وفي اللاذقية 2300 زواج و303 طلاق
اللاذقية- سعاد صبيح :
تعتبر الروابط الأسرية من أهم المكونات التي تميز المجتمع السوري التي توارثتها الأجيال عبر الزمن وحافظت على عاداتها وتقاليدها، ومن أهمها مسألة الزواج التي ارتبطت بالأسرة الكبيرة والقربى، والعادات التي اختلفت من منطقة إلى أخرى، وفي بعضها اعتبر الزواج مقدسا لا يمكن التخلي عنه ولو لم يتفق الزوجان حرصا على عدم تشتت العائلة والأطفال، واعتبر الطلاق مسألة مرفوضة رغم أنه من المفترض أن يكون حلا لكثير من المشكلات التي يعيشها الزوجان.
إلا أن هذه الروابط تأثرت بالظروف التي ألمت بالمجتمع السوري أسوة بغيرها من العلاقات الاجتماعية التي فرضتها الحرب وأهمها النزوح وعدم الأمان، ومدينة اللاذقية مثلها مثل المدن السورية التي تأثرت بالظروف الراهنة فاختلفت نسب الزواج والطلاق خلال سنوات الأزمة، وفي العودة إلى إحصائيات السجل المدني في مديرية النفوس في اللاذقية، تبين أنه قد تم تسجيل 4101 واقعة زواج في عام 2012، في حين بلغت 3739 واقعة عام 2013، لتزيد بنسبة واضحة عام 2014 إذ سجل خلالها نحو 5065 واقعة زواج، لكن تبين أنها قد انخفضت بشكل ملحوظ هذا العام لتبلغ حتى هذا الشهر 2318 واقعة. كما اختلفت حالات الطلاق خلال تلك الأعوام إذ بلغت عام 2012 نحو 604 واقعة، و737 في عام 2013، في حين ارتفعت في عام 2014 حيث تم تسجيل نحو 878 واقعة طلاق، لتنخفض هذا العام وتصل حتى 303 حالات لغاية الشهر الحالي.
وعن أسباب هذا الانخفاض أوضح لـ«الوطن» مدير النفوس محمد حسون أن انخفاض نسبة الزواج والطلاق هذا العام يعود إلى العديد من الأسباب أهمها: غلاء المعيشة وارتفاع العقارات وأجاراتها، بالإضافة إلى استشهاد الكثير من الشباب المؤهل للزواج، أو التحاقهم بالقوات المسلحة التي تدافع عن الوطن، وهجرة البعض الآخر خارج الوطن.