قرب الحدود التركية، وجهت مدفعية الجيش العربي السوري من ريف حلب الغربي ضربة مؤلمة لمسلحي «النصرة» داخل إحدى مقراتهم في محيط بلدة ترمانين، عند الحدود الإدارية مع حلب وعلى طريق معبر باب الهوى، الذي يسيطر عليه الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من ١١ إرهابياً، وفق قول مصدر ميداني في ريف حلب الغربي لـ«الوطن».

وأشار المصدر إلى أن استهداف أمس لـ«النصرة»، هو الثالث من نوعه في غضون ١١ يوماً، ما يدل على عزم الجيش على ملاحقة الإرهابيين وقتلهم أينما كانوا، في رسالة واضحة وصريحة إلى داعميهم الإقليميين والدوليين، وخصوصاً النظام التركي.

وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، أفادت مصادر محلية لـ«الوطن»، بأن تعزيزات للجيش العربي السوري، تحوي على أسلحة ثقيلة ومعدات لوجستية، وصلت أمس إلى خطوط التماس مع التنظيمات الميليشيات الممولة من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في منطقة الباب، لإغلاق الباب أمام أي تحرك عسكري من جيش الاحتلال التركي مع مرتزقته في المنطقة، وذلك بعد أن استقدم الجيش العربي السوري قوات من النخبة منتصف الشهر الجاري، عززت جبهاته شمال حلب وفي مطار منغ وخطوط التماس مع ميليشيات أنقرة في محيط إعزاز وفي تلرفعت، التي يتمنى أردوغان مد نفوذه إليها وسط استنفار الجيش العربي السوري ورفع جهوزيته تحسباً لأي عمل استفزازي أو مقامرة من نظام أردوغان.

وقوضت الطائرات الروسية، حسب قول مصادر أهلية لـ«الوطن»، أركان مقر تابع لما تسمى «غرفة عمليات الفتح المبين»، التي تقودها «النصرة»، في بلدة مشون جنوب شرق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الإرهابيين.

كما أغارت المقاتلات الروسية، أمس، على مقرات لميليشيات «الفرقة ٢٣»، الممولة من النظام التركي قرب بلدة قاح شمال إدلب، وحققت إصابات مباشرة في صفوف مسلحي الميليشيات، في حين ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن غارات لسلاح الجو الروسي دمرت أهدافاً لميليشيات «الجيش الوطني» التابع للنظام التركي قرب بلدة جنديرس التابعة لعفرين شمال غرب حلب رداً على إطلاق صاروخ باتجاه بلدة نبل خلّف أضراراً مادية جسيمة.

في المقابل، استمر نظام أردوغان باستقدام التعزيزات العسكرية إلى جبل الزاوية في منطقة «خفض التصعيد» متجاهلاً مخرجات وتفاهمات قمة سوتشي بين الرئيسين الروسي والتركي في ٢٩ الشهر الفائت وحتى الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، والتي تقضي بفصل الإرهابيين عن ميليشيات أردوغان في المنطقة ووضع طريق عام حلب – اللاذقية، المعروفة بـ«M4»، في الخدمة.

وأكدت مصادر محلية في جبل الزاوية لـ«الوطن»، أن جيش الاحتلال التركي عزز نقاط مراقبته في المنطقة بأكثر من ٢٠٠ آلية عسكرية وثقيلة ضمها رتلان، دخل الأول عبر معبر كفرلوسين شمال إدلب ليل أول من أمس تبعه الثاني صباح أمس من خلال معبر بلدة خان الجوز غير الشرعي التابع لجسر الشغور، وذلك بعد وصول رتل عسكري يضم ٣٠ آلية بعد قمة سوتشي بأيام.

مصدر ميداني آخر بيَّنَ لـ«الوطن»، أن الجيش، استهدف برمايات من مدفعيته الثقيلة صباح أمس، مواقع لـ«النصرة» وحلفائه في العنكاوي وقليدين، والقاهرة، بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين دكت وحدات منه مواقع للإرهابيين في سفوهن والفطيرة وفليفل والبارة بريف إدلب الجنوبي، وذلك رداً على خرق الإرهابيين لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد».

وأما في البادية الشرقية، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، أغار أمس على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في بادية أثريا والرصافة.

جنوباً، أوضحت مصادر مسؤولة في درعا لـ«الوطن»، أن عمليتي تسوية الأوضاع للمسلحين والمطلوبين والفارين من الخدمة العسكرية لأبناء البلدات والقرى التي لم تنضم بعد إلى التسوية واستلام السلاح الذي بحوزة بعضهم، استمرتا أمس لليوم الثالث على التوالي في مركز التسوية الذي افتتحه الجيش والجهات المختصة في قسم شرطة مدينة درعا بحي «درعا المحطة» لأبناء البلدات والقرى التي لم تنضم بعد إلى التسوية، مؤكدة أن هناك إقبالاً على المركز من قبل أبناء تلك البلدات والقرى والأمور تسير بشكل جيد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن