عربي ودولي

الاحتلال يواصل أعماله التهويدية في المقبرة اليوسفية … رام الله تطالب الرباعية الدولية باجتماع عاجل لإنقاذ حل الدولتين

| وكالات

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية اللجنة الرباعية الدولية بسرعة عقد اجتماع لها على المستوى الوزاري، لإنقاذ حل الدولتين، على حين واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أعمال التهويد في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، لليوم السابع على التوالي.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أمس الأحد، أن المطالبة بعقد هذا الاجتماع يأتي للاتفاق على عقد مؤتمر دولي للسلام، تنبثق عنه مفاوضات مباشرة حقيقية، وذات جدوى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبإشراف دولي متعدد الأطراف، وبناءً على مرجعيات السلام الدولية، يؤدي ضمن سقف زمني محدد وواضح لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين.
وأشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تواصل حملتها التضليلية للمسؤولين الدوليين والرأي العام العالمي بشأن حقيقة مواقفها وسياستها الاستعمارية التوسعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، فمن جهة تواصل استجداء المجتمع الدولي عامة والإدارة الأميركية بشكل خاص لإعطائها فرصة للبقاء، ومن جهة أخرى يتضح من تقارير إسرائيلية ومحلية ودولية أن حكومة بينت- لبيد تعتبر امتداداً لحكومات نتنياهو المتعاقبة فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، من خلال ممارساتها الاستيطانية في تعميق المستعمرات، وسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية، لتقويض أي فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين.
وبهذا الخصوص، تطرقت الوزارة إلى مصادقة حكومة الاحتلال على وحدات استيطانية جديدة في الضفة، حسب ما نشر في تقرير حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، ما يترجم الخطوات الاستيطانية التي تقوم بها حكومة بينت- لبيد المتطرفة من خطوات استيطانية وتهويدية في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وخاصة أن عديد المشاريع يتم تنفيذها من دون الإعلان عنها من قبل أذرع دولة الاحتلال، في عدوان إسرائيلي شامل لا يتوقف يستهدف الأرض والوجود الفلسطيني عليه.
وأضافت الوزارة: «إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بشأن مواقفه المعادية للسلام ومعارضته لإقامة دولة فلسطينية تشكل تحدياً للإجماع الدولي وخروجاً عنه، وانتهاكاً للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي».
وأشارت، في بيانها، إلى انتهاكات قوات الاحتلال والمستوطنين المتكررة بحق أبناء شعبنا، وآخرها ما حصل (أول من أمس) السبت من إغلاق الحرم الإبراهيمي، واقتحام المستوطنين البلدة القديمة من مدينة الخليل، واعتقال طفل فلسطيني والتنكيل به في باب العامود بالقدس المحتلة، والبدء بمد خطوط مياه بطول 13 كم لتغذية المستوطنات بالمياه في الأغوار، بما يعنيه ذلك من تخريب آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين.
على خط مواز، قال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة لـ«وفا»، إن بلدية الاحتلال نصبت مجموعة جديدة من كاميرات المراقبة داخل المقبرة، إلى جانب البوابة الحديدية التي نصبتها على أحد مداخلها بالسابق.
وأكد أبو زهرة أن بلدية الاحتلال استحوذت على المقبرة، وسيطرت عليها بالكامل، مشيراً إلى أن المقبرة تمت تغطيتها بالكامل بالتراب، وهي تسعى بذلك إلى طمس المعالم التاريخية للمقبرة.
وأغلقت قوات الاحتلال قبل عدة أيام المدخل المؤدي إلى صرح الشهداء في المقبرة اليوسفية بصفائح حديدية، وأحكمت إغلاقها من الجهة الغربية، وسيجت المنطقة المحيطة بصرح الشهداء، ونشرت قوات خاصة على الأسوار، ومنعت المواطنين والصحفيين من الدخول.
وطمست طواقم بلدية الاحتلال أجزاء من المقبرة وشواهد القبور، ودمرت ونبشت عدداً منها الأسبوع الماضي.
وأصيب عشرات المقدسيين بالاختناق، قبل يومين، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاههم عند مدخل المقبرة، واعتقلت شابين.
وأدت عمليات الحفر والتهويد التي تقوم بها بلدية الاحتلال في القدس للمقبرة، إلى ظهور رفات وعظام عشرات الشهداء والموتى المسلمين، حيث هب المقدسيون لرفض هذه الأعمال، ولحماية قبور موتاهم.
وتنبع أهمية الموقع الجغرافي للمقبرة بقربها من سور القدس وباب الأسباط الذي يعد أهم مداخل البلدة القديمة، إضافة لأنها تضم قبور جنود أردنيين وضريح الجندي المجهول.
يذكر أن بلدية الاحتلال تنفذ أعمال حفر وتجريف بالمقبرة منذ عدة سنوات، وفي عام 2014 منعت الدفن في جزئها الشمالي، وأقدمت على إزالة 20 قبراً تضم رفات جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى تحويل هذه القطعة إلى حديقة كجزء من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، وتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها.
وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، وأثناء عمليات حفر قامت بها طواقم بلدية الاحتلال ظهرت رفات وعظام عشرات الشهداء والموتى المسلمين، وبعد أن هب المقدسيون لرفض هذه الأعمال، أغلقت شرطة الاحتلال المكان.
في السياق، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الأحد، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية، بأن 81 مستوطناً اقتحموا الأقصى من باب المغاربة، على شكل مجموعات، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، تمركزت في المنطقة الشرقية.
وتشهد القدس القديمة وبوابتها إجراءات أمنية مشددة تتمثل بالتفتيش الدقيق للسكان والمصلين في الأقصى، إضافة إلى جملة من الاستفزازات التي يقوم بها الجنود بحق الشبان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن