رياضة

في المؤتمر الصحفي لاتحاد السلة.. فابيان خارج التغطية ولهذه الأسباب سيتأخر وصول المدرب ساليرنو

| مهند الحسني

لم يكن المؤتمر الصحفي الذي عقده اتحاد السلة مساء يوم الأربعاء الفائت عادياً، بل حمل في مجرياته ومناقشاته العديد من القضايا التي تخص تحضيرات منتخبنا الوطني ومدى جاهزيته لدخول معترك التصفيات العالمية بعد أيام قليلة، لكنه في الوقت نفسه حفل بكثير من التساؤلات وإشارات الاستفهام، وسنأتي تباعاً على ذكر ما دار من نقاشات خلال المؤتمر.

خلل جوهري

سنبدأ من خلل جوهري في إستراتيجية تحضير المنتخب والتبريرات التي تخفي بين سطورها جهلاً فاضحاً أو عجزاً كاملاً، فبالرغم من أن الحرص على المال العام هو سبب التعاقد مع المدرب الأمريكي جوزيف ساليرنو بنظام الحضور لتدريب المنتخب خلال النوافذ، نسي القائمون على الاتحاد بأن التعاقد بهذه الطريقة هو الهدر الحقيقي للمال، فدفع مبلغ ٥٥٠٠ دولار للمدرب للحضور لمدة عشرة أيام يضيع منها يوما الوصول والمغادرة، وهذا مكلف أكثر بكثير من دفع المبلغ نفسه مقابل تدريب شهر كامل.

وأكد البعض أن المدرب ساليرنو غير متفرغ للمنتخب، ولديه استحقاقات مهنية وتدريبية لها الأولوية تحول دون وجوده، وذلك نتيجة تقاعس اللجنة المؤقتة في التوقيع معه بعد تأهل المنتخب، فتوجه نحو فرص تدريبية بديلة لاستثمار نتائجه الجيدة مع المنتخب.

لذلك تأتي التبريرات على نمط ما سمعناه خلال فترة عمل المعلول إلا أن غياب اللاعبين في كرة القدم قد يبرر غياب المعلول، ولكن وجودهم في كرة السلة يفقد اتحاد كرة السلة وساليرنو أي عذر أو حجة لتبرير تدريبات الريموت كونترول والبلي ستيشن.

لذلك سنقف في صف المندهشين من ارتكاب اتحاد كرة السلة الحالي ما عابه على اتحاد كرة القدم أيام نبيل معلول.

ونعلم تماماً أن وجود المدرب مع المنتخب يحقق فوائد كثيرة من خلال اطلاعه المباشر على مستويات اللاعبين والجهاز المساعد، وببساطة شديدة تصحيح أي خطأ فور وقوعه بدل الانتظار لتسجيل التدريبات ثم تحميلها بواسطة الانترنت ووصولها في توقيت متباين نتيجة فروقات التوقيت مع مكان وجود المدرب في كندا.

الأمر الآخر الذي يفرض وجود المدرب هو وجود أكثر وأهم لاعبي المنتخب داخل سورية، ما يمنح المدرب فرصة كبيرة لنقل أفكاره وتطبيق تدريباته على عكس منتخب كرة القدم الذي توجد أغلبية لاعبيه في دوريات خارج سورية ما يجعل من فرصة تجمعهم للإعداد شبه مستحيلة.

توضيح

أما ما يسوّقه البعض حول وجود خمسة لاعبين في دوريات خارج سورية فهو استمرار لظنون العهود القديمة بأن الجمهور ما زال عاجزاً عن الوصول للمعلومة الصحيحة، فلاعبو منتخب سورية يوجد بعضهم في دوريات أضعف من الدرجة الثانية للدوري المحلي ويشاركون بسبب أنظمة سهلت لهم المشاركةً بصفتهم من مواليد بعض الدول الخليجية، ولكنهم لا يشاركون كلاعبين محترفين.

فابيان والمصداقية

نشرت «الوطن» قبل أشهر قليلة معلومات حول قضية اللاعب فابيان السعدي وعدم الموافقة على قبوله كلاعب وطني مع المنتخب من قبل الاتحاد الدولي، وحينها لم تلق كلماتنا آذانا مصغية ونصائحنا ذهبت أدراج الرياح، وبدلاً من الاستفادة من المعلومات التي ذكرناها وقتها والتعامل معها بعقلانية قام البعض وشكك بمصداقيتنا من دون أي واعظ أو دليل.

ومع وصول قرار جديد من الاتحاد الدولي يؤكد خلاله على صحة ما نشرته «الوطن» بكل تفاصيل الموضوع، وبأنه لا يجوز للاعب فابيان المشاركة مع المنتخب الوطني لكونه شارك مع منتخب الأرجنتين قبل سن ١٦، لذلك سقط الستار الوهمي المبني حول ملف استدعاء اللاعب فابيان للالتحاق بالمنتخب الوطني، وثبت بالدليل القاطع أن القائمين على متابعة إجراءات استدعائه واستكمال وثائق مشاركته لدى الاتحادين الآسيوي والدولي لم يكونوا على علم ودراية في الطريق الذي ساروا به، ورغم إشارتنا المتكررة ومواضيعنا المتلاحقة حول الخطأ الذي أصرت على ارتكابه اللجنة المؤقتة لاتحاد السلة والدفاع عنه وتوجيه الاتهام لنا بأننا نسهم في تعطيل حصول المنتخب على خدمات هذا اللاعب بسبب ما زعم من طرفهم انحسار حسنا الوطني وعدم إدراكنا للمصلحة العامة.

نحن اليوم بانتظار سماع جعجعة بعض الذين زعموا أن إجراءاتهم سليمة، وبأنهم واثقون من انضمام فابيان وسلامة الوثائق المقدمة للاتحادين الدولي والآسيوي، وبأنهم آباء التنظيم والإدارة والاحتراف، وبأنهم عرّابو العلاقات الدولية والحيل الخفية والتكتيكات الذكية.

عندما كيلت لنا الاتهامات تناسى رماتها ووكلاء توزيع شهادات الوطنية بأننا نعمل في صحيفة تطبق أعلى المعايير المهنية في الإعلام، ولا ننشر خبراً قبل التأكد من صحته والإحاطة الكاملة به، وبأننا مسؤولون أمام القيم الأخلاقية أولاً والقانونية ثانياً عن كل حرف يكتب أو معلومة تذكر على صفحات «الوطن».

ولكن ذهبت نداءاتنا أدراج الرياح، وفشلت في إيقاظ أعضاء اللجنة المؤقتة لكرة السلة من غفوتهم التي تسببت بضياع فرصة مشاركة فابيان السعدي كلاعب سوري لعدم الرغبة بسماع وجهات النظر التي لو لقيت آذانا مصغية ورتبت الوثائق بشكلها القانوني السليم، لحققنا مكسباً كبيراً للمنتخب، لكن التفرغ لقرع طبول الحرب على الإعلام ورجاله ممن نبهوا للمصيبة قبل وقوعها كان له الأولوية قبل شجاعة الشجعان، فكان مصير توليه الأمور لمن يهرف بما لا يعرف مزيداً من الأخطاء الإستراتيجية التي عابها الخلف على السلف رغم أن السلف لم تصل أخطاؤهم لمستوى المجاهرة والتفاخر بالجهل وعدم المعرفة.

لتطوى صفحة حزينة جديدة من موسوعة الأخطاء العنجهية للقائمين على مقدرات السلة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن