ملحمة أخرى!!
محمد أحمد خبازي :
هي ملحمة بكل المعاني والمقاييس والمعايير، يضيفها رجال الجيش العربي السوري إلى سجل ملاحمهم البطولية، التي سطَّروها- ويسطِّرونها- بالدم والروح كي تبقى سورية التي نعرف، سورية التي نحب، عصيّة على كل باغ ومتآمر، على كل إرهابي محلي أو دخيل.
لقد راهن الأوغاد على هزيمة الجيش في معركته لفك الحصار عن مطار (كويرس) بعد حشد الدول المـتآمرة على سورية الحبيبة آلاف الإرهابيين وضخهم إلى غير مكان لفتح عدة جبهات، تشتت قوى الجيش وتبدد طاقته في تصديه لمهمة فك الحصار عن المطار، وتفشل مساعيه، وتهزم روحه القتالية، وتكسر إرادته في المضي لتطهير الإرهاب!!.
لقد أشعل الإرهابيون خلال الأيام الماضية التي كان يتقدم فيها الجيش إلى المطار، عدة جبهات هنا وهناك، كان أشدها ضراوة على محور الطريق الدولية (سلمية- إثريا- خناصر- حلب) التي زجَّت فيها الدولة الراعية للإرهاب، أخطر المجموعات الإرهابية المحلية والوافدة، والمدججة بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الدبابات، لتسيطر على هذا الطريق المهم جداً بالنسبة إليها في سياق ما سُمِّي (غزوة حماة الكبرى) ولتدلف منها إلى حماة المدينة، فالغاب، لتلتقي مع نظيراتها التي فتحت جبهة مورك بالريف الشمالي من المحافظة!!.
وكما يبدو لم تطابق حساباتها الواقع، ولم تجرِ الرياح بما تشتهي سفنها، بل جرت بمشيئة الجيش العربي السوري، الذي هزمها في كل المواقع والجبهات والمحاور، وعبَّد الطريق إلى مطار كويرس بدفق الشرايين وخفق الأرواح، ونبضات الحب التي تفتَّحت شقائق نعمان.
لقد أثبت الجيش الباسل مرة أخرى للعالم أجمع وخاصة للدول الراعية والحاضنة والممولة والداعمة للإرهابيين، أن المكان الطبيعي لكل مخططاتها، ومؤامراتها، وأدواتها، وعملائها، تحت (بوط) العسكري السوري، سواء أكان ضابطا أم عنصراً عاديَّاً، قائدا أم مجنَّدا ، وأن المُحال بنظرها وعُرفها هو في متناول اليد بالنسبة للرجال الرجال، الذين إذا قالوا فعلوا، وإذا فعلوا ترتجُّ الأرض كلها لفعلهم!!.
لماذا؟ لأنهم بكل بساطة رجال الجيش العربي السوري، الرجال الذين لا يبيعون ولا يشترون، ولا يديرون الظهر لعدو، ولا يفرّون من ساحة معركة حتى لو كانوا يعلمون أن الغلبة فيها لعدوهم، وأن الشهادة مصيرهم.
وقد أثبت الجيش البطل مرة أخرى للعالم أجمع، أن الرجال الرجال الذين تشرَّبوا قيم ومبادئ فادي سورية الأول (يوسف العظمة) محال أن يُهزموا، وأن الرجال الرجال الذين نهلوا من نبع القائد المؤسس الخالد حافظ الأسد، مُحال أن يخسروا معركة قرروا خوضها، وأن الرجال الرجال الذين عاهدوا الرئيس بشار الأسد على دحر الإرهابيين من أرض سورية العزيزة مهما كانت التضحيات، محال أن يُدْحَروا.
قولا واحدا: فك الحصار عن مطار كويرس ملحمة جديدة من ملاحم أبطال الجيش العربي السوري، الذين تشرق الشمس من جباههم، ولا تغيب أبداً!!.