الأولى

محفوظ أكد لـ«الوطن» أن واشنطن ليست مع استقالة الحكومة وستعمل على تفكيك الموقف الخليجي … بوحبيب: لا قدرة لنا على تحجيم دور حزب اللـه وهذه مسألة إقليمية

| منذر عيد - وكالات

لم تسجل أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي عن عبثية الحرب على اليمن، أي خرق يذكر خلال الساعات الماضية، واستمرت حالة التأزيم السعودية المفتعلة، وسط إصرار لبناني على المضي في الخيارات ذاتها التي أعلنها منذ بدء الأزمة والتمسك بالحوار كلغة للتفاهم والحل، في وقت سجلت الجامعة العربية دخولاً مفاجئاً على الخط معلنة عدم وجود أي تحرك رسمي قريب من جانبها لحل الخلاف الحاصل.
وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد اللـه بوحبيب، أعلن أن «اعتذار الحكومة غير وارد لأنها لم تخطئ، وما قاله وزير الإعلام جورج قرداحي، كان قبل تعيينه»، ولفت، حسبما نقلت وكالة «رويترز» إلى أن «الحكومة غير قادرة على تحجيم دور حزب اللـه​، وهذه مسألة إقليمية، ونحن أمام مشكلة إذا كانوا يريدون رأس حزب اللـه، فلا يمكننا أن نعطيهم إياه»، موضحاً أنه «لم يكن هناك حوار قبل مشكلة قرداحي، وسفير الرياض، لم يتعاط معنا قط، منذ تشكيل الحكومة»، موضحاً أن «ميقاتي كان يتمنى أن يجتمع بوزير الخارجية السعودي، في مؤتمر غلاسكو».
الوزير قرداحي بدوره أكد «أنه يدرك تماماً ويشعر بمعاناة اللبنانيين في الخارج، وخوفهم من أي إجراء قد يطولهم، لكن المسألة تحوّلت إلى مسألة كرامة وطنية»، مضيفاً «لستُ متمسّكاً بمنصب ولا بوظيفة، لكن المسألة تعدّت ذلك إلى الكرامات».
وفي حديث صحفي، لفت قرداحي إلى أن كل الموضوع قيد الدرس، وقال: «أنا بانتظار عودة رئيس الحكومة ​نجيب ميقاتي​ من قمة غلاسكو، لوضع جميع الأوراق على الطاولة والخروج بعدها بقرار متفق عليه بيني وبينه».
وفي أول دخول للجامعة العربية على خط الأزمة أعلن مساعد الأمين العام للجامعة العربية ​حسام زكي​، أنه «لا يوجد أي مبادرة من الجامعة حول ​الأزمة​، وأي تحرك يجب أن يعطى فرصاً للنجاح، وأي تحرك محكوم بالفشل منذ البداية فليس له حاجة، وإنه قد يؤثر سلباً»، لافتاً إلى أن الأمور بدأت تأخذ تصعيداً، وهذا أمر غير مرحب به، وأضاف: «يجب على الإخوة أن يمتنعوا عن هذا التصعيد، سواء من الجانب الخليجي أو اللبناني، ويجب أن يأخذوا خطوة لحل الأزمة»، موضحاً أن «من يسمع التصريحات من الجانبين، يرى أن الأزمة لها جذور، والتصريحات لم تكن من فراغ، والمواقف تعبر عن بعض الجهات في لبنان، ولكي يتم جعل الجانبين أكثر مرونة، الأمر قد يحتاج إلى طرف ثالث»، وأشار إلى أنه «لا شيء مضمون في هذه اللحظة، وقد تتطور الأمور، وهناك حرص عربي على ألا يتم التفريط بهوية لبنان العربية».
يأتي ذلك في وقت كشف فيه رئيس المجلس الوطني اللبناني للإعلام عبد الهادي محفوظ، في تصريح لـ«الوطن»، أمس أن الولايات المتحدة الأميركية ليست مع استقالة الحكومة اللبنانية، ولا تساند الموقف السعودي، وستعمل على تفكيك الموقف الخليجي إزاء لبنان.
ونقل محفوظ عن مصدر أميركي بأن واشنطن تفسر الموقف السعودي بأن الرياض ترى أن طهران تريد أن «تصادر» لبنان، موضحاً أن في خلفية الموقف السعودي رسالة متعددة الأبعاد، وتهدف إلى استعادة شراكتها مع سورية، لاسيما أن هناك دوراً مرتقباً مهماً لسورية في لبنان في الحسابات الأميركية، يتزامن مع ترتيب النظام الإقليمي الذي يكون فيه الدور الأساس لأميركا تليها روسيا وبأدوار محدودة لإيران وتركيا والكيان الصهيوني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن