رياضة

بعد التعادل السلبي مع اليمن وقبل مواجهة قطر … أمل ضئيل لمنتخبنا الأولمبي .. لكرة القدم في التصفيات الآسيوية

| ناصر النجار

يواجه منتخبنا الأولمبي لكرة القدم المنتخب الأولمبي القطري مستضيف التصفيات الأولمبية الآسيوية لحساب المجموعة الأولى في استاد خليفة الدولي بتمام الساعة الخامسة من مساء اليوم الأحد حسب التوقيت الشتوي الجديد.

وخسر منتخبنا الكثير من الفرص للتأهل إلى النهائيات الآسيوية بعد تعادله السلبي مع اليمن مساء الخميس الماضي.

المشكلة ليست مشكلة مدرب أو لاعب أو حكم حرمنا من ركلة جزاء، المشكلة عامة وعلينا أن نكون واقعيين، فهذه هي كرتنا وهي خلاصة المستوى العام للدوري وفكرنا وثقافتنا وأسلوبنا بالتعاطي مع الرياضة وليس مع كرة القدم وحدها.

وسبق أن جربنا عدة مدربين من الخارج في السنوات الأخيرة ولم يقدموا أكثر مما قدمه المدرب الوطني، فالقضية بالمحصلة العامة أننا ضد أنفسنا ولا نعرف ماذا نريد وكل شخص يريد ترشيح مدرب أو لاعب حسب فكره وهواه، والسبب في ذلك أننا بعيدون كل البعد عن العمل الإستراتيجي الذي يبدأ من القواعد وصولاً إلى الفريق الأول.

لذلك فرضت علينا اليمن أسلوبها وهويتها بالمباراة، وهذا أمر طبيعي لأن منتخبنا بلا هوية ولا يملك الأسلوب القادر على فرضه في أي مباراة.

فكر تسويقي

لاعبونا لم يملكوا الحلول الفردية وليس لدينا لاعب قادر على قلب نتيجة مباراة أو أي إضافة إيجابية للمنتخب، رغم أنهم يمتلكون الخبرة الدولية من المشاركات الكثيرة مع المنتخبات ورغم تعاقب المدربين الكثر في أنديتهم ومع المنتخبات، ولكن علينا أن نقول: إن فكر لاعبنا الكروي ما زال قاصراً رغم أنه يمتلك الموهبة والمهارة، وهذا الأمر يتحمل مسؤوليته كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب اللاعبين وتأهيلهم منذ الصغر وصولاً إلى اليوم.

ولو أتينا بنصف لاعبينا المغتربين في القارات الخمس فلن يتغير الواقع كثيراً وربما هبط مستوى المتميزين منهم إلى مستوى فكرنا ومنظومتنا الكروية، وللأسف صارت الأصوات تعلو وهي تطالب باللاعب الفلاني والمدرب الفلاني ولا أظن أن ذلك من الحلول وخصوصاً أن أغلب هذه المطالب تسويقية للأسف ويستفيد منها أشخاص قلة على حساب كرتنا الوطنية.

كرة القدم منظومة عمل جماعي طويل الأمد ومن المستحيل أن تخلق منتخباً منافساً بغمضة عين.

تفاصيل مهمة

في التفاصيل التي يمكن أن نتحدث عنها نؤكد أن لاعبينا كانوا أنانيين وربما انساق الغرور إلى أنفسهم بأن المباراة مع اليمن بمتناول اليد رغم أننا حذرنا من المنتخب اليمني وقلنا عنه إنه صعب وأطلقنا على المباراة اسم (السهل الممتنع) فكانت سهلة على اليمن وممتنعة عنا.

وربما مدربنا فقد عامل المباغتة، فتشكيلته ما زالت على ما هي عليه دون أي تغيير يمكن أن يباغت به اليمنيين، وكذلك أسلوب اللعب كان واحداً سواء في مباريات غرب آسيا أم في التصفيات القطرية، ومنتخب يلعب ضمن أسلوب واحد وبتشكيلة ثابتة وتغييرات معروفة سابقاً هو منتخب مكشوف وقراءته سهلة، بل الفوز عليه ممكن بأقل الجهود.

قد يكون الحكم له دور في هذا التعادل السلبي وأقل ما يمكن القول عن الأداء التحكيمي إنه لم ينصف منتخبنا وكان في بعض الأحيان لاعباً مع المنتخب اليمني ويكفي أن نقف عند حالة ركلة الجزاء الواضحة التي لم يحتسبها لمنتخبنا نهاية الشوط الأول وغيرها وعن حالة طرد اللاعب اليمني في الشوط الثاني وهذه الحالة بالذات تثبت أن الحكم كان مهزوزاً!

في الحديث عن الفرص فإن منتخبنا مع اليمن لم يخلق الفرص الخطيرة وكانت قليلة جداً وخصوصاً في الشوط الأول الذي ندرت الفرص فيه وأقواها (دبل كيك) الرمضان التي اصطدمت بالدفاع وتحولت إلى ركنية، وفرص الشوط الثاني كانت أكثر وأبرزها تسديدة أيمن عكيل في الثواني الأخيرة ردها الحارس اليمني باقتدار.

المنتخب اليمني أجاد بالدفاع وعرف كيف يمسك منطقته بإتقان، على حين أخفق لاعبونا بفك شيفرة الدفاع المتماسك وكان العقم الهجومي مسيطراً عليهم.

المنتخب اليمني قرأ منتخبنا جيداً وعلم أن لاعبينا يمتلكون المهارة والسرعة، لذلك لجأ إلى الخشونة للحد من الخطورة وربما هذا الأسلوب أرهب لاعبينا بعض الشيء ولم يكن الحكم منصفاً بوقف هذه الخشونة ما جعل لاعبينا يتعاملون في بعض الأحيان بالمثل بمناطق الخطر، أسفرت عن عدة ركلات مباشرة قريبة من مرمانا ولو امتلك لاعبو اليمن الخبرة لسجلوا منها هدفاً أو أكثر.

الفرصة الأخيرة

المباراة الأخيرة التي ستجري مساء اليوم ستكون بمنزلة الفرصة الأخيرة لمنتخبنا لبلوغ النهائيات، والتأهل بحاجة إلى الفوز ولا شيء غيره.

ندرك أن المنتخب القطري قوي وصعب ومعد بشكل جيد ويملك لاعبين قادرين على تسيير المباراة كما تشتهي مصلحتهم، ولن يكونوا في المباراة متراخين حتى لا يفقدوا فرصتهم بالتأهل، قد يكون التعادل مفيداً لهم لأنه سيضعهم بالصدارة وبالتالي التأهل المباشر، لكن الخسارة ستبعدهم عن النهائيات لذلك هم في موقف صعب وإن كانوا يملكون فرصتي الفوز أو التعادل.

المباراة صعبة ولكنها ليست مستحيلة لتحقيق الفوز، ومنتخبنا بحاجة إلى مباغتة خصمه بتغيير أسلوب اللعب وبتسجيل هدف مبكر يغير موازين المباراة، والأسلوب نفسه سينتهجه المنتخب القطري محاولاً إنهاء المباراة من الشوط الأول.

لاعبو الخليج وحسب طبيعتهم مستفزين وهذا يعني أننا كلما ضيقنا عليهم الحصار زادت عصبيتهم وهذا يجب أن نستغله ليكون في مصلحتنا.

إذا لم نستطع التسجيل مبكراً فحذار أن تتلقى شباكنا هدفاً مبكراً ومن المفترض أن ينتهي الشوط الأول من دون أهداف إذا لم يستطع لاعبونا التسجيل فيه.

أساليب عدة يمكننا أن نتبعها لتحقيق الفوز ومع ذلك علينا أن نعتبر من المباريات السابقة فلا نقع بأخطاء مباراتنا مع السعودية فيطرد لاعب مبكراً ونخسر بركلتي جزاء، ولا نلعب بأسلوب مفتوح بلا مبرر مع الأردن من دون أن نضبط خط الدفاع فنخسر بخماسية.

نحن بطبيعتنا نتمسك بالأمل لذلك نتحدث بلغة فيها الكثير من التفاؤل مع قناعتنا أن المباراة حسب مستوى المنتخبين وأسلوبهما تميل إلى أصحاب الأرض.

اللقاءات مع قطر

أربعة لقاءات جمعت المنتخبين ضمن تصفيات الأولمبياد، ففازت قطر ثلاث مرات مقابل تعادل يتيم، ففي تصفيات لوس انجلوس 1984 تعادلا في دمشق 1/1، وفازت قطر في الدوحة 1/صفر، وفي تصفيات سيئول 1988 فازت قطر في الدوحة 2/صفر، و3/صفر.

وتقابلا 4 مرات في بطولات آسيا تحت 23 عاماً، ففازت سورية 2/صفر في بطولة غرب آسيا تحت 23 عاماً عام 2015، وفي نهائيات القارة فازت قطر 4/2 عام 2016.

وفي التصفيات المؤهلة لنهائيات آسيا تحت 23 عاماً 2018 تعادلا 1/1 وفي النهائيات عام 2020 تعادلا 2/2.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن