شؤون محلية

السورية بحماة تدخلت بالتفاح ولم تتدخل بالبطاطا … رئيس تجار سوق الهال لـ«الوطن»: وحدات الخزن لم تقم بدورها وتركت للتجار الأمر

| حماة- محمد أحمد خبازي

رغم كل التبشيرات والتصريحات الرسمية بانخفاض سعر البطاطا التي سمعها المواطن على مدار الأسابيع الماضية وبالليل والنهار، إلا أن سعرها لم ينخفض حتى اليوم، ولما تزل البطاطا «لحم الفقراء» تحلق بأسعارها التي أمست مشكلة بالنسبة للسواد الأعظم من العائلات.
وبيَّنَ مواطنون بحماة لـ«الوطن»، أن البطاطا ذات النوعية الجيدة يباع الكيلو منها اليوم مابين2300 – 2500 ليرة، وفي بعض الأحياء بـ2800 ليرة، وأوضح بعضهم أن سعرها ارتفع بدلاً من أن ينخفض!
ولفت آخرون إلى أن طبخة المقالي مع صحن (سلطة) صارت تكلف نحو 15 ألف ليرة، فبحسبة بسيطة كيلو البطاطا المالحة بـ2300 ليرة، وكيلو الباذنجان بـ1200 ليرة، وكيلو البندورة بـ1000 ليرة، وكيلو الخيار بـ1300 ليرة، وجرزة الفجل بـ500 ليرة، والبقدونس والنعناع بـ250 ليرة لكل منهما، يضاف لها لتر الزيت الذي تجاوز سعر أرخص أنواعه الـ 9 آلاف.
وأضافوا: علينا أن ندفع نحو 15 ألف ليرة لوجبة غداء واحدة فقط، فترى كم سيكفي راتبنا إذا كنا سنأكل هذه الوجبة من دون غيرها يومياً؟!
من جانبه رئيس لجنة تجار سوق الهال بحماة محمود عرواني، بيَّنَ لـ«الوطن» أن السبب الرئيسي لارتفاع سعر البطاطا ومحافظتها عليه، هو قلتها في السوق، وعدم تدخل السورية للتجارة حتى اليوم، لمصلحة المستهلك، إذ كان يجب عليها شراء كميات من البطاطا وتخزينها بوحدات التبريد التي تمتلكها، وتطرحها اليوم بصالاتها بسعر يناسب المواطن.
وأوضح أن الكميات التي خزنها التجار قليلة أيضاً، وهي تحتاج إلى نفقات كبيرة للتخزين، بسبب التقنين الكهربائي الطويل، الذي جعل التجار يستعيضون عن الكهرباء بالبنزين أو المازوت لتشغيل المولدات لبراداتهم.
ولفت إلى أن وحدات الخزن والتسويق لم تقم بدورها، بل تركت الأمر للتجار، الذين يتحكمون بسعرها من دون أي منافسة، فهم وحدهم بالسوق.
ومن جهته، بيَّنَ الخبير التنموي أكرم عفيف لـ «الوطن» أنه مخطئ من يقول، إن سبب غلاء البطاطا هو قلة الإنتاج، وعدم وصول العروة الخريفية!. وقال: ألم تُبع البطاطا هذه بالسوق بالموسم بـ250 ليرة؟ ألم تشترها السورية للتجارة بـ300 ليرة، لقد رأيتها تباع في سوق هال السقيلبية بأرخص الأسعار؟ متسائلاً لمن باعتها السورية للتجارة حتى ارتفعت بهذا الشكل؟
وألم يكن من واجب السورية للتجارة، أن تشتري البطاطا بـ350 ليرة وعندما تصبح بـ2000 ليرة تبيعها بـ500 ليرة وتلعب دور التاجر الأخلاقي الرابح؟.
وأضاف: إنه الفساد يا سادة، هو السبب الرئيسي لارتفاع سعر البطاطا التي أصبحت حلماً للفقراء.
ورداً على سؤال لـ«الوطن» حول عدم تدخل السورية للتجارة حتى اليوم، وتوفيرها البطاطا للمواطنين بسعر معقول، بيَّنَ مدير فرعها بحماة خالد الفاضل أن فرع المؤسسة بحماة لم يشتر بطاطا هذا الموسم، وإنما اشترى كميات من التفاح من ريف المحافظة الغربي، دعماً للفلاح ومنعاً لاستغلاله.
وأوضح أنه لا علم له إذا كانت فروع المؤسسة بالمحافظات اشترت بطاطا، ولكنه أكد أن التدخل الإيجابي يتم اليوم بالتفاح، حيث وفر المؤسسة بحماة على المنتجين ثمن الصناديق وأجور النقل من أراضيهم الزراعية، ونسبة الحسم والسمسرة التي كانوا يدفعونها للتجار. ولفت إلى أنه اشترى التفاح بسعر مجز قدره 900 ليرة للكيلو، وتم تخزين ما اشتراه الفرع بوحدة التبريد التابعة له، وسيطرحه بسعر مناسب للمواطن.
أما مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك رياض زيود، فبيَّنَ أن البطاطا المالحة نوع أول مسعرة بالنشرة التموينية بـ1900 ليرة للكيلو بالمفرق للمستهلك، وبـ 1700 ليرة للنوع الثاني، وبـ 1600 ليرة للبطاطا النوع الأول المخزنة بالبرادات، وبـ 1300 ليرة للنوع الثاني، وكل مخالفة لذلك تستوجب المساءلة والعقوبة.
وأوضح أنه تم منذ بداية هذا الشهر تنظيم المئات من الضبوط بحق الباعة والتجار المخالفين بالبيع بسعر زائد وعدم تداول فواتير الخضار والفاكهة والمواد الغذائية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن