عربي ودولي

الإمارات والكويت على خطا السعودية والبحرين.. عُمان تدعو للحوار.. والتهديد الخليجي يلقى معارضة أميركية! … فرنجية: لن نقدم قرداحي فدية.. وبوحبيب: استقالته قرار يملكه وحده

على وقع خطوات تصعيدية خليجية ترجمت من خلال سحب دبلوماسيين وسفراء، يعيش لبنان حالة من التخبط عكست خلال الساعات الماضية حالة من الانقسام في المشهد السياسي، بين مؤيد ومعارض لموقف وزير الإعلام جورج قرداحي إثر الزوبعة الإعلامية التي تسببت بها تصريحاته حول العدوان على اليمن.
وأكد رئيس تيار «المردة» اللبناني، سليمان فرنجية، «أن وزير الإعلام جورج قرداحي، عرض عليّ استقالته من بعبدا أو من بكركي، إلا أنني رفضت ذلك، فهو لم يرتكب أي خطأ».
وأعرب فرنجية، الذي يعتبر قرداحي وزيراً عن حصته في الحكومة اللبنانية، عن تمنياته بـ«الاستمرار بأفضل العلاقات مع الدول العربية»، لافتاً إلى أنه «خلال السنوات الـ15 الأخيرة لم يكن لدينا أي موقف ضد الدول العربية والخليجية، وهذا ليس انطلاقاً من التزلف الذي يمارسه البعض، بل انطلاقاً من قناعاتنا».
وتعليقاً على كلام جورج قرداحي، قال فرنجية: «جورج قرداحي أعطى رأيه قبل أن يكون وزيراً، وقبل أن يعلم بتوزيره، ونحن نعيش في بلد حر».
وأكمل رئيس «تيار المردة»: «أقف مع قرداحي في أي قرار يتخذه.. وضميري لا يسمح لي أن أطلب منه ذلك، فيما لم يرتكب أي خطأ».
وتابع: «قرداحي ظلم وأنا معه.. لا أريد أي مكاسب من كل ما يجري، ولن أقبل تقديم جورج قرداحي فدية.. وهل جورج قرداحي عذر أو سبب؟»، مضيفاً: «إذا استقال قرداحي أو أقيل فلن نسمي خلفاً له».
إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن موقفها المعارض للسعودية ودول الخليج بشأن الأزمة الأخيرة مع لبنان، وذلك بعد قيام الرياض باستدعاء سفيرها من بيروت وطرد السفير اللبناني لديها.
وجاء موقف واشنطن خلال تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرج، لقناة «الجديد» اللبنانية، مفاجئاً، حيث دعا السعودية ودول الخليج للتواصل مع الحكومة اللبنانية لحل الخلاف القائم بين الطرفين، بسبب تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، وقال وربيرج: «بشكل عام الولايات المتحدة تحث الدول العربية وخاصة السعودية والإمارات والدول في المنطقة على التواصل مع الحكومة اللبنانية».
في السياق، أعلنت السلطات الإماراتية، أنها سحبت دبلوماسييها لدى بيروت، كما أصدرت قراراً بمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، على خلفية أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، وقال وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر إن «قرار سحب الدبلوماسيين جاء تضامنا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في ظل النهج غير المقبول من بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة»، حسب تعبيره.
وخطت الكويت خطوة مماثلة، حيث استدعت خارجيتها، في وقت سابق أمس السبت، سفيرها من بيروت، وأمهلت السفير اللبناني لديها 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وأكدت الخارجية الكويتية، في بيان لها، أن القرار حول لبنان جاء «استناداً للعلاقة التاريخية والروابط بين الكويت والمملكة العربية السعودية»، متهمة «الجمهورية اللبنانية بالإمعان في التصريحات السلبية وعدم معالجة المواقف المرفوضة والمستهجنة ضد السعودية وباقي دول مجلس التعاون»، على حد وصفها.
في المقابل أعلنت سلطنة عمان أنها تأسف لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية ولبنان، ودعت لمعالجة الخلافات عبر الحوار، وذلك بعد أن كان قد أعلن في وقت سابق أمس وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن «الأزمة مع لبنان تعود أصولها لهيمنة حزب الله» لافتًا إلى أنه «لا رأي لنا فيما إذا كانت حكومة لبنان تبقى أم ترحل»، حسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز» في تصريح أدلى به من روما التي وصلها للمشاركة في قمة العشرين.
إلى ذلك، أعلن سفير لبنان لدى السعودية فوزي كبارة أنه سيغادر الرياض اليوم الأحد، بعد أن قُطعت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بشكل كامل، مشيراً إلى أنه يمكن إعادة المياه إلى مجاريها في حال نفّذ لبنان المطالب التي تم الإعلان عنها.
وأعلنت السعودية مساء الجمعة، استدعاء سفيرها في لبنان، بهدف التشاور، وطلبت في الوقت نفسه مغادرة السفير اللبناني لأراضيها خلال 48 ساعة، كما أوقفت جميع الواردات اللبنانية، واتخذت البحرين إجراءات مشابهة.
في الأثناء، وصل قرداحي إلى الصرح البطريركي في بكركي للقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلا أنه غادر من دون الإدلاء بأي تصريح صحفي.
وتزامن هذا التوتر السياسي مع بلوغ سعر صرف الدولار في السوق السوداء 21200 ليرة، وهو سعر الصرف الأعلى منذ تشكيل الحكومة الشهر الماضي، وذلك بعد أن كان أول من أمس 20200 ليرة، أي بارتفاع ألف ليرة لبنانية خلال أقل من 48 ساعة.
في السياق، أشار وزير الخارجية اللبناني عبد اللـه بوحبيب، في حديث تلفزيوني، إلى أن «القائم بالأعمال الأميركي في بيروت ريتشارد مايكلز الذي حضر اجتماع اللجنة الوزارية لبحث الأزمة مع السعودية، لم يحمل أي اقتراحات للجانب اللبناني»، لافتاً إلى أن «تحرّك القائم بالأعمال الأميركي جاء بعد تواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الجانب الأميركي».
وشدد على أنه «نأمل الخروج من الأزمة الراهنة وهناك حلول تتبلور وستظهر نتائجها قريباً»، معتبراً أن «استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي قرار يملكه وحده».
وأكد وزير التربية اللبناني عباس الحلبي، في وقت سابق أمس، عقب انتهاء اجتماع خلية الأزمة في وزارة الخارجية لبحث الأزمة المستجدة مع السعودية ودول الخليج، أن «العمل الحكومي مستمر، ولا يمكن ترك البلد من دون حكومة بالنظر إلى الأزمات التي يعيشها»، لافتاً إلى «أن أملنا كبير أننا قادرون على التوصل لحل هذه الأزمة قريباً».
وشدد، في مؤتمر صحفي مشترك مع بوحبيب، على أن «الموضوع قيد المعالجة، ونتطلع إلى ساعات قليلة لمعالجة تداعيات الأزمة»، متابعاً: «كل ما نطالبه فتح أبواب الحوار لأن هذا السبيل الوحيد لحل جميع المشاكل».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن