عربي ودولي

أكد وجود مبالغة خليجية كبيرة والموقف السعودي رسالة إلى أميركا … محفوظ لـ«الوطن»: إذاعة تصريح قرداحي بهذا التوقيت فيه الكثير من الشبهة

| منذر عيد

اعتبر رئيس المجلس الوطني اللبناني للإعلام عبد الهادي محفوظ، أن ثمة مبالغة خليجية كبيرة في الموقف من تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، ولاسيما أن الموقف الرسمي اللبناني هو مع علاقات طبيعية مع دول الخليج وتحديداً مع السعودية، إضافة إلى أن لبنان يمر بتلازم أزمات متعددة قد تؤدي إلى نوع من الفتنة الأهلية لن يستفيد منها إلا الكيان الصهيوني وهي فتنة قد تهدد كل الداخل العربي، مشدداً على أن أحد أوجه الضغوط الخليجية التي تمارس على لبنان سببه اندفاع الأمور باتجاه حسابات مختلفة نحو إقامة نظام إقليمي تستعيد فيه سورية دورها في المنطقة وتحديداً في لبنان.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين محفوظ، أن الموقف الخليجي بموضوع ما أثارته مشكلة السعودية مع قرداحي قد وصلت إلى تأزيم العلاقات السعودية اللبنانية وخصوصاً أن قرداحي أعلن رأيه الشخصي فيما يتناول مسألة الحرب الدائرة في اليمن في مقابلة تلفزيونية قبل ما يزيد عن شهر من تسميته وزيراً للإعلام.

وأوضح، أن قرداحي في تصريحه ذاك ذهب ضحية لفخ وضعته له المؤسسة التلفزيونية التي جرى معها اللقاء، بسؤال كيف تنظر إلى العدوان على اليمن، فالسؤال بحد ذاته يحمل إشكالية، وقال: «هو سؤال على ما يبدو جاء من مجموعة من الطلاب أغلبيتهم من «الإخوان المسلمين» حسبما روى لي قرداحي».

وذكر محفوظ، أن توقيت إذاعة هذه المقابلة فيها الكثير من الشبهة، ولاسيما أن قرداحي قد شارك في البيان الحكومي اللبناني الذي شدد على علاقات طبيعية مع دول الخليج وتحديداً مع السعودية، وهو يلتزم بالبيان الحكومي الذي شارك به، أما موقفه فهو تعبير عن رأي له علاقة بالتنوع والتعدد في لبنان الذي يشدد على الحرية الإعلامية».

وقال: «لا أفهم سر هذه المبالغة الخليجية خصوصاً أن لبنان يمر بتلازم أزمات متعددة قد تؤدي إلى نوع من الفتنة الأهلية في البلاد، وهي فتنة لن يستفيد منها إلا الكيان الصهيوني وقد تهدد كل الداخل العربي».

وشدد على أن المطلوب التهدئة في لبنان، وأن يكون هناك دور خليجي إيجابي نحو لبنان في عملية التهدئة وخاصة أن الموقف الرسمي اللبناني يشدد على مسألة البيان الوزاري الذي ينشد أفضل العلاقات مع دول الخليج.

وأضاف: «أرى أنه لسحب هذه التوترات الراهنة لابد من أن يبادر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تصحيح هذا الوضع شخصياً، لتبريد الأجواء اللبنانية الخليجية من الممكن أن تسهم فيه السعودية، ولاسيما أنه ما يتبين حالياً أن الموقف الأميركي يريد استمرار الحكومة اللبنانية، أما الإصرار على دفع قرداحي إلى الاستقالة فإنه سوف يجر إلى استقالات أخرى من الفريق الذي يدعم قرداحي وبالتالي إلى شل عمل الحكومة اللبنانية، فأين هي المصلحة في شل هذه الحكومة في ظل الأزمات المتشابكة والمتداخلة اللبنانية وفي ظل إمكانية أن يؤدي شلل الوضع الحكومي إلى غلبة ما يمكن تسميته الأمن الذاتي لدى الأطراف اللبنانية على اختلافها بما فيها إلغاء فكرة لبنان والتي هي قاسم مشترك لكل لبنان».

وأوضح محفوظ، أنه من الواضح في التوجه الراهن، أنه قد يكون من أوجه الضغوط الخليجية التي تمارس على لبنان هو اندفاع الأمور بحسابات مختلفة نحو إقامة نظام إقليمي تستعيد فيه سورية دورها في المنطقة وتحديداً في لبنان، وخاصة أن الاتجاه الفعلي بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان هو انسحاب أميركا من سورية والاعتراف بدور سورية في لجم التوترات اللبنانية.

وأضاف: «البعض يريد من خلال هذه المسألة ممارسة ضغوط محددة باعتبار أن إقامة نظام إقليمي جديد في المنطقة بشراكة أميركية روسية وبأدوار محدودة للاعبين الإقليميين سوف يعطي مكاناً مميزاً لسورية في المعادلات الإقليمية، وبعض الضغوط التي تجري على لبنان حالياً هي أن الأميركي مبدئياً يعطي أولوية لإعادة المفاوضات الأميركية الإيرانية التي قد تنتظر فيما تنتظر قبل حصولها تسوية في اليمن، ويريد السعودي أن تكون هذه التسوية سابقة على الاتفاق النووي بمعنى أن تضغط إيران على حركة أنصار اللـه، لكن يبدو أن إيران ليست بهذا التوجه، لذلك فالمسائل متشابكة وينبغي النظر إليها نظرة شموالية وبنيوية».

ونوه محفوظ إلى أن الضغوط قد تكون متعددة الأوجه ولكن الحسابات مختلفة بين السعودي والأميركي، هي ليست نفس الحسابات، لذلك لا ينبغي النظر فقط إلى أزمة قرداحي، المسألة أبعد من ذلك، المسألة تحتاج إلى مقاربة شاملة لمجمل الأوضاع، وخاصة أنه في السابق كان هناك نوع من التشارك السعودي السوري في إدارة الأزمة اللبنانية، مثل هذه الحسابات لم تعد واردة.

وأشار إلى أنه من الواضح أن النظرة إلى اللاعبين الإقليمين لا تعطي مكاناً مهماً للسعودية، ومن هنا يجب أن نلحظ في الموقف السعودي رسالة إلى أميركا، مضيفاً: إن أميركا تستحوذ على مواقف وحضور في جميع الدول الخليجية، فإذا شاءت أمكنها إيقاف دفع الوضع اللبناني إلى الشلل عبر استقالة الحكومة، وقد تكون السعودية والدول الخليجية بانتظار الموقف الأميركي الحقيقي من هذا الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن