دعوات لتضامن عالمي في مواجهة تغير المناخ.. جونسون: تفصلنا دقيقة عن صباح يوم القيامة … انطلاق قمة «الفرصة الأخيرة» لإنقاذ العالم من ظاهرة ستغرق مدناً بأكملها
| وكالات
انطلقت في العاصمة الاسكتلندية غلاسكو، أمس الإثنين، فعاليات قمة المناخ، التي تستمر على مدار أسبوعين، وتناقش الاستجابة الدولية لأزمة المناخ، وسط تأكيدات عالمية تقول إن القمة تشكل الفرصة الأخيرة لإنقاذ العالم من هذه الظاهرة المدمرة التي ستغرق مدناً بأكملها.
وحذر رئيس وزراء البريطاني، بوريس جونسون، في حفل افتتاح القمة العالمية، أمس الإثنين، زعماء العالم في قمة المناخ «كوب 26»، من أن الوقت قد أوشك على النفاد من أجل التحرك لمنع الاحتباس الحراري من تجاوز عتبة حرجة.
وحسبما ذكرت «سبوتنيك»، قال جونسون: إن البشرية على بعد دقيقة واحدة حتى منتصف ليل يوم القيامة وفقا لساعة التغير المناخي، مضيفاً: «نحن بحاجة إلى التحرك الآن».
وأشار جونسون إلى اتفاقية باريس الذي لم يتم الالتزام بتحقيق البنود التي نصت عليها، مشدداً على أهمية تقليل الاعتماد على الفحم نظراً لخطورته في الاحتباس الحراري والتغير المناخي.
وأضاف: «استمعنا إلى العلماء وعلينا ألا نتجاهلهم. مع ارتفاع درجة الحرارة أكثر من درجتين مئويتين نخاطر بالإنتاج الغذائي والجراد سيجتاحنا، وإذا ارتفعت درجة الحرارة بأكثر من 3 درجات مئوية فقد تتزايد أعداد الأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر».
وتابع: «إذا ارتفعت درجات الحرارة بأكثر من 4 درجات مئوية قد تغيب مدن بأكملها مثل الإسكندرية وشنغهاي وميامي وغيرها من المدن التي ستضيع تحت أمواج البحر».
وتستضيف المملكة المتحدة محادثات المناخ بوساطة الأمم المتحدة في غلاسكو، فيما وصف بأنه آخر وأفضل فرصة للبشرية لتأمين مستقبل قابل للعيش، ولهذا السبب، يُنظر إلى القمة التي طال انتظارها على أنها أحد الاجتماعات الدبلوماسية المهمة في التاريخ.
ويغيب عن القمة الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين، واللذان يشاركان فيها عن طريق تقنية الفيديو.
ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال كلمته، أن تكون قمة غلاسكو انطلاقة جديدة لمكافحة تغير المناخ، مؤكداً أن العالم يواجه تحدياً كبيراً يستلزم التصرف على الفور.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المناسبة ذاتها: إن العالم أخفق في تطبيق مُخرجات اتفاقية باريس للمناخ، لكن يجب الإيفاء بالتعهدات التي أطلقت في القمة، داعياً إلى تضامن عالمي في مواجهة تغير المناخ.
وأضاف الرئيس الفرنسي: إن الالتزام العالمي بمواجهة تغيرات المناخ سيجنبنا كارثة كبيرة، ونجحنا في إبقاء المجتمع الدولي موحداً في مواجهة تغير المناخ، وتابع ماكرون: «يجب مساعدة الدول الفقيرة لمواجهة تغير المناخ»، مشدداً على ضرورة التضامن الدولي لأنه مهم في مواجهة تغير المناخ.
في السياق، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: إن قضية المناخ باتت تأثر فينا جميعاً، وأكد التقرير الأخير للجنة الحكومية الدولية حول تغير المناخ أن تعزيز عمل المناخ لهدف 1.5 درجة مئوية صار أمراً حتمياً لا يتحمل التأخير.
وأضاف السيسي خلال كلمته: بادرت مصر بتطبيق نموذج تنموي مستدام يأتي تغير المناخ والتكيف معه في القلب منه، ويهدف إلى الوصول بالمشروعات الخضراء إلى 50 بالمئة بحلول 2025 و100 بالمئة بحلول 2030.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: إن السنوات الست التي أعقبت اتفاقية باريس للمناخ هي التي شهدت أعلى درجات الحرارة في التاريخ، مضيفاً: إن الاعتماد على الوقود الأحفوري يدفع البشرية للهاوية، وحسبما ذكرت «سكاي نيوز»، تابع: «حان الوقت لكي ننهي الاعتماد على الكربون والاعتماد على الطبيعة لإخفاء نفاياتنا. كوكبنا يتغير من المحيطات إلى الجبال إلى الظواهر الطبيعية المتطرفة».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: إنه في أفضل السيناريوهات فإن درجة الحرارة سترتفع بأكثر من درجتين مئويتين نحن نواجه كارثة مناخية لا مهرب منها، داعياً إلى الاستثمار في الاقتصاد الذي يؤدي إلى صفر الانبعاثات، مضيفاً إن الفشل في مواجهة التغير المناخي سيشكل حكماً بالموت على سكان الأرض.
وتراجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطته لحضور قمة المناخ، ونقلت قناة «إن تي في» التركية، أمس الإثنين، عن أردوغان قوله: إنه قرر ألا يحضر القمة في غلاسكو بعد تقاعس بريطانيا عن تلبية مطالب تركية تتعلق بترتيبات أمنية، ولم تذكر تفاصيل عن طبيعة الترتيبات الأمنية التي طلبتها تركيا.
وتأتي هذه القمة التي تحمل اسم «قمة كوب 26»، ويشارك فيها ممثلو أكثر من 190 دولة، بعد ست سنوات من توقيع اتفاقية باريس التاريخية مما يقرب من 200 دولة لمنع ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية و«متابعة الجهود» لوضع حد للحرارة عند 1.5 درجة مئوية.
والعتبة الأخيرة المحددة في باريس، هي هدف عالمي حاسم لأنه بعد هذا المستوى، تصبح ما يسمى النقاط الحرجة أكثر احتمالاً، حيث تشير نقاط التحول إلى تغير لا رجوع فيه في نظام المناخ، ما يؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري.
وللحصول على أي فرصة لوضع حد للاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الطموح لاتفاقية باريس لعام 2015، يحتاج العالم إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف تقريباً في السنوات الثماني المقبلة والوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.
وحذرت الأمم المتحدة من أن العالم يسير حالياً على «مسار كارثي» تصل درجة حرارته إلى 2.7 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.