سورية

أنباء عن زيارة مرتقبة للبابا إلى سورية.. والموعد غير بعيد

| وكالات

يستعد الحبر الأعظم البابا فرنسيس لزيارة سورية، في موعد غير بعيد، وفق مواقع إلكترونية لبنانية قالت أمس إن «لبنان يتخبط من أزمة إلى أزمة، وسورية تتلقى عرضاً تلو آخر، آخرها أتى من الأميركيين، عبر وسطاء دوليين. في الأثناء، دمشق تنتظر إعلاناً قريباً: الحبر الأعظم البابا فرنسيس سيزور سورية، وعلى الأرجح، في موعد غير بعيد».
ورغم اتصالات أجرتها، لم يتسن لـ«الوطن» تأكيد الخبر سواء من السفارة البابوية في دمشق أو من كنيسة الزيتون للروم الكاثوليك.
وأوضحت المواقع اللبنانية، أن الحديث عن الزيارة البابوية لا يأتي من الفراغ، فقد تم استباق الإعلان المرتقب بزيارة بدأها عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري إلى سورية منذ نحو أسبوع، ومن المقرر أن تختتم اليوم الأربعاء، وهي زيارة غنية ببرنامجها وكانت مقررة أساساً في نيسان عام 2020، لكن تقرر تأجيلها بسبب تفشي فيروس «كورونا»، إلى أن جاء الضوء الأخضر مجدداً من البابا فرنسيس، بالتنسيق مع السفير البابوي في دمشق الكاردينال ماريو زيناري، فجاء الكاردينال ساندري «حاملاً تضامن البابا فرنسيس مع الجماعات الكاثوليكية في سورية التي واجهت امتحان الحرب طوال عقد من الزمن».
وذكرت أن الكاردينال زيناري الذي يخدم في دمشق، منذ ثلاثة عشر عاماً مهد لهذه الزيارة لاسيما خلال الاجتماعات التي شهدها الفاتيكان، حيث قدّم تقارير شدد فيها على أن مأساة سورية دخلت في «نفق الصمت»، محذراً من «أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على أرض سورية».
وقال: إن 80 بالمئة من السكان السوريين يعانون من الفقر ويفتقدون إلى مقومات الحياة الأساسية، وحذر من أن العقوبات الدولية المفروضة على سورية تلقي بأعبائها على المواطنين السوريين، وكشف أن نصف المسيحيين في سورية قد هاجروا منذ بداية الحرب حتى الآن.
وبالفعل تجاوب الفاتيكان مع هذه التقارير وقرر إيفاد الكاردينال ساندري، وربما هي الزيارة الأطول التي يقوم بها رئيس مجمع الكنائس الشرقية (10 أيام)، والهدف منها إيصال رسالتين: الأولى؛ قرب البابا فرنسيس وتضامنه مع سورية الحبيبة الأرض الشهيدة التي تألمت طوال سنوات الحرب. الثانية؛ حاجة سورية اليوم إلى إثبات قدرتها على التميّز وعلى تثبيت السوريين وصمودهم في أرضهم، وذلك وفق ما ذكرت المواقع.
وأشارت إلى أنه من النادر أن يكون سفير بابوي في دولة ما يحمل رتبة كاردينالية بل يكون في أغلب الأحيان برتبة مونسنيور، ولكن البابا فرنسيس سبق أن خصّ سفيره في دمشق المونسنيور ماريو زيناري ورفّعه إلى رتبة الكاردينالية، و«هذا دليل على موقعية سورية وأهميتها الروحية بالنسبة إليه».
غير أن الأهم في زيارة ساندري حسب المواقع أن لقاءاته شملت القيادات الروحية السورية من الطوائف كافة، وكذلك شملت معظم المدن والمناطق التي سبق أن زارها البابا يوحنا بولس الثاني في زيارته التاريخية إلى سورية في الخامس من أيار2001 واستمرت أربعة أيام، وسبقتها زيارة إلى اليونان وكان شعارها «على خطا مار بولس».
وتشمل لقاءات ساندري عقد اجتماع بعدد من السفراء العرب والأجانب ممن قررت بلادهم ألا يغادروا دمشق على الرغم من ظروفها الصعبة، وهو لقاء «له أبعاد سياسية وبمثابة رسالة إلى الدول التي لا تزال تقاطع سورية وتقطع علاقاتها الدبلوماسية معها بوجوب إنهاء القطيعة والالتفات إلى القضايا التي من شأنها أن تُحدث فرقاً في حياة المواطنين السوريين»، على ما ذكرت المواقع.
أما غير المعلن عنه في زيارة ساندري «فيتمثل في إعداد مسودة للأماكن التي سيزورها الحبر الأعظم البابا فرنسيس خلال زيارته إلى سورية والتي سيعلن عنها قريباً وستكون مفاجئة تماماً»، على حد تعبير مصادر كنسية، أشارت إلى أن الوفد الذي حضر من الفاتيكان لإعداد ترتيبات زيارة البابا إلى العراق في آذار 2021 لم يكن برئاسة كاردينال أو ساندري شخصياً، في حين أعطيت الزيارة المرتقبة إلى سورية أهمية أكبر من خلال تكليف أحد أعمدة الكرسي الرسولي الإشراف على تفاصيلها الدقيقة، «لأنها ترتدي أهمية كبيرة لجهة عودة سورية إلى وضعها الطبيعي وعودة دور المسيحيين فيها، انطلاقاً من المفهوم القائم حالياً في الكرسي الرسولي وهو إعطاء الأولوية لتثبيت مسيحيي الشرق في مواقعهم»، مع خيبة فاتيكانية من تعامل المسيحيين في لبنان مع قضاياهم ومع النداءات البابوية على حد تعبير المصادر ذاتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن