عربي ودولي

لبنان يرحب ببيان عُمان.. واشنطن: لا نريد الدخول في الصراع القائم.. وابن فرحان: هيمنة حزب الله تقلقنا! … قرداحي: استقالتي غير واردة.. و«حزب الله»: نرفض الضغط عليه ولسنا رهينة ابتزاز لأحد

| وكالات

على حين، أعلن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، أن «استقالته من الحكومة غير واردة»، اعتبر حزب الله اللبناني، أن قضية قرداحي ليست متعلقة بالاستقالة وليست لها علاقة بشخص إنما متعلقة بإخضاع لبنان، فيما رحبت وزارة الخارجية اللبنانية بالبيان الصادر عن وزارة خارجية سلطنة عمان حول الأزمة والتوتر مع دول الخليج، على حين أعلنت واشنطن أنها لا تريد الدخول في الصراع القائم بين البلدين.
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في ​حزب الله، السيد ​هاشم صفي الدين​ أن «ما نسمعه وما نشاهده خلال هذه الأيام هو من العجائب والغرائب، من أشخاص وسياسيين يتصدرون المنابر»، موضحاً أنه «بما تفعله ​السعودية​ في ​لبنان​، هي تدين نفسها، وهي تريد أن تقول: أنا الذي أخرّب البلد وأحاصره، هم وراء هذا التهديد، يريدون أن يقولوا للبنانيين: إن حياتكم ومعيشتكم ومستقبلكم بأيدينا، ولكن خسئوا، حياة لبنان ومستقبل اللبنانيين، هو بيد الله وبفضل الذين قدموا الدماء، وضحوا من أجل كرامة الوطن ووحدته وعزته».
واعتبر صفي الدين أنه «لا يمكن أن يعقل، أن يكون الموضوع مرتبط بتصريح، وهو أكبر من ذلك»، مشيراً، بحسب موقع «النشرة» اللبناني إلى أن «ما يحصل في السعودية شيء كبير، حيث أن السعودية والخليج عموماً الذي سار في ركب العلاقات مع إسرائيل، لا يتحمل في المستقبل صوتاً يخرج من لبنان وغيره، ينتقد العلاقات السعودية الإسرائيلية، التي ستصبح علانية في القريب من الأيام المقبلة».
ورداً على كلام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أن حزب الله مسيطر أو مهيمن أو يفرض سيطرته على لبنان، أعلن أن «حزب الله بعيد عن كل هذه الأدبيات، والهيمنة والسلبطة والتهديد والوعيد والضغط، هي أدبياتكم أنتم، ولو أن حزب الله مهيمن على لبنان لكنت رأيت لبنان آخر، ولما كان لكل الطغاة في لبنان والمنطقة والعالم أي كلمة هنا، ولو كانت كلمة الفصل في لبنان لنا، ليس فقط لا نقبل أن يتعدى أحد على كرامتنا وإنما الذي ينظر لنا بعين، سوف نقلع له عينيه، ولكن ليس نحن من يأخذ القرار في البلد، نحن شركاء ولا تضحكوا على العالم أننا نهيمن على لبنان».
بدوره قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب حسن فضل الله، خلال لقاء حواري في بلدة عيتا الشعب الجنوبية، إن «قرداحي عبر عن وجهة نظر موضوعية قبل أن يكون وزيراً، ولا تحتوي على أي لغة تحريضية أو شتائم، وكل ما تحدث فيه هو عن مظلومية اليمن وشعبه وأنهم يدافعون عن أنفسهم، فقامت القيامة ولم تقعد، لأن هذا عقل الحاقد، وبهذه الطريقة يديرون بلدانهم، حيث إنهم يمنعون الناس من الكلام، وبالتالي ليسوا معتادين على تقبل رأي الآخر».
وأضاف: «لا نقبل أن يكون بلدنا رهينة ابتزاز لأحد، لا من دولة شقيقة ولا من دولة صديقة ولا من أي دولة خارجية، فمن يرد أن يساعدنا فليقف إلى جانبنا وأهلاً وسهلاً به، ولكن الذي يريد أن يبتزنا ويحولنا إلى رهائن عنده ويعمل على كم الأفواه، فنحن لا نريد مساعدته، لأن من يفعل ذلك لا يريد أن يساعدنا، وإنما يريد أن يخضعنا لإرادته ونفوذه ومصالحه، فالشقيق يقف بجانب شقيقه، ولا يعمل على إخضاعه والسيطرة عليه ويمنعه من النهوض».
وشدد على «أننا نقف إلى جانب قرداحي، لأنه لم يخطئ، ولكن للأسف توجد ضغوط قوية عليه، فهناك أناس ليس لديهم كرامة، ولا حتى شرفهم الوطني موجود، لأنهم يهولون على قرداحي بأن البلد سيخرب وما إلى هنالك، ونحن برأينا أن القضية ليست متعلقة بالاستقالة وليست لها علاقة بشخص، فهم سيكملون بمسارهم لإخضاع كل البلد، فكفى تهويلاً، ولتكمل الحكومة عملها».
وقال: «نرفض الضغوط التي تمارس على وزير الإعلام، سواء جاءت من جهات في الحكومة أم من جهات خارجية، وأي موافقة على سياسة الإذعان هي مزيد من الخضوع والإهانة وعدم الشعور بالكرامة، وهؤلاء الذين مشوا في مسيرة الضغط التي تعرض لها قرداحي، لا يشعرون بالكرامة الوطنية، وهم أذلاء من داخلهم، ويريدون أن يذلوا الشعب، وهذا ما نرفضه».
وتباينت الآراء في الوسط اللبناني ما بين مطالب وداعٍ لاستقالة قرداحي، وبين مؤيد ومناصر لتصريحاته، حيث قال رئيس «تيار المردة»، سليمان فرنجية، في وقت سابق: «عرض جورج علي الاستقالة من بعبدا أو من بكركي، إلا أنني رفضت، فهو لم يرتكب أي خطأ، ولا نقبل بالتعاطي بدونية مع أي جهة كانت».
في السياق، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الإشكالية في لبنان أكبر من تصريح وزير، زاعماً أنها تكمن في سيطرة وكلاء إيران، ومضيفاً: إن «لبنان بحاجة إلى إصلاح شامل يعيد له سيادته وقوته ومكانته في العالم العربي، وسندعم أي جهود في هذا الاتجاه والحوار مستمر مع الأفرقاء العالميين».
وكما العادة عكس ابن فرحان في تصريحاته موقف بلاده التهجمي على محور المقاومة، لافتاً إلى أن «هيمنة حزب الله على النظام السياسي في لبنان تقلقنا وتجعل التعامل مع لبنان غير ذي جدوى للسعودية ودول الخليج»، مضيفاً: «على قادة لبنان إيجاد مخرج لإعادة لبنان إلى مكانته في العالم العربي وهذا الموضوع متاح».
وعلى الصعيد ذاته، أعلن وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن في تصريح له أمس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن اجتماع جمعه بنظيره السعودي ابن فرحان، وقال إنهما «بحثا الأوضاع في لبنان»، دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
بدوره أشار الناطق الإقليمي باسم ​وزارة الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ، إلى أن «بلاده ليس لديها موقف معين من الأزمة الدبلوماسية والسياسية بين لبنان والسعودية»، مشدداً على «أننا لا نريد الدخول في الصراع القائم بين البلدين، لأنه تربطنا علاقات معهما».
وأوضح في حديث تلفزيوني، أن «أولوية أميركا هي استقرار لبنان»، مشيراً إلى أنه «أضفنا على لائحة العقوبات أسماء جديدة، لكي نساعد ​الشعب اللبناني​ وتضامناً معه»!
على خط موازٍ، أجرى وزير الخارجيّة اللبنانيّ ​عبد الله بو حبيب​، اتصالاً هاتفيّاً بنظيره العُماني بدر بو السعيدي، مثمّناً «البيان الصادر عن الخارجية العمانية بخصوص الأزمة الراهنة»، ومؤكّداً «أهميّة الحوار والتفاهم لتجاوزها، وحرص لبنان الشديد على أفضل العلاقات الأخويّة مع أشقّائه العرب والخليجيين».
وحسبما ذكر موقع «النشرة»، قالت الخارجية اللبنانية، في وقت سابق أمس: «ترحب وزارة الخارجية والمغتربين بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية العمانية، الذي أعربت فيه عن أسفها العميق لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية والجمهورية اللبنانية، ودعت الجميع إلى ضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم، بما يحفظ للدول وشعوبها الشقيقة مصالحها العليا في الأمن والاستقرار والتعاون القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وأضاف بيان الخارجية اللبنانية: «تؤكد الوزارة حرص لبنان الشديد على أفضل العلاقات مع إخوانه الخليجيين والعرب».
في السياق ذاته، شكر بوحبيب، في اتصال هاتفي، مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كل الجهود المبذولة لاحتواء التصعيد، والتخفيف من حدة الأزمة الراهنة، مشدداً على أهمية التواصل والتلاقي مع جميع الأشقاء الخليجيين والعرب.
ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات أمس، مواطنيها في لبنان لضرورة العودة إلى أرض الوطن، وجاء ذلك بعد يوم من إعلان السلطات الإماراتية أنها سحبت دبلوماسييها لدى بيروت، كما أصدرت قراراً بمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان، على خلفية أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن.
وخطت الكويت خطوة مماثلة، حيث استدعت خارجيتها، في وقت سابق أمس الأول السبت، سفيرها من بيروت، وأمهلت السفير اللبناني لديها 48 ساعة لمغادرة البلاد.
في المقابل أعلنت سلطنة عمان أنها تأسف لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية ولبنان، ودعت لمعالجة الخلافات عبر الحوار.
وأعلنت السعودية مساء الجمعة، استدعاء سفيرها في لبنان بهدف التشاور، وطلبت في الوقت نفسه مغادرة السفير اللبناني لأراضيها خلال 48 ساعة، كما أوقفت كل الواردات اللبنانية، واتخذت البحرين إجراءات مشابهة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن