الكتابُ هو غدنا
هو الشيء القدسيّ القيمة الذي نتحدث عنه، ونراه يمسُّ ذاكرة الإنسان، يمسُّ وجوده الإنسانيّ يمسُّ شيئاً من كينونة وجوده، وكينونته المعرفية المثلى وما زلنا نؤمن بأن الكتاب هو «غدنا» هو نافذة الإشراق التي نحلمُ بها.
وهو ذلك المخلوق الفكريّ المعرّف به، المعرّف بقدسيته، وبكل ما يحتويه من قيمٍ سامية الذكر..
وبكل ما يحمل من رسائل تخصُّ «النُّور المعرفيّ الأول» تخصُّ الحديث أصبح عن الشيء المثالي الموجود بين ضفتيّ الكتاب، وشعلة الفكر الإنساني الأول والأخير..
كتابنا هو غدنا
هو لغة الحياة والتميز التي نطمح إليها، وهو حقيقة بُعثت وبُعثَ أمرها في أمة اقرأ وهو الغد المشرق الذي نبتغي الوصول إليه، الوصول إلى مدارات واسعة تسطع بها أنجم المعرفة بمختلف أشكالها وألوانها..
كتابنا هو غدنا
هو تواريخ ما زالت حاضرة بين ضفتيّ المجلّدات العظيمة، هو بحور المعرفة التي لا تحدُّ ولا توصف.
هو نطق العقول النيرة ومساحات واسعة من الترميز الجماليّ الذي يحققه الكتاب ومفهومه الثقافيّ
فهو ذاك الإرث الحضاريّ الذي يمتدُّ منذ الجاهلية أو ما قبل وحتى الآن.
هو مشعل النّور العظيم الذي لا يمكن الاستعلاء إلا به وبلوغ مراتب العُلا، ولا يمكن إلا التجلّي والسموّ الحالم من خلال احتوائه، وعظمة ذلك الاحتواء المعرفيّ الإنساني الذي يسمو، وتسمو به عظمة الكتاب.
كتابنا هو غدنا
هو شمسنا التي تكشفُ لنا «أسرار الماضي البعيد الغابر وكذلك تجعلنا نقرأ ملامح المستقبل» وهو الصوتُ الأزليّ القادم إلينا والذي يقول: لا تهملوا صفحاتي، ولا تتركوا مجلّداتي تُنسى على رفّة الأزمنة وتعاني بُعد القراء عنها.
لا تنسوا بأن كلّ الرسائل السماويّة والشرائع الدينيّة جاءت عن طريق «الكتاب ومحتواه الأعظم»
كتابنا هو غدنا، هو تاريخنا الموجود بين ضفتيّ كلّ مجلّدٍ فكريّ وإنساني.
هو صوتُ الحضارة الإنسانية ولغة الأزمنة الضوئية وشعاع نورها الأجمل الذي لا يمكن أن يخفتْ في حالٍ من الأحوالِ، وبالتالي لا يمكن أن تُهزم أمة تمتهن لغة القراءة، تمتهن «لغة المعارف العظيمة ولا تملُّ فنون القراءة بكل أنواعها» ولا يمكن أن تتخلى عن فنون التصفّح وآليّته العظمى.
ولا يمكن التخلي عن لغاته الأكثر حميميّة، والأكثر صدقاً، والأكثر شفافيّة في زمنٍ، تكاد أن تندثر كلّ الأوراق الجامعة لثقافتنا، لتاريخنا، ولذلك التراث الخالد بين مجلّدات، لا يمكن أن يندثر زمانها، لا يمكن إلا اللجوء إليها، إلى ماهيّة أوراقها وسطورها وفحواها المرتجى العظيم.
كتابنا هو غدنا
وما زال هذا الشعار يُمثّل لنا الكثير من الترميز والتشجيع ويأتي في زمن يُقالُ فيه «والتشجيع بما ويأتي في زمن يُقالُ فيه» إنّ شمس الكتاب، بدأت تميل إلى الغروب، بفعل القراءة الالكترونية، بفعل إيجاد البديل المستجدّ عن كلّ ما يُطبع.
ولا يمكن أن تُحجب «شمس الكتاب والقراءة» وتختبئ وراء إصبع الشيء الالكتروني، أو وراء الشيء الرقميّ الذي تمّ استحداثه بغية نشر الثقافة بشكل أوسع أولاً وأخيراً.
وبغية خلق منابع جديدة تُغنى بالفنّ الشمولي للثقافة، وتُضيء الوقت المعرفيّ بشكله الخاص والعام..
ويُزيد الألق المعرفيّ إلى ((المكتبة السوريّة أو العربية)) بشكلٍ عامٍ، و يجعلنا نتذكر بأنّنا كنّا وما نزال (أمّة اقرأ) وما نزال نؤمن بأن هو «غدنا المشرق» وهو يُمثّل عظمة الأشياء الفكريّة والثقافيّة التي يجب الانتماء إليها وبالتالي نراه ذلك الجليس المؤنس في خير الأنام وذلك الصديق والخليل على مدى الأيام.
ومن هذا المنطلق تُقام اليوم «تظاهرة ثقافيّة وفكريّة» وتأتي أهميتها من خلال إقامة «معرض الكتاب» تحت رعاية وزارة الثقافة السوريّة.. تُقامُ فعالياته المتعددة رغم وجع الحرب وجائحة الكورونا.
ونُلاحظ تزايد مشاركة العديد من دور النشر بكتب وعناوين لافتة تؤكد أن الثقافة ما تزالُ بخير وما نزال نحن من يحمل لواء «العلم والمعرفة» ويتمسك بقيمة المعرفة العظمى رغم كلّ الظروف ويُبجل كلّ ما قدمته العقول على مرِّ العصور، وسنبقى نُبجّل عظمة الكتاب ونؤمن بأهميته المثلى وإنارة شعلته النيّرة المستنيرة في وطن الثقافة وأبجدية النّور الأوّل.