بانتظار «التوافقات» الروسية – الأميركية.. الترقب سيد الموقف غرب وشرق الفرات … الجيش يعزز جبهاته جنوب وشرق إدلب ويرد على خروقات إرهابيي «خفض التصعيد»
| حلب - خالد زنكلو
جابه الجيش العربي السوري بعزيمة وإصرار خروقات إرهابيي النظام التركي في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وما حولها، في وقت فعلت المناورات العسكرية المشتركة السورية – الروسية فعلها في خفض منسوب التوتر على المناطق الواقعة شرق نهر الفرات وجنوبه بعد تهديدات متواصلة بتنفيذ جيش الاحتلال التركي عملية غزو جديدة لقضم المزيد من الأراضي السورية.
وتحوّل التصعيد الممنهج من النظام التركي في مناطق متفرقة من البلاد، تعد بمثابة أهداف للعدوان المرتقب، إلى حال من الترقب الذي غدا سيد الموقف بدل لهجة الوعيد والابتزاز على خلفية انسداد أفق وتطلعات زعيم النظام رجب طيب أردوغان بفعل التنسيق الروسي – السوري والروسي الأميركي الخاص بالمنطقة.
ففي شمال غرب سورية، ردت وحدات الجيش العربي السوري بقوة وانسجام على تعديات إرهابيي ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة» الإرهابية، وتمكنت من قتل وجرح أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير عتاد وذخيرة كانت بحوزتهم.
وأشار المصدر إلى أن الجيش العربي السوري عزّز جبهاته بريف إدلب الشرقي والجنوبي بأعداد إضافية من جنوده وضباطه وعتاده العسكري النوعي، لمواجهة أي تغييرات طارئة على تخوم الجبهات الحيوية التي قد تشتعل في أي لحظة، في وقت دارت فيه اشتباكات عنيفة على محور بلدة البارة بجبل الزاوية إثر محاولة تسلل فاشلة لإرهابيي «الفتح المبين» باتجاه مواقع الجيش العربي السوري في المنطقة، حيث تلقى الإرهابيون ضربة موجعة.
بالتوازي شهدت مناطق شرق وغرب الفرات، أمس هدوءاً حذراً وسط حال من تخبط وضياع أولويات جيش الاحتلال التركي ورأس هرمه رجب أردوغان، وذلك بسبب المناورات العسكرية السورية – الروسية التي جرت على مدار ثلاثة أيام في تل تمر شمال الحسكة وعين عيسى شمال الرقة، ويتوقع أن تستمر وتتسع رقعتها خلال الأيام القادمة لتشمل منطقة عين العرب شرق الفرات وتل رفعت ومنبج على ضفته الغربية، وفق قول مصادر متابعة لما يحدث شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن».
وأكدت المصادر أن حشود الجيش العربي السوري المتتابعة في جبهات تل تمر وعين عيسى وتل رفعت والباب ومنبج وعين العرب، وهي المناطق المنتخبة للقيام بعدوان نحوها، تركت بالغ الأثر في تبديد أوهام أردوغان بشن عملية عسكرية سلسة ومضمونة النتائج باتجاه تلك المناطق.
في السياق ذاته، بينت المصادر المتابعة، أن نظام أردوغان سيظل في الفترة المقبلة حبيس أدراج التفاهمات و«التوافقات» التي توصل إليها الجانبان الروسي والأميركي خلال زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» وليام بيرنز إلى موسكو أمس وأمس الأول، على رأس وفد من المسؤولين الأميركيين ولقائه المسؤولين الروس وتباحثه معهم في قضايا ذات اهتمام مشترك، منها الملف السوري الذي بات يحظى بعناية خاصة من الفريق السوري في إدارة الرئيس جو بايدن.