سورية

أوباما سيناقش مع حلفائه محاربة داعش على هامش قمة العشرين … رسالة تطمين أميركية لتركيا: نرفض إقامة كيان كردي مستقل شمال سورية

وكالات :

مع إعلان البيت الأبيض عزم الرئيس باراك أوباما إجراء مناقشة مع حلفاء بلاده بشأن مواجهة تنظيم داعش الإرهابي على هامش قمة العشرين المقرر عقدها في مدينة أنطاليا التركية، وجهت الإدارة الأميركية رسالة تطمين لتركيا بخصوص رفضها إنشاء كيان كردي مستقل شمالي سورية.
في هذه الأثناء، حذرت أنقرة من «يؤججون نيران الأزمة السورية بأنهم سيحترقون بها»!، ولوحت بالرد عسكرياً سواء، براً أو جواً، على أي تهديد يأتي من سورية، ولاسيما حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض السكرتير جوش إيرنست، أن أوباما سيبحث الأزمة السورية مع حلفاء الولايات المتحدة خلال قمة مجموعة دول العشرين يومي الأحد والإثنين المقبلين.
وقال أرنست، وفقاً لوكالة الأنباء «رويترز»: «سيكون من المستحيل السفر كل هذا الطريق إلى هناك وعدم قضاء بعض الوقت في التفكير والحديث بشأن جهودنا المتواصلة لإضعاف داعش وتدميره في نهاية المطاف. لذا أتوقع أن يكون هذا ضمن زيارة الرئيس». وأضاف: إن كثيراً من البلدان المشاركة في قمة أنطاليا تشارك أيضاً في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.
من جهة أخرى، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن رفضها إنشاء حزب الاتحاد الديمقراطي «كياناً كرديّاً مستقلاً في شمال سورية بالقرب من الحدود التركية»، في رسالة موجهة إلى مسامع أنقرة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر: «لا نريدهم (حزب الاتحاد الديمقراطي) أن يؤسسوا منطقة حكم شبه ذاتي، سنظل ملتزمين بوحدة وسلامة الأراضي السورية». وأكد ضرورة إعادة الأراضي المحررة من تنظيم داعش إلى سورية، محذراً من محاولات الاستيلاء والتحفظ على الأراضي، من قِبَل الميليشيات الكردية.
ودعا تونر في مؤتمره الصحفي اليومي، حزب «الاتحاد الديمقراطي» إلى «السماح بعودة المهجرين إلى الأراضي المحررة». وأوضح أن دعم بلاده لـ«الاتحاد الديمقراطي» يقتصر على إسناد مقاتليه «وحدات حماية الشعب» بالغارات الجوية ضد داعش، وأشار إلى أن بلاده لم تمنح حزب «الاتحاد الديمقراطي» أي أسلحة، على الرغم من إلقاء واشنطن طرود أسلحة على مسلحي «حماية الشعب» خلال معارك عين العرب والتي انتهت بتطهير المدينة في الريف الحلبي على الحدود مع تركيا، من تنظيم داعش.
تصريحات تونر جاءت عقب اتصال هاتفي بين أوباما ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، اتفقا خلاله على تكثيف الضغط على داعش ودعم المعارضة المعتدلة.
في سياق متصل، قال أردوغان: إن «من يؤججون نيران الصراع في سورية سيحترقون بها»، وذلك في إشارة واضحة لروسيا. ونقلت وكالة «رويترز» عنه قوله خلال اجتماع لرجال الأعمال بالعاصمة التركية أن عودة حزب «العدالة» والتنمية إلى تشكيل حكومة بمفرده بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية هذا الشهر «منحت تركيا فرصة لاتخاذ خطوات أقوى بشأن قضايا إقليمية».
وسبق للرئيس التركي أن قال يوم الثلاثاء، رداً عن سؤال بشأن الحملة الجوية الروسية في سورية، إن «بعض الدّول تقوم بقصف المدنيين بحجة توجيه ضربات ضدّ عناصر تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن بلاده أبلغت استياءها لدول المنطقة من مثل هذه التصرفات. وبخصوص مسألة تدريب وتأهيل ما يسمى المعارضة السورية «المعتدلة»، صرّح أردوغان، وفقاً لوكالة «الأناضول» التركية للأنباء: أن «الجانب التركي ما زال مستمراً في العملية، وأنّ عدداً من الدول الصديقة، بدأت تبدي توافقاً فيما يخص مسألة إنشاء مناطق خالية من المنظمات الإرهابية». وأضاف: «هناك خطوات إيجابية فيما يخصّ إقامة مناطق حظر للطيران وتدخل عسكري بري».
وأشار إلى أن القضية السورية، ستستحوذ على حيز مهم خلال قمة العشرين، وأنّه سيتم مناقشتها بكل أبعادها.
بدوره، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن «ظهور تنظيم داعش جاء نتيجة للأزمة السورية، وفي حال التمكن من القضاء عليه دون حل الأزمة السورية، فإن تنظيمات إرهابية أخرى ستظهر، ولذلك تصر تركيا على حل متكامل بموافقة الشعب السوري، بمن فيهم اللاجئون».
وأفاد داود أوغلو في تصريحات تلفزيونية نقلتها وكالة «الأناضول» «أنه في حال وجود أي تهديد لتركيا، سواء كان ذلك التهديد من النظام السوري، أم داعش، أم منظمة «بي كا كا» الإرهابية، أو وحدات حماية الشعب الكردية أو غيرها، فإن تركيا ستتعامل بالأسلوب نفسه، وسترد على مصدر التهديد براً أو جواً دون تردد».
وقال داود أوغلو، «إن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، امتداداً لـ«بي كا كا» (الإرهابية)، وتتعامل معها على هذا الأساس»، مضيفاً: إنه «لا يوجد ما يضمن أن الأسلحة التي تقدم للوحدات لن تصل إلى «بي كا كا»، وتستخدم في تركيا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن