الأولى

مصادر لـ«الوطن»: تفاؤل حذر في الفترة القادمة والأمر مرهون بتصرفات «قسد» .. الجيش يعزز قواته في عين عيسى وعلى طول خط الساجور ومنبج المحطة المنتخبة لمناوراته مع روسيا

| الوطن

يتكشف المشهد الميداني تدريجياً على مساحة الجغرافية السورية شرق وغرب نهر الفرات عبر «سياسة التحشيد» التي تتولاها أطراف النزاع، في انتظار الغطاء السياسي الذي ستكشف عنه المفاوضات الرامية إلى نزع ذرائع وفتيل عدوان عسكري تركي للاستيلاء على المزيد من الأراضي السورية.

مصادر «الوطن» في مدينة عين عيسى، كشفت أن الجيش العربي السوري عزز وجوده في محيط المدينة وأطراف مدينة تل أبيض بالريف الشمالي لمحافظة الرقة، كاشفاً عن اجتماعات عقدت بين ممثلين من الجيش العربي السوري وقيادات في «قسد»، لم تثمر حتى اللحظة عن أي نتائج تذكر.

وبين المصدر أن هناك تحشداً تركياً كبيراً واستعدادات لشن عدوان على المنطقة، مؤكداً أن الجيش العربي السوري عازم على التصدي لأي عدوان «مفترض» على المدينة، لافتاً إلى أن الصورة الميدانية والتفاوضية تبدو متشابهة على كامل محور «منبج- عين عيسى- تل رفعت».

المصدر الذي عبر عن تفاؤله الحذر في الفترة القادمة، اعتبر أن هذا التفاؤل مرهون بتصرفات «قسد» وقرارها الذي يبدو أنه مازال مرهوناً للأجندة الأميركية وليس للأجندة الوطنية حتى الآن.

بموازاة ذلك كشفت مصادر ميدانية في منبج بريف حلب الشمالي الشرقي لـ»الوطن» أن الجيش العربي السوري عزز مواقعه بقوة شمال المدينة من منطقة العريمة إلى معبر عون الدادات على طول خط نهر الساجور الذي يشكل نقطة فصل طبيعية عن قوات الاحتلال التركي وميليشيات ما يسمى «الجيش الوطني»، ودعّم نقاطه العسكرية شرق المدينة على طول طريق «M4»، الذي يصل الحسكة بحلب عبر الرقة.

وبينت المصادر أن التعزيزات العسكرية الكبيرة التي استقدمها الجيش العربي السوري إلى منبج على مدار الأيام الثلاثة الماضية، وتضم جنوداً وضباطاً ودبابات ومدافع ثقيلة، تدل على نيته بعدم السماح لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته باختراق خطوط التماس على أساس أن المنطقة خط أحمر لا يجوز المساس به، وهو ما أكده الاهتمام الروسي البالغ، حسب قول المصادر، بمنطقة منبج التي تحتفظ فيها الشرطة العسكرية الروسية بوجود عسكري، إذ عززت موسكو عديد قواتها في المنطقة استعداداً، كما يبدو لإجراء مناورات عسكرية جوية وبرية قريباً مع الجيش العربي السوري، على غرار المناورات المشتركة التي جرت الأسبوع الماضي في تل تمر شمال غرب الحسكة وعين عيسى شمال الرقة.

وأكدت المصادر أن روسيا توجه من خلال المناورات العسكرية رسائل قوية إلى النظام التركي بضرورة عدم المس بخطوط التماس الحالية شرق وغرب الفرات، وخصوصاً في المناطق التي تعتبرها ذات نفوذ لها والتي حثت الخطا أخيراً لتعزيز وجودها العسكري فيها، كما في شمال شرق سورية على اعتبار أنها غدت فاعلاً رئيسياً شرقي الفرات.

وفي إطار «سياسة التحشيد»، استقدم جيش الاحتلال التركي أمس تعزيزات إلى حدود منطقة عين العرب وإلى خطوط تماس تل أبيض في مواجهة التعزيزات التي جلبها الجيش العربي السوري إلى عين العرب وعين عيسى من مطار الطبقة العسكري واللواء ٩٣ جنوب الرقة الخميس، وفق قول مراقبين للوضع شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن».

ولفت المراقبون إلى أن الاجتماع العسكري الروسي – التركي في أنقرة، والمزمع عقده خلال الأسبوع الجاري، قد يخرج بتصورات وحلول ومخارج للمأزق التركي بسبب التصعيد الإعلامي ضد المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن