شؤون محلية

وصول أدوية لعلاج مرضى السرطان في الحسكة … المحافظ لـ«الوطن»: حالات السرطان انتشرت نتيجة التعامل مع مصافي النفط البدائية

| الحسكة- دحام السلطان

وصل إلى مركز جمعية مرضى سرطان الأطفال في مدينة الحسكة، 39 صنفاً دوائياً جديداً لعلاج المصابين بمرض السرطان من رواد المركز الذي يتبع للجمعية السورية لعلاج سرطان الأطفال في سورية، وجاء الدواء بمبادرة إنسانية من عدد من الفعاليات الأهلية بمدينة حلب، ضمن إطار عملية تعزيز التواصل والتفاعل بين المجتمع الأهلي والمحلي لدعم المصابين بالمرض في المحافظة.
وبيّن محافظ الحسكة غسان حليم خليل في تصريح لـ«الوطن»: أن هذا التوجه يأتي في إطار الاهتمام الرسمي والحكومي تجاه المواطن في جميع جوانب الواقع الخدمي، ولاسيما القطاع الصحي وخصوصاً المرتبط بمرضى السرطان من الأطفال واليافعين على حد سواء، بعد انتشار المرض بشكل واسع في محافظة الحسكة، نتيجة للاستخدام الخاطئ من مواطني أرياف المحافظة والتعامل مع مصافي تكرير النفط الخام اليدوية بشكل بدائي خلال فترة الحرب التي أتت على البلاد، إضافة إلى قرب محافظة الحسكة من القطر العراقي الشقيق بحكم الامتداد الإقليمي للبيئة، وهو البلد الذي استهدفه العدوان الأميركي واستخدم فيه اليورانيوم المنضّب، الذي أدى إلى خلق كوارث طبيعية وبشرية هناك، وبفعل ذلك ونتيجة لدخول الأغذية والأطعمة الاستهلاكية إلى المواطنين في الحسكة بشكل غير رسمي وعبر المعابر غير الشرعية وبعيداً عن عيون الدولة السورية، ما أدى إلى انتشار المرض اليوم بكثرة في المحافظة.
وأشار المحافظ إلى أن الدولة لن تدخر جهداً في تقديم كل وسائل الرعاية والدعم ومد يد العون والمساعدة نحو المركز والقائمين عليه، والعمل على تأمين وصول الدواء والمستلزمات الطبية الإضافية الأخرى لزوم العلاج والتداوي من المركز إلى المحافظة، مشيداً بالجهود الخيّرة والإنسانية من الفعاليات الأهلية في مدينة حلب نحو أهلهم في محافظة الحسكة وجهودهم المبذولة حيال ذلك من خلال مساعي الجمعية السورية لعلاج مرضى السرطان.
ولفت مدير صحة الحسكة الدكتور عيسى خلف إلى أن مركز العلاج يقع في استضافة مركز «اللؤلؤة» الطبي المحدث، الذي يتبع لمديرية الصحة ويأتي ذلك تسهيلاً لتقديم الخدمة الطبية للمواطنين، منوهاً بأن علاج المرضى لا يرتبط بالدواء المستورد فحسب، لأن هناك متممات للعلاج من السيرومات وأدوية مضادات الالتهابات والأدوية الأخرى وهي تقدم للمرضى من المديرية في المركز المذكور دعماً للمرضى وتسهيل عملية التداوي والعلاج لهم.
وأوضحت مزنة علبي مؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية، أن هذه المنحة الأهلية جاءت لتخفيف المعاناة والألم عن مرضى السرطان في محافظة الحسكة، ورفع كتف عنهم من خلال ذهابهم وإيابهم وسفرهم ومرافقيهم من المحافظة إلى العاصمة لتلقي العلاج هناك وما يرافقها من نفقات أجور وإقامة وسوى ذلك، لافتة إلى أنه من خلال المساعي الأهلية وضمن الإمكانات المتوافرة والمتاحة بين يدي الجمعية، وبدعم من محافظ الحسكة والجهات المعنية والوصائية الأخرى ودورهم في وصول الدواء إلى مستحقيه في المحافظة من الفعاليات الأهلية بمدينة حلب، لتكون هذه الشحنة هي الثالثة من نوعها منذ أن تم افتتاح مركز الجمعية في الحسكة في الرابع عشر من شهر أيلول العام الماضي.
وأكد مدير مركز الجمعية في الحسكة محمد السالم، أن المركز قدم خدمات طبية لما يقرب الـ 4000 مواطن، وهناك أكثر من 1635 مريضاً استفادوا من الجرعات السرطانية على صعيد الأطفال والبالغين، مبيناً أن هذا المركز هو الوحيد من نوعه الذي يتبع للجمعية في المنطقة الشرقية، ويقوم بتقديم الخدمات العلاجية للأطفال والبالغين على حد سواء بناءً على توجيهات محافظ الحسكة، مشيراً إلى أن المركز منذ افتتاحه منذ نحو عام من الآن، قدم خدمات طبية إضافية أخرى تتعلق بالتصوير الطبقي المحوري، كما تم عن طريقه إجراء أكثر من 200 عملية جراحية مختلفة وقدم نحو 55 حالة إسعافية وأكثر من 300 حالة تحليل مخبري ونحو 65 حالة ولادة طبيعية وقيصيرية، إضافة إلى الخدمات المجتمعية الأخرى ضمن مبادرة قطرة ماء التي أطلقتها مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل الصيف الماضي من خلال تركيب خزانات لمياه الشرب في الأحياء وتكريم ذوي الشهداء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن