سورية

«سياسة التحشيد» مستمرة شرق وغرب الفرات … الجيش يعزز قواته في عين عيسى وعلى طول خط الساجور ومنبج المحطة المنتخبة لمناوراته مع روسيا

| حلب- خالد زنكلو

يتواصل مشهد التحشيد الذي يقوم به الجيش العربي السوري والاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين في شرق وغرب نهر الفرات، في انتظار نتائج المفاوضات بين روسيا وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية والرامية إلى نزع ذرائع وفتيل عدوان عسكري تركي للاستيلاء على مزيد من الأراضي السورية.
وكشفت مصادر ميدانية في منبج بريف حلب الشمالي الشرقي لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري عزز مواقعه بقوة شمال المدينة، من منطقة العريمة إلى معبر عون الدادات على طول خط نهر الساجور الذي يشكل نقطة فصل طبيعية عن قوات الاحتلال التركي وما يسمى «الجيش الوطني» الذي شكله نظام الرئيس رجب طيب أردوغان من إرهابييه في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق البلاد، ودعم نقاطه العسكرية شرق المدينة على طول طريق «M4»، الذي يصل الحسكة بحلب عبر الرقة.
وبينت المصادر، أن التعزيزات العسكرية الكبيرة التي استقدمها الجيش العربي السوري إلى منبج على مدار الأيام الثلاثة الماضية، تدل على نيته بعدم السماح للاحتلال التركي ومرتزقته باختراق خطوط التماس على أساس أن المنطقة خط أحمر لا يجوز المساس به، وهذا الأمر أكده الاهتمام الروسي البالغ، بحسب قول المصادر، بمنطقة منبج التي تحتفظ فيها الشرطة العسكرية الروسية بوجود عسكري، وعززت عديد قواتها في المنطقة استعداداً، كما يبدو لإجراء مناورات عسكرية جوية وبرية قريباً مع الجيش العربي السوري، على غرار المناورات المشتركة التي جرت الأسبوع الماضي في بلدتي تل تمر شمال غرب الحسكة وعين عيسى شمال الرقة، بهدف ردع أي عدوان تركي باتجاه المنطقتين.
وفي إطار «سياسة التحشيد»، والتي فرضت هدوءاً حذراً في المناطق التي يعدها نظام رجب طيب أردوغان بنك أهداف في عدوانه الذي هدد بشنه أخيراً مراراً باتجاه الأراضي السورية، استقدم جيش الاحتلال التركي أمس تعزيزات إلى حدود منطقة عين العرب وإلى خطوط تماس تل أبيض في مواجهة التعزيزات التي جلبها الجيش العربي السوري إلى عين العرب وعين عيسى من مطار الطبقة العسكري واللواء ٩٣ جنوب الرقة الخميس، وفق قول مراقبين للوضع شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن».
وأوضح المراقبون، أن جيش الاحتلال التركي دفع أول من أمس بتعزيزات عسكرية من مرتزقته إلى جبهات مدينة الباب المحتلة بريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك على خلفية الحشود العسكرية التي نشرها الجيش العربي السوري جنوب وغرب المدينة نهاية الشهر المنصرم في قرى تل جيجان وتل زويان وتل مضيق ودغلباش.
واستبعدوا توصل موسكو عبر مفاوضاتها الدائرة حالياً مع ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية لواشنطن، إلى «تفاهمات» ملزمة لانسحابها من المناطق التي تنتشر فيها وتسليمها للجيش العربي السوري، على الرغم من تهديدات المسؤولين الأتراك بشن عدوان عسكري باتجاهها، ولفتوا إلى أن الاجتماع العسكري الروسي التركي في أنقرة، والمزمع عقده خلال الأسبوع الجاري، قد يخرج بتصورات وحلول ومخارج للمأزق التركي جراء التصعيد الإعلامي ضد المنطقة.
على الأرض، واصلت مدفعية جيش الاحتلال التركي ومرتزقته أمس قصف قريتي المجيبرة والدردارة شمال تل تمر، وسط تحليق مكثف للطيران التركي المسير في سماء المنطقة، الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة في ممتلكاتهم. وتزامن القصف مع إطلاق قواعد الاحتلال التركي قنابل ضوئية في سماء المنطقة.
من جهة ثانية، ذكرت مصادر محلية، حسب وكالة «سانا»، أن مسلحين من ميليشيات «قسد» داهموا عدداً من المنازل في أحياء مدينة الشدادي جنوب الحسكة بعد إقامة حواجز على مداخل وداخل المدينة واختطفوا مجموعة من الشبان وساقوهم تحت تهديد السلاح إلى معسكرات تدريب لزجهم في القتال في صفوف الميليشيات قسراً.
وتأتي المداهمات التي تشنها ميليشيات «قسد» بشكل يومي في أرياف الرقة والحسكة ودير الزور واختطاف الشبان تزامناً مع ازدياد الهجمات التي تستهدفها والتي أدت إلى مقتل العديد من مسلحيها من جهة ومع اتساع حالة الغضب لدى الأهالي جراء ممارساتها الإجرامية والمطالبة بخروجها مع الاحتلال الأميركي من المنطقة من جهة ثانية.
وفي محافظة دير الزور ألقت طائرات الاحتلال الأميركي منشورات ورقية فوق مدن وبلدات ريف المحافظة الشرقي الخاضع لسيطرة ميليشيات «قسد»، حذرت من خلالها الأهالي من التعاون مع خلايا تنظيم داعش الإرهابي من قيادات ومسلحين، في حين أقدم مجهولون على إضرام النار في بئر الفيصل النفطي الواقع في بادية بلدة الأحمر، وذلك حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
في غضون ذلك، توقفت أغلبية الأفران في بلدات ريف دير الزور الشرقي بسبب عدم تسليمها مادة الطحين من قبل ميليشيات «قسد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن