الخبر الرئيسي

تظاهرة في تل رفعت.. ودورية مشتركة روسية تركية في «الباب» … المناورات العسكرية السورية الروسية تعقّد حسابات أردوغان

| حلب - خالد زنكلو

ضيقت المناورات المشتركة السورية الروسية، التي استمرت أمس لليوم الثالث على التوالي شمال شرق البلاد، الخيارات والحسابات أمام زعيم أنقرة رجب طيب أردوغان لشن عدوان جديد على الأراضي السورية، لا زال بعيد المنال لعدم اكتمال معطيات وموجبات تنفيذه.
وكشفت مصادر أهلية في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي لـ«الوطن»، أن يوم أمس شهد تنفيذ مناورات وتدريبات عسكرية برية وجوية بين الجيش العربي السوري وقوات الجو الروسية على طول طريق «M4» المار بعين عيسى، وذلك بعد المناورات التي جرت في اليوم السابق بريف البلدة الشرقي، وفي تل تمر شمال شرق الحسكة في اليوم الذي سبقه.
وبينت المصادر أن طائرات مروحية وأخرى حربية روسية شاركت في المناورات التي استخدمت فيها الذخيرة الحية وجرى قصف أهداف برية في منطقة خالية من السكان إلى الغرب من عين عيسى، وقريباً من خطوط التماس مع مناطق تمركز جيش الاحتلال التركي وميليشيات ما يعرف بـ«الجيش الوطني» الذي شكله النظام التركي في المنطقة التي يسميها «نبع السلام» في الشمال الشرقي من سورية حيث مدينتا رأس العين وتل أبيض المحتلتان منذ تشرين الأول ٢٠١٩.
مصادر محلية في مدينة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، ذكرت لـ«الوطن»، أن استعدادات جرت يوم أمس في المنطقة، التي هدد نظام أردوغان بشن عدوان تركي باتجاهها ضمن قائمة أهداف تضم تل تمر وعين عيسى ومنبج وتل رفعت، للقيام بمناورات عسكرية سورية روسية لكنها لم تنفذ على الأرض، وتوقعت أن تجرى المناورات اليوم الأربعاء بغية ردع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على تنفيذ أي عملية عسكرية عدوانية باتجاه المنطقة.
وأكد خبراء عسكريون تحدثوا إلى «الوطن»، أن المناورات المشتركة السورية الروسية في مثلث تل تمر عين عيسى عين العرب، عقدت المشهد الميداني في مناطق شرقي نهر الفرات وكبلت أيدي أردوغان وحساباته في شن أي عدوان جديد على الأراضي السوري في انتظار التطورات في الأيام المقبلة، وأشاروا إلى أن التهديدات التي تصدر عن ميليشيات أنقرة بتحديد موعد لبدء العدوان التركي، كما حدث أول من أمس، مجرد «حرب نفسية» لا تقدم ولا تؤخر في مسار الحروب.
إلى ذلك خرجت أمس تظاهرة حاشدة في تل رفعت بريف حلب الشمالي، والتي يتمركز فيها الجيش العربي السوري وقوة من الشرطة العسكرية الروسية، ضمت جميع مكونات الشعب السوري ونددت بالتهديدات التركية الرامية لتهديد المنطقة بعمل عسكرية يعيد رسم خريطتها الثابتة منذ نهاية ٢٠١٩، وبحجج واهية لا تبرر احتلال أراض سورية.
وكان الجيش العربي السوري عزز مواقعه العسكرية على طول خطوط التماس في تل تمر وعين عيسى وعين العرب وتل رفعت شمال حلب، بالإضافة إلى خطوط الفصل في جبهات ريف حلب الغربي مع ريف حلب الشمالي الشرقي حيث مدينة الباب المحتلة.
بالتوازي قالت مصادر محلية في مدينة الباب لـ«الوطن»: إن دورية مشتركة روسية تركية جرى تسييرها أمس، وللمرة الأولى، في طرف المدينة الجنوبي بمشاركة مروحيات من القوات الجوية الروسية عند خطوط التماس التي تفصل مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية لواشنطن عن مناطق هيمنة جيش الاحتلال التركي وميليشيا «الجيش الوطني».
وبينت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات «الجيش الوطني» لـ«الوطن»، أن القاعدة العسكرية التركية على تلة الشيخ عقيل شمال الباب، ضمت ضباطاً من الشرطة العسكرية الروسية إلى ضباط من جيش الاحتلال التركي في اجتماع لبحث قضايا الخلاف والتوافق بين الجانبين.
في السياق ذاته، نقل موقع «باسنيوز» الكردي عن مصدر لم يسمه، أن محادثات «جدية» روسية مع «قسد» تجري لإقناع الأخيرة بالانسحاب ٣٢ كيلو متراً من المناطق الحدودية السورية التركية نحو جنوب طريق «M4»، لتسليمها إلى الجيش العربي السوري لتجنيب المنطقة أي عدوان تركي محتمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن