الأمم المتحدة: الحرب المستمرة في إثيوبيا منذ عام اتسمت بـ«الوحشية المفرطة» … بعد إعلان الطوارئ.. آبي أحمد للإثيوبيين: تعاونوا مع الأمن لتجاوز المحنة
| وكالات
وجّه رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، رسالة إلى الشعب الإثيوبي، بعد إعلان حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد، وذلك على خلفية تقدم قوات «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» نحو العاصمة أديس أبابا، داعياً إياهم إلى التعاون مع القوات الأمنية لتجاوز المحنة في البلاد.
يأتي ذلك في حين قالت منظمة الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إن الحرب في إثيوبيا المستمرة منذ عام اتسمت بـ«الوحشية المفرطة»، ودعت إلى محاسبة مرتكبي الجرائم في هذه الحرب من الطرفين.
ودعا آبي أحمد، في بيان نشره عبر حسابه في «تويتر»، الشعب الإثيوبي إلى «التكيّف مع هذه المحنة إلى أن يتم الحل بسرعة، والعودة إلى الحياة الطبيعية»، قائلاً: «إنه وقت التجربة والأخطاء، وسيتم اختبار الجميع حتى انتهاء الامتحان».
وقال رئيس الوزراء: «تمّ إعلان حالة الطوارئ لتقليص فترة المحنة وتوفير الوقت للحل»، داعياً جميع المواطنين الإثيوبيين إلى «القيام بدورهم، من خلال الامتثال لتوجيهات الإعلان والتعاون مع سلطات إنفاذ القانون في تنفيذ واجباتهم بكفاءة وتقديم المساعدة اللازمة».
إعلان آبي أحمد يأتي بعد فرض حالة الطوارئ في البلاد، في ضوء تصاعد المواجهة مع «جبهة تحرير إقليم تيغراي»، في الوقت الذي تتهم جهات دولية أطراف النزاع في الإقليم بارتكاب انتهاكات حقوقية وتدعوها إلى وقف الأعمال العدائية.
وأعلنت الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا، أول من أمس الثلاثاء، حالة الطوارئ على المستوى الوطني، بعد إعلان المتحدث باسم «قوات تيغراي»، الإثيوبي جيتاتشو رضا، أن «قوات تيغراي انضمت إلى قوات من إقليم أورومو لتقاتل أيضاً الحكومة المركزية»، كاشفاً أنهم «يدرسون الزحف إلى العاصمة أديس أبابا».
كذلك، دعت الحكومة الإثيوبية سكان العاصمة أديس أبابا إلى التسلّح على خلفية التقدم الميداني لـ«قوات تيغراي»، وطلبت السلطات من الأهالي تسجيل الأسلحة وإعداد الدفاعات، يأتي ذلك بعد إعلان «قوات تيغراي، الأحد الماضي، «سيطرتها بالكامل على مدينة ديسي الإستراتيجية وكومبولتشا».
على خط مواز، أشارت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه إلى أن «خطورة الانتهاكات والتجاوزات التي وثقناها تؤكد الحاجة إلى محاسبة الجناة من كلا الطرفين».
وحسب وكالة «أسوشيتد برس» أضافت باشليه أمس: إن التعاون كان ضرورياً لفريقها كي يصل إلى إقليم تيغراي المضطرب الذي منعت السلطات الإثيوبية الصحفيين والمنظمات الحقوقية والمراقبين الخارجيين الآخرين من دخوله إلى حد كبير.
واتهم تحقيق مشترك بين مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان الإثيوبية التي شكلتها الحكومة، في الفظائع المزعومة، جميع الأطراف بارتكاب انتهاكات، لكنه تجنب تحديد الجهة التي تتحمل المسؤولية الأكبر.
ويقول التحقيق: إن جميع الأطراف، بمن في ذلك قوات من إقليم أمهرة المجاور، ارتكبت انتهاكات قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وتضمنت النتائج التي خلص إليها التحقيق استخدام عدة معسكرات تابعة للجيش الإثيوبي لتعذيب عناصر قوات تيغراي المحتجزين، أو المدنيين المشتبه في دعمهم لتلك القوات.
في حين حذرت الولايات المتحدة رعاياها من السفر إلى إثيوبيا بسبب خطر تصاعد النزاع المسلح هناك، ودعت مواطنيها للاستعداد لمغادرة إثيوبيا.
وعلى حسابها في «تويتر»، قالت السفارة الأميركية لدى أديس أبابا: «تدهورت الأوضاع الأمنية في إثيوبيا بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية، مع استمرار تصعيد النزاع المسلح والاضطرابات المدنية في أمهرة وعفر وتيغراي»، وأضافت: «نقترح بشدة أن يعيد المواطنون الأميركيون النظر بجدية في السفر إلى إثيوبيا، وأن يفكر أولئك الموجودون حالياً في إثيوبيا باتخاذ الاستعدادات لمغادرة البلاد».
من جهته، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن قلقه إزاء إعلان حالة الطوارئ في إثيوبيا، مبدياً رفض الاتحاد أي هجوم من حركتي «تحرير تيغراي» و«أورومو» على العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف في إثيوبيا إلى وقف المعارك بشكل فوري.
وأطلقت الحكومة المركزية في إثيوبيا عملية عسكرية ضد «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» بدعم من إريتريا في تشرين الثاني 2020، بسبب اتهام الجبهة بمهاجمة إحدى القواعد العسكرية للجيش الإثيوبي.
وأعلنت إثيوبيا في ربيع عام 2021 انسحاب القوات الإريترية من منطقة تيغراي، بعد إعلانها في وقت سابق الانتصار ودخول القوات الفيدرالية إلى عاصمة الإقليم ميكيلي، لكن في حزيران استولى «المتمردون» على المركز الإداري لتيغراي، ميكيلي، ما دفع الحكومة إلى إعلان وقف إطلاق النار, وأسفر الصراع، الذي اندلع في إقليم تيغراي الإثيوبي، عن مقتل آلاف الأشخاص منذ سماح حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لجنود من إريتريا المجاورة بغزو تيغراي، والانضمام إلى القوات الإثيوبية في قتال قوات تيغراي التي هيمنت لفترة طويلة على الحكومة قبل وصول آبي أحمد للسلطة.