لماذا يتخوف المعلمون من اللقاح … حمص تتصدر قائمة الإصابات بكورونا بين طلاب المدارس … مدير الصحة المدرسية: 354 إصابة بالمدارس بينها 61 طالباً وإغلاق 22 شعبة صفية
| حمص - نبال إبراهيم
بيّن رئيس دائرة الصحة المدرسية بمديرية التربية في حمص الدكتور غياث عباس لـ«الوطن» أن هناك ازدياداً بعدد الإصابات بفيروس كورونا بشكل ملحوظ وواضح بين الطلاب والتلاميذ والكوادر التدريسية والإدارية في مدارس حمص مدينةً وريفاً، لافتاً إلى أن المحافظة ما زالت ضمن الذروة الرابعة لانتشار الفيروس، وأنه لا يوجد تسطح بعدد الإصابات في المدارس بمنحنى الانتشار حتى تاريخه وإنما العكس تماماً، حيث تسجل يومياً إصابات جديدة.
وأشار إلى أن محافظة حمص سجلت أعلى معدل بعدد الإصابات بفيروس كورونا بين الطلاب والتلاميذ على مستوى القطر حتى تاريخه، منوهاً إلى أن هذه الفترة من العام تم تسجيل أكبر معدل للإصابة بالفيروس بين صفوف الكوادر التدريسية والإدارية والطلاب في مدارس المحافظة مقارنة بالفترة ذاتها منذ بدء الجائحة.
وكشف عباس عن تسجيل 354 إصابة مؤكدة بالفيروس في مدارس المحافظة منذ بدء العام الدراسي حتى تاريخه، منها 293 إصابة لمعلمين ومدرسين وإداريين و61 إصابة لطلاب وتلاميذ، مبيناً أنه تم تسجيل حالتي وفاة بالفيروس لمعلمين من بين الإصابات المسجلة حتى تاريخه، مشيراً إلى أن النسبة الأكبر من الإصابات المسجلة تتركز في مدارس المدينة، وأن جميع أعراض الإصابات التي سجلت تتراوح من خفيفة إلى متوسطة ولم تستدع أي حالة بالنسبة للطلاب والتلاميذ دخول المشفى حتى تاريخه، وإنما تمت متابعتهم صحياً في منازلهم بشكل يومي، وأن الأغلبية من الطلاب والتلاميذ قد تماثلوا للشفاء وللدوام المدرسي.
وبيّن عباس أنه تم إغلاق 22 شعبة صفية في عدد من مدارس المحافظة حتى تاريخه ثبت فيها ازدياد في عدد الإصابات بين الطلاب، مشيراً إلى أنه لم يتم إغلاق أي مدرسة حتى اللحظة لكون الإصابات المسجلة ليست مركزة في مدرسة معينة دون غيرها وإنما موزعة على العديد من المدارس.
ولفت إلى أنه يتم بشكل وسطي يومياً إجراء ما بين 20 و25 مسحة لطلاب ومعلمين في مدارس المحافظة، وأن أغلبية نتائج تلك المسحات تكون إيجابية، مشيراً إلى أنه يوجد حالياً نحو40 مسحة لحالات مشتبه في إصابتها بالفيروس تم أخذها لمعلمين وطلاب في عدد من المدارس، وبانتظار ظهور نتائجها لمعرفة ما إذا كانت إيجابية أم سلبية.
وأكد عباس أن زيادة عدد الإصابات بالفيروس يوميا في المحافظة بشكل عام والمدارس خاصة، تحتم على الجميع التمتع بالوعي لخطر انتشار الفيروس والالتزام بالشروط الصحية التي تضمن السلامة للجميع وضرورة تقيد جميع المواطنين بكل الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس ومنع انتشاره كالمحافظة على ارتداء الكمامات وتحقيق البعد المكاني والبعد عن التجمعات، وضرورة مراجعة أقرب مركز صحي في حال ظهور أعراض كالترفع الحراري والسعال، وضرورة توجه المواطنين إلى المراكز المخصصة لأخذ اللقاح وخاصةً المعلمين والكوادر الإدارية في المدارس.
ولفت إلى أن إقبال شريحة المعلمين والإداريين في المدارس على أخذ اللقاح ضد الفيروس ما زال ضعيفاً جداً على الرغم من إجراء الكثير من الجولات الميدانية من قبل عناصر الدائرة إلى المدارس والتي ما زالت تتواصل بشكل يومي يومياً حتى تاريخه للقاء الكوادر التعليمية والإدارية وتشجيعهم على أخذ اللقاح وشرح كل المعلومات والأعراض الجانبية، وخاصة أن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة التي يتم تداولها بكثافة على بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي أثارت الرعب في نفوس الكثيرين.
وأكد عباس أن اللقاح آمن وفعال بالمطلق وخضع لتجارب مخبرية مكثفة وليس له أي آثار سلبية أو خطيرة على الصحة في المستقبل، مستغرباً امتناع وتخوف المعلمين من تلقي اللقاح وعدم إقبالهم على عملية التطعيم، مبيناً أن الحل الوحيد لكسر انتشار الفيروس هو أخذ اللقاح لأن له أهمية كبرى في تشكيل مناعة مجتمعية وقطع سلسلة انتشار الفيروس، موضحاً أن الأعراض الجانبية للقاح تتباين من شخص إلى آخر بين ترفع حروري وتعب ووهن وألم في الذراع وفي بعض الحالات النادرة قد تحدث حالات حساسية أو التهابات جانبية.
وأشار إلى أنه تم تطعيم نحو800 مدرس وإداري فقط منذ بدء عمليات التلقيح للكوادر التعليمية وحتى تاريخه، منوهاً إلى أنه بالتعاون ما بين الدائرة الصحية ومديرية الصحة سيتم خلال الأيام القادمة إرسال فرق صحية إلى المدارس لإعطاء اللقاحات للمعلمين والإداريين ضمن مدارسهم.
وأكد عباس أن عمليات التعقيم للمدارس على امتداد المحافظة تتم بشكل يومي بعد الانتهاء من الدوام الرسمي، وأن المشرفين الصحيين في كل مدرسة يقومون يومياً بمهمة التأكد من وجود مواد التنظيف والكلور في المدرسة وتوافر الصابون والمياه النظيفة في المرافق الصحية والإشراف على تنظيف الصفوف وتعقيمها وتهويتها بشكل جيد.