58 جمعية أهلية بيئية في سورية … دراسة جامعية تبين الدور المتواضع لهذه الجمعيات وخلل في توزعها الجغرافي
رجاء يونس :
بينت دراسة جامعية من قسم العلوم البيئية بجامعة دمشق ضعف دور الجمعيات الأهلية البيئية في سورية نظراً لحداثة ظهورها، وقلة مواردها، وضعف تنسيق العمل بينها، حيث بدأ ظهور هذه الجمعيات عام 2001 (الجمعية السورية للبيئة)، وتوالى نشوء غيرها ليبلغ الجمعيات الأهلية البيئية المرخصة من وزارة الشؤون الاجتماعية كجمعية بيئية على مستوى القطر /58/ جمعية أهلية بيئية.
وأشارت الدراسة إلى وجود خلل في التوزيع الجغرافي لهذه الجمعيات حيث يتركز وجودها في دمشق وريفها، يليها اللاذقية ثم حلب وريفها، في حين تغيب كل من القنيطرة ودرعا وإدلب عن خريطة التوزع الجغرافي لهذه الجمعيات، على الرغم من أهمية هذه المحافظات في البيئة السورية وكذلك فإن عدد الجمعيات لا يتوافق مع المساحة الجغرافية الكبيرة لمحافظتي الرقة ودير الزور.
وتضمنت الدراسة 10 مجالات مختلفة وهي: حماية التنوع الحيوي الحيواني، والطاقات المتجددة، والتربية والتوعية البيئية، والتشريعات البيئية، والبيئة المدنية، وإعادة التدوير، ودعم الموارد الطبيعية، وحماية التنوع الحيوي النباتي، والبيئة والصحة، ومشاريع قيد التخطيط.
وركز البحث على إنجازات الجمعيات الأهلية البيئية في سورية، ومشاريعها المجتمعية التي تركت بصمة واضحة في الواقع البيئي السوري، فضلاً عن شموليتها الواسعة لمجالات العمل البيئي، كما ظهر أثناء الدراسة العديد من المشاريع المنفذة من جمعيات أهلية غير بيئية، ومنظمات دولية.
كما أشارت الدراسة إلى أن معظم تمويل هذه الجمعيات كان يعتمد على المنظمات الدولية، والسفارات الأجنبية، في حين تجد صعوبة أكبر في العمل حالياً نظراً لغياب الممولين بسبب تداعيات الأزمة، التي أثرت حتى في سهولة إقامة المشاريع والأبحاث والنشاطات المجتمعية في مجال البيئة.
وأظهر البحث وجود معاناة لدى هذه الجمعيات من جراء نقص الكوادر الشابة المدربة والمنظمة، التي تهتم بالشأن البيئي، وبالتالي يبقى عملها محصوراً برجال وسيدات المجتمع، الأمر الذي لا يحقق الأهداف المرجوة في الانتشار والاستدامة التي تتطلب تضمين فئة الشباب في نشاطاتها ومشاريعها.
واقترحت الدراسة زيادة الدعم المادي والفني للجمعيات، وتعميق التواصل بين فئة الشباب المهتمين بالبيئة والجمعيات العاملة بهذا المجال وعلى جهوزية الجمعيات للتواصل وتقديم معلومات موثقة ومنظمة وتعميق التواصل بين الجمعيات العاملة في مجال البيئة سواءً ضمن المحافظة أو بين المحافظات وتنسيق العمل والتعاون بين الجمعيات للنهوض بعمل فعال ذي أثر واضح في الواقع البيئي في سورية.
كما أكدت الدراسة أهمية بناء قدرات الشباب لتأهيلهم للعمل في مجال البيئة من خلال تنظيم ورشات تدريبية وزيادة إعلان الجمعيات نشاطاتها وخططها المستقبليًة ومتابعة الجمعيات لمواقعها على الانترنت من الناحية العلمية ونشر المستجدات وبضرورة تواصل الجمعيات مع طلاب قسم العلوم البيئية وتبني مشاريع طلاب الجامعات التي من الممكن أن تُحدث تغييراً في الواقع البيئي والعمل على تنفيذها والتوجه بمشاريع بيئية مجتمعية إلى المحافظات التي ليس فيها مشاريع وجمعيات، بعد تحسن الظروف فيها.