شؤون محلية

منها خبز عربي وأجبان … رفع سعر أسطوانة الغاز يوقف المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر في السويداء عن العمل

| السويداء -عبير صيموعة

ألحق قرار رفع قيمة أسطوانة الغاز للفعاليات الصغيرة والمتناهية الصغر ضرراً كبيراً بتلك المشاريع التي تنطوي ضمنها فعاليات عديدة منها صناعة الخبز العربي وصناعة مشتقات الحليب من ألبان وأجبان ووحدات صناعة الأكلات الشعبية وغيرها، حيث أكد أصحاب تلك المشاريع التنموية وخاصة المشاريع الممولة من الأمانة السورية للتنمية أن مشاريعهم كانت بمنزلة فرصة عمل منتظرة لعدد كبير من الأسر خاصة أبناء الريف إذ استطاعت توفير مصدر دخل ثابت لهم بحيث تؤمن لهم قوت العيش وتكفيهم شر الحاجة إلا أنه وأمام الارتفاع الكبير بسعر أسطوانة الغاز توقفت عجلة الإنتاج وبالتالي فقدوا مصدر رزقهم الوحيد.
عاطف الأوس صاحب مشروع لإنتاج مشتقات الحليب من الألبان والأجبان في بلدة السالمية أكد لـ«الوطن» أن رفع أسعار أسطوانة الغاز إلى نحو 31 ألف ووصولها إلى المشروع بنحو 35 ألف ليرة سيؤدي بالضرورة إلى توقف العمل نتيجة زيادة التكلفة التي لن يستطيع معها المستهلك الحصول على أي مادة من المواد في ظل الظرف الاقتصادي الصعب وتدني الدخل.
وقال: كان من المفترض عدم تشميل الفعاليات من المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر بهذا القرار لأن المنتج مرتبط باستهلاك المواطن مباشرة وأمام هذا الواقع سيفرض بالضرورة رفع أسعار المنتج إلى 7 أضعاف بحساب الفرق مع ارتفاع مادة الغاز، مؤكداً أنه سيتم توقيف العمل نهائيا ضمن المشروع لصعوبة تصريف المنتج حسب الأسعار الجديدة.
إحسان كحل صاحب مشروع لصناعة الخبز العربي أكد لـ«الوطن» أنه توقف عن العمل بشكل نهائي أمام ارتفاع سعر أسطوانة الغاز لعدم قدرته رفع سعر ربطة الخبز إلى 5 آلاف ليرة تماشياً مع فروقات تكلفة الإنتاج فضلاً عن رفضه استقبال طلبات الأهالي ممن يقومون بإحضار مادة الطحين ليتم خبزها لأنها باتت عملية خاسرة بالمطلق للمنتج والمستهلك على حد سواء.
هيام حجير التي تمتلك مطبخاً للأكلات الشعبية أكدت لـ«الوطن» توقف العمل تماماً ضمن المشروع لاعتماد العمل على مادة الغاز في الإنتاج إضافة لعدم قدرة الأهالي على دفع فروقات أسعار الأطعمة المنتجة في حال الاستمرارية ضمن أسعار المادة الجديد، فضلاً عن حرمان أربع أسر من مدخولها الشهري الذي كانت ربات تلك الأسر تحصل عليه من العمل ضمن المطبخ، لافتة إلى أن الإشكالية الأكبر تكمن بعجزها مستقبلاً من تسديد أقساط السلفة المقدمة من الأمانة السورية للتنمية بسبب توقف عجلة الإنتاج.
وأكد جميع أصحاب المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر أن قرار تشميل مشاريعهم بتسعيرة مادة الغاز الأخيرة هو قرار ظالم ومجحف أدى إلى توقف العمل ضمنها وأدى إلى بقاء كثير من الأسر من دون دخل ضمن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها جميعهم خاصة أن تلك المشاريع وجدت أساسا لتوفير مصدر دخل ثابت لهم يؤمن قوت عيشهم ويكفيهم شر الحاجة.
مسؤول السلف واللجان في مكتب التنمية المحلية بمحافظة السويداء وليد الحمود أكد لـ«الوطن» أن السلف التنموية والممولة من الأمانة السورية للتنمية كانت بمنزلة فرصة عمل منتظرة لعدد كبير من الأسر على ساحة المحافظة، موضحاً أن الآلية الجديدة للتزود بمادة الغاز لم تلحظ أي آلية لدعم هذه المشاريع التي أصبحت شبه متوقفة ومعرضة للانهيار والبيع وبالتالي فإن توقف هذه المشاريع وغيرها سيؤثر سلباً في أصحابها ويخرجهم من دائرة العمل إلى البطالة وحرمان أسر كثيرة من دخل هم بأمس الحاجة إليه إضافة إلى فقدان المقدرات الوطنية والثروات.
وأكد أن انهيار تلك المشاريع وإغلاقها سيؤديان بالضرورة إلى ازدياد حالة الهجرة الداخلية والخارجية فضلاً عن أن خروجها من حيز الإنتاج سيفرض غلاءً وارتفاعاً في أسعار المنتجات الأساسية التي يعتمد عليه المواطن مشيراً إلى ضرورة إعادة النظر بقرار تزويد تلك المشاريع المتناهية الصغر بمادة الغاز واستثنائها تماماً من التعرفة الجديدة لضمان الاستقرار المعيشي لمئات من الأسر على ساحة المحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن