عربي ودولي

الأزمة الخليجية اللبنانية محور لقاءات ميقاتي في غلاسكو … «المردة»: نفضل القطيعة على المذلة.. قرداحي: أشعر بمعاناة اللبنانيين لكن المسألة تحولت لكرامة وطنية

| وكالات

أكد وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، أنه ليس متمسكاً بمنصب ولا بوظيفة، مضيفاً إنه بانتظار عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من قمة غلاسكو لوضع جميع الأوراق على الطاولة، على حين سنحت الفرصة يومها الثاني لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي لعقد المزيد من اللقاءات على طريق بحث الأزمة الخليجية اللبنانية.
وفي حديث لصحيفة «الديار» اللبنانية، أكد قرداحي أنه يدرك تماماً ويشعر بمعاناة اللبنانيين في الخارج وخوفهم من أي إجراء قد يطولهم، «لكن المسألة تحولت إلى مسألة كرامة وطنية»، مضيفاً: «لست متمسكاً بمنصب ولا بوظيفة، لكن المسألة تعدت ذلك إلى الكرامات».
وتابع قائلاً: «كل الموضوع قيد الدرس، وأنا بانتظار عودة ميقاتي من قمة غلاسكو لوضع جميع الأوراق على الطاولة والخروج بعدها بقرار متفق عليه بيني وبينه، وبالتالي عندما يعود رئيس الحكومة الذي قد تكون لديه معطيات جديدة بعد اللقاءات التي يعقدها، سنجلس ونتخذ القرار في ضوء المعطيات التي قد تكون تكونت لديه».
وعن كل الاتهامات التي طالته لأنه عمل لفترة طويلة في دول الخليج، علق وزير الإعلام اللبناني، بالقول: «عملت بعرق جبيني، ونجاحي كان بسبب عملي وتعبي».
على خط مواز، أكد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلنيكن، خلال لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على هامش قمة غلاسكو، «مواصلة دعم الجيش والقطاعات التربوية والصحية والبيئية»، ناقلاً «الأهمية والعاطفة الخاصة التي يكنّها الرئيس الأميركي جو بايدن للبنان ولاستقراره وتعافيه، تمهيداً لنهوضه من جديد»، على حد وصفه.
كما التقى ميقاتي، رئيس وزراء كندا جاستن ترودو وبحثا العلاقات الثنائية.
وشكر ميقاتي كندا احتضانها لجالية لبنانية كبيرة، على حين أشاد رئيس الوزراء الكندي بدور اللبنانيين في كل أنحاء كندا.
واجتمع ميقاتي أيضاً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وبحثا الوضع اللبناني ولاسيما في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش وقوات اليونيفيل، وقد دعا ميقاتي غوتيريس لزيارة لبنان فوعد بتلبية الزيارة قبل نهاية العام الحالي.
وعقد ميقاتي أيضاً اجتماعاً مع رئيس مجموعة البنك الدولي دايفيد مالباس، وتم خلال الاجتماع مناقشة مختلف المشاريع التي يعمل عليها البنك الدولي في لبنان ولاسيما في قطاع الطاقة والكهرباء وتأمين شبكة الحماية الاجتماعية.
كما اجتمع أيضاً مع رئيسة البنك الأوروبي للاستثمار وإعادة الإعمار أدويل رينو باسو وبحث معها التعاون بين البنك ولبنان ولاسيما تمويل مشاريع البنى التحتية والمساعدة التي يمكن أن يوفرها البنك في مجال تمويل التجارة الخارجية وتسهيلها.
يأتي ذلك في حين أكد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب أن إمكانية الوساطة القطرية لحل المشكلة مع السعودية هي الأمر الوحيد المطروح حالياً.
وحسب ما ذكرت وكالة «رويترز»، لفت بوحبيب إلى أن الحكومة غير قادرة على تحجيم دور حزب الله، وهذه مسألة إقليمية، موضحاً أنه لم يحدث أي تواصل بين السعودية وحكومة نجيب ميقاتي منذ تشكيلها.
في السياق، أكد النائب اللبناني طوني فرنجية نجل رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، أن التيار يضع المصلحة الوطنيّة قبل كلّ شيء، لذلك لو رأى أن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي توقف الأزمة ولو أنه لم يخطئ، كان سيتشاور معه ربّما، علماً أن قرداحي غير ملتزم بالتيّار ويتمتّع باستقلاليّة في الأداء والرّأي».
وحسبما ذكر موقع «النشرة»، أشار فرنجية، في تصريح صحفي، إلى أنه «إذا كان المطلوب إضافة المذلّة فوق الجراح، بمعنى استمرار القطيعة بكلّ الأحوال أكان مع استقالة أو من دونها، فنحن نفضّل القطيعة لا المذلّة، ونحن إلى جانب قرداحي في كلّ ما يفعله»، لافتاً إلى أن «الاستقالة هي أهون الشرور، وبإمكاننا الانسحاب والتفرّج، إلا أن المصلحة الوطنيّة تقود موقفنا الّذي لا يفترض أن يكون ضعيفاً وجباناً حتّى يخدم لبنان. فمن يخضع مرّة يخضع مئة مرّة، ونحن أصبحنا عرضة للابتزاز لأنّنا لا نتصرّف كدولة واحدة بتعاضد».
في السياق ذاته، دعت وزارة خارجية البحرين جميع المواطنين الموجودين في الجمهورية اللبنانية إلى ضرورة المغادرة فوراً نظراً لتوتر الأوضاع هناك مما يوجب أخذ الحيطة والحذر.
إلى ذلك، علق مدير الطيران المدني اللبناني، فادي الحسن، لأول مرة على أنباء تعليق الطيران التجاري بين الإمارات وبلاده.
ونفى الحسن، في تصريحات مع شبكة CNN الأميركية، هذه المعلومات، قائلاً: «هذه مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة».
وتابع مدير الطيران المدني اللبناني: «تم توقيف رحلات الشحن بين لبنان والسعودية، لكن رحلات الركاب لم تتأثر».
وأدت تصريحات قرداحي حول عبثية الحرب في اليمن إلى أزمة تمثلت في سحب السعودية سفيرها من لبنان، ومطالبة السفير اللبناني بالعودة إلى بلاده، كما أعلنت إيقاف جميع الصادرات اللبنانية إليها.
وتطورت ارتدادات الأزمة لتشمل الكويت والإمارات والبحرين التي اتخذت مواقف مشابهة لجارتها، على حين استنكرت قطر مواقف الوزير قرداحي مطالبة بتهدئة الأوضاع و«المسارعة إلى رأب الصدع بين الأشقاء»، بينما أسفت الخارجية العُمانية لتأزم العلاقات بين لبنان وعدد من الدول العربية، مطالبةً الجميع بضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد، الأمر الذي لقي ترحيباً من الخارجية اللبنانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن